أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على الحاجة إلى دعم السودان في سعيه إلى تحقيق سلام وأمن مستدام، بما في ذلك من خلال معالجة الظروف الاقتصادية التي تؤثر بشكلٍ خاص في المستضعفين. وأكدت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن خلال جلسة بشأن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان على أهمية الجهود المشتركة لبعثة «يونيتامس» والاتحاد الأفريقي و«الإيجاد»، في تيسير المحادثات السودانية - السودانية غير المباشرة التي انطلقت هذا الشهر. وقال البيان: «بينما ننظر في تجديد ولاية بعثة يونيتامس في أوائل شهر يونيو، والتي نتطلع إلى أن تتم المشاورات بشأنها بشكل بناء، أود أن أشير إلى ثلاثة جوانب رئيسة: ترحب دولة الإمارات بالجهود الثلاثية المتضافرة، وتواصلها مع القوى السياسية وأصحاب المصلحة في السودان، إذ يجسد هذا النهج الدور المهم للمنظمات الإقليمية في مساعدة السودان على التوصل إلى توافق في الآراء وتفاهم مشترك بشأن المسارات الرئيسة للعملية الانتقالية في السودان، والتي تشمل الترتيبات الدستورية الانتقالية، وتشكيل الحكومة، فضلاً عن تحديد جدولٍ زمني للانتخابات». وأوضحت الإمارات بأن إطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين مؤخراً يعد خطوة في اتجاه بناء الثقة بين الأطراف السودانية، وأسهم في تمهيد الطريق للحوار غير المباشر الجاري بين الأطراف، فيما شددت على أهمية مشاركة النساء بشكل هادف وكذلك إشراك الشباب في جميع المراحل لإحراز تقدمٍ خلال الفترة الانتقالية على نحوٍ مستدام. كما أكدت الإمارات في بيانه على أهمية أن تتم العملية السياسية بقيادة سودانية بما يحقق تطلعات الشعب السوداني. وفي سياق الأوضاع الاقتصادية، أوضحت الإمارات بأن المساعدات الإنمائية وحزمات تخفيف الديون التي تقدمها المؤسسات المالية الدولية والمانحون الدوليون الآخرون إلى السودان تعد ضرورية لمنع اقتصاده من الانهيار، مشيرةً إلى أنه «على المجتمع الدولي أثناء بحثِهِ أفضل السبل لمساعدة السودان خلال العملية السياسية، أن يأخذ في عين الاعتبار الظروف الاقتصادية الملحة وتأثيرَها المتَفاقِم على كافة نواحي الحياة للشعب السوداني». وأوضحت أن مواصلة تعليق المساعدات الدولية يؤثر سلباً على الحالة الاقتصادية المتدهورة في السودان، والتي تفاقَمَت أيضاَ إثر التوترات الجيوسياسية الحالية وتغير المناخ واضطراب الموسم الزراعي. كما أكدت الإمارات تقديرها للجهود التي تبذلها الحكومة لإحراز المزيد من التقدم بشأن الترتيبات الأمنية الانتقالية لدارفور بموجب اتفاق جوبا للسلام، بما في ذلك التشغيل التدريجي للجنة الدائمة لوقف إطلاق النار في دارفور، والتي تضطلع بدورٍ مهم في التحقيق في انتهاكات وقف إطلاق النار. وأضافت: «ندرك الخطوات المهمة التي اتخذها السودان لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، عبر بَذلِه جهودٍ لتهدئة التوترات في منطقة دارفور، إثر الاشتباكات الأخيرة التي أدت إلى وقوع العديد من الضحايا». وجددت الإمارات التأكيد على الحاجة إلى دعم السودان في سعيه إلى تحقيق سلامٍ وأمنٍ مستدام، بما في ذلك من خلال معالجة الظروف الاقتصادية التي تؤثر بشكلٍ خاص على المستضعفين. وجددت الإمارات الدعوة للمجتمع الدولي إلى دعم تطلعات الشعب السوداني بما يحترم سيادة السودان واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدته الوطنية.
مشاركة :