الهجمات الجهادية تقود بوركينا فاسو إلى وضع إنساني وأمني صعب

  • 5/21/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يبدو أن الأوضاع في بوركينا فاسو تسير نحو التحسّن في ظل المرحلة الانتقالية المتواصلة والهجمات الجهادية التي كان آخرها الخميس وأسفر عن مقتل سبعة جنود ومدني على الأقل. وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من ثلاث هجمات أكثر دموية قتلت حوالي أربعين من المتطوعين الأمنيين والمدنيين في شمال وشرق بوركينا فاسو نفذها مسلحون يشتبه بأنهم جهاديون. وفي هذا السياق أعلن خبراء من المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب أفريقيا "إيكواس" أنّ الوضع الإنساني والأمني يبقى صعباً في بوركينا فاسو التي شهدت انقلابا عسكريا في مطلع العام، وتتعرض لهجمات متكررة من تنظيمات متطرفة. وتشهد بوركينا فاسو منذ العام 2015 هجمات جهادية تنفذها مجموعات مسلحة بعضها تابع لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، خلّفت أكثر من ألفي قتيل و1.8 مليون نازح. وفي الرابع والعشرين يناير نفّذ اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا انقلابا أطاح بالرئيس المنتخب روك مارك كريستيان كابوري، متهما إياه بعدم بذل جهود جدية للتصدي لعنف المتطرفين. وهو يترأس المجلس العسكري الذي يحكم البلاد حاليا، مؤكدا أن إيجاد حل للأزمة الأمنية “أولوية” بالنسبة إليه. وحدّد المجلس العسكري فترة انتقاليّة من ثلاث سنوات قبل إجراء انتخابات، إلا أنّ "إيكواس" تسعى لإجرائها قبل ذلك. وقال جان كلود كاسي برو الذي يرأس بعثة الخبراء مع وزيرة الخارجية الغانيّة شيرلي أيوركور بوتشواي مساء الخميس "أشرنا في تقرير مشترك إلى أنّ الوضع الإنسانيّ والأمنيّ يبقى صعبا". بعد فترة هدوء نسبي أعقبت الانقلاب تجدّدت هجمات المجموعات الإسلامية المتطرفة في بوركينا فاسو وأسفرت عن نحو مئتي قتيل بين مدنيين وجنود وحسب كاسي برو "من الضروري اتخاذ تدابير إزاء هذا الوضع". وسيقدّم التقرير إلى رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب أفريقيا. وطالبت المجموعة في نهاية شهر مارس بوركينا فاسو بتقديم جدول زمني "مقبول" لانتقال السلطة قبل الخامس والعشرين أبريل، لكنّ واغادوغو طالبت بمهلة إضافيّة. وإزاء ذلك، ناشدت الحكومة المنبثقة عن الانقلاب العسكريّ "إيكواس" إرسال بعثة "عسكريّة وسياسيّة وإنسانيّة" لتقييم الوضع قبل الإعلان عن قرارها بشأن الجدول الزمني. وقيّمت البعثة على مدى ثلاثة أيّام الوضع الأمني وتمكّنت من زيارة "بعض المواقع"، بحسب كاسي برو. وقالت وزيرة خارجية بوركينا فاسو أوليفيا روامبا إنّ هذه الزيارات شملت منطقتي كايا وبارسالوغو، بؤرتي الأزمة في شمال البلاد. وأفادت روامبا أنّ عمل البعثة يشكّل "خطوة مهمّة" في إطار استكمال المشاورات بين بلادها و"إيكواس" ومتابعة العمليّة الانتقاليّة. وأضافت روامبا أنّ رئيسي البعثة جدّدا رغبتهما في العمل على "إنجاح المهمّة". وبعد فترة هدوء نسبي في الأسابيع التي أعقبت الانقلاب، تجدّدت هجمات المجموعات الإسلامية المتطرفة في بوركينا فاسو، وأسفرت عن نحو مئتي قتيل بين مدنيين وجنود. وأدت أعمال العنف الجهادية التي اشتدت في 2019 وتداخلت مع نزاعات بين مجموعات سكانية إلى سقوط أكثر من ألفي قتيل ونزوح 1.4 مليون شخص. وتشكّلت قرابة عشر مجموعات جهادية محلية في بوركينا فاسو في السنوات الست الماضية، لا تربطها علاقات ظاهرة بتنظيمي القاعدة أو الدولة الإسلامية، وفق معلومات حكومية. تعقّب الجهاديين عملية شاقة تعقّب الجهاديين عملية شاقة ويقول خبراء الأمن في منطقة الساحل إن العديد ممن يتم تجنيدهم في صفوف الجهاديين شبان ضائعون عاطلون عن العمل يُستدرجون بوعود المال والدين. وأسس المتشددون جبهة في شمال بوركينا فاسو وأدت هجماتهم المتكررة في المنطقة وما بعدها إلى اضطراب الحياة الطبيعية. وتنشط في شمال بوركينا فاسو أيضا حركة أنصار الإسلام التي يقودها الإمام المتشدد الذي يسميه المسؤولون إبراهيم ديكو وهو من مدينة جيبو الشمالية. وتفيد المعطيات أن ديكو كان يقاتل في مالي في صفوف الإسلاميين قبل تأسيس جماعته. وبعد قضائه لفترة قصيرة في السجن بمالي عقب اعتقال القوات الأجنبية له عام 2013 عاد ديكو إلى بوركينا فاسو، حيث أسس جماعة أنصار الإسلام. ورغم العمليات العسكرية في أنحاء المنطقة لاحتواء أنشطة الجماعات المتشددة إلا أنها تواصل نموّها هناك، لذلك اختارت بوركينا فاسو تغيير خطتها في مواجهة الجهاديين منذ أبريل الماضي حيث اعتمدت أسلوباً جديداً لمكافحة التمرّد الجهادي الدامي يقوم على إجراء حوار بين زعماء المجتمعات المحلية ومقاتلي جماعات مسلّحة جنحوا إلى التطرّف. وتتضمن المبادرة شرطاً صارماً يحظر انضمام رجال يُعتقد أنهم يرتبطون بالقاعدة أو بتنظيم الدولة الإسلامية، المجموعتين اللتين أطلقتا التمرّد. وترتكز المبادرة على أساس أنّ غالبية الجهاديين في بوركينا فاسو حاليا لا ينتمون إلى هاتين المجموعتين الكبيرتين العابرتين للدول، وفق قائد مكافحة الجهاديين فرنسوا زونغرانا. لكن بالنظر إلى نشاط الجهاديين المكثف لا يبدو أنه من السهل تحاور السلطات مع التنظيمات المحلية وإخراج الوضع العام للبلاد من خانة "الصعب".

مشاركة :