تونس 25 مايو 2022 (شينخوا) بدأت في تونس العاصمة اليوم (الأربعاء) أعمال الدورة الخامسة من المؤتمر الدولي بشأن "تمويل الاستثمار والتجارة في إفريقيا -فيتا 2022". وينظم المؤتمر، مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بالتعاون مع وزارتي الخارجية والاقتصاد والتخطيط التونسيتين، وذلك بمشاركة ما لا يقل عن 500 شخصية سياسية واقتصادية من 45 دولة وأكثر من 3500 رجل أعمال تونسي وأجنبي. وافتتحت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن أعمال هذه الدورة التي تستمر يومين، بكلمة دعت فيها إلى بلورة تصورات جديدة ومبتكرة لرفع تحديات القارة الإفريقية ودفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والنمو وتطوير الاستثمار وممارسة الأعمال التجارية. ولفتت نجلاء بودن إلى أن الأرقام الخاصة بالقارة الإفريقية والمتعلقة بالتبادل التجاري لا تمثل سوى 2% من التجارة العالمية رغم أن نسبة عدد سكانها تمثل 17% من سكان العالم. وأضافت أن المبادلات التجارية البينية في إفريقيا تمثل 17% بالمقارنة مع 59% في القارة الآسيوية و68% في أوروبا، مشددة في هذا الإطار على أهمية إقامة المنطقة الإفريقية للتبادل الحر التي مكنت من حذف 90% من التعريفات الجمركية، فضلا عن حرية تبادل البضائع والخدمات بما يحقق إيجابيات اقتصادية متعددة في النمو والاستثمار والتشغيل. ورأت أن ما تواجهه القارة الافريقية من تحديات كبرى، خاصة النقص في البنية التحتية يستدعي تحديد الأولويات لإيجاد الحلول المناسبة لتوفير الأمن المائي والغذائي والطاقي والبيئي، وذلك من خلال التركيز أساسا على تعزيز التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والاقتصاد الرقمي والمجتمعات الذكية داخل السوق الإفريقية لتحقيق نمو مبتكر وشامل ومستدام. كما شددت أيضا على أهمية الاقتصاد الأخضر من خلال الاستثمار في الطاقات النظيفة والمتجددة وتشجيع المبادرات والمشاريع، باعتباره توجها استراتيجيا سيساعد على مواجهة التغيرات المناخية واحتواء آثارها على القارة الإفريقية. وختمت كلمتها بالإشارة إلى أن "تونس إفريقية ووجهة للاستثمار وان الفاعلين الاقتصاديين لهم ثقة في القدرات التونسية التي أثبتت دور البلاد الريادي في القارة باعتبار موقعها الاستراتيجي، بما مكنها من القيام بدور محوري بخصوص التعاون الدولي وفي إدارة المشاريع والبرامج مع بلدان القارة الإفريقية بالشراكة مع الدول العربية والأوروبية والآسيوية". وتهدف هذه الدورة من المؤتمر إلى فتح الآفاق أمام مختلف التحديات التي تواجه إفريقيا، ومحاولة الإجابة على جملة من الأسئلة المهمة، منها ما هي ملامح مخطط الانتعاش الاقتصادي لإفريقيا، وكيفية الحد من التضخم المالي والتصدي المديونية والضغوطات التجارية. وتراهن تونس على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية عبر نسج شراكات في إطار استراتيجيات مشتركة قادرة على إرساء تكامل اقتصادي يمكنها من إنعاش اقتصادها ودفع جهود التنمية المستدامة التي من شأنها تحقيق تطلعات شعبها. وتستعد تونس لاستضافة الاجتماع الرابع لمجلس حوكمة برنامج "جسور التجارة العربية الإفريقية" المُقرر عقده في بداية شهر ديسمبر القادم. وفي إطار هذه الاستعدادات، التقى وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي سمير سعيد على هامش المؤتمر، مع هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والأمين العام لبرنامج "جسور التجارة العربية الإفريقية". وتتطلع تونس أن يُتيح هذا الاجتماع، الفرصة للتعريف بآليات البرنامج لتشجيع المؤسسات الصغرى والمتوسطة للتوجه نحو الأسواق الإفريقية وتوسيع أنشتطها سواء على مستوى التصدير أو إقامة المشاريع الاستثمارية.
مشاركة :