ما لبّنْتْ إرْقُهْ - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/11/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

لو أن علم السياسة يُدخل نظرية السحر في مفاهيمه وتطبيقاته ودراساته وأطروحاته لقلتُ إن الغرب قد "سُحر" من قبل مشعوذين من صهاينة العالم يلبسون أشكالاً من الملابس الغريبة ويحملون صرة فيها أدوات السحر، ويدخلون أمريكا (بدون فيزة) ليتصلوا بمجموعات يمينية بالإدارة الأمريكية، وينفثون السحر وهو نوع من السحر الذي يُطلق عليه "الهيام بالدولة الصهيونية". فلو سمع الأمريكيون المتصهينون بأن دودة الطماطم أو سوسة الكروم انتشرت، أو على وشك الانتشار بإسرائيل، لسمعنا تصريحاً عالي الضجيج يقول: إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل. لمحاربة السوسة!   لو حدث وأصبحتُ مستشاراً في البيت الأبيض لطلبتُ من مترجم أمثالٍ بارع ومحترف أن يجعلني أترجم له قولاً مشهوراً عند أهل نجد يقول: "ما لبّنت إرقه". ويعني أن أمريكا ساعدتْ وتبنّت بذر إسرائيل وتنميتها مالياً وعسكرياً، وحتى في المبيدات الحشرية، لن تبخل عليها، حتى أصبحت الدولة العبرية تعيش على كد الأمريكيين. وجملة المثل كانت ولازالت تستعمل محلياً. وكانوا في السابق يستأجرون من يصنع "اللبِن" أي البلوك الطيني، الذي يخلط بالتبن ليصبح متماسكاً وقوياً لأغراض البناء والتسوير.. ويتركونه في الشمس حتى يجف ثم يحملونه إلى الأدوار العليا، إما بأجرة جديدة، أو تكون ضمن العمل INCLUSIVE. وكلمة "إرقه" بكسر الألف وسكون الراء وضم القاف وسكون الهاء (كي تصبح قصيمية النطق) هي كلمة فصيحة الأصل من الرقي أوالإرقاء، وتعني الحمل إلى أعلى. أقول: بودي لو أن السيد أوباما ومن سبقه، الذي أدخل نفسه وأمته، والعالم معه في حرب العراق - وربما حرب قادمة - دون أن يعرف التركيبة عقائدياً وطائفياً وسياسياً وعرقياً لشعب كالعراق. فقبل الغزو لم يكن هناك "صدر" ولا "بدر" و"لا قاعدة" ولا قائمة...! ولم يكن هناك "حكيم " ولا مخبول. فقد عرفنا العراق منذ عهد استقلاله بحسينياته، ومواكبه العاشورية دون قطرة واحدة من دماء. "طبخٍ طبختيه يالرفلا كُلِيه".

مشاركة :