يعد كافيه الكلاب الذي تم افتتاحه مؤخرا أول مقهى من نوعه متخصص في القاهرة يقدم خدمات ومأكولات طازجة وخاصة للكلاب، رغم وجود عدد قليل من الكافيهات والمطاعم الأخرى التي تخصص أماكن وتقدم أطعمة للحيوانات الأليفة لكنها في الأساس مخصصة للبشر، وفق وكالة الأنباء الصينية شينخوا. وقالت علا لطفي، الشريكة المالكة لكافيه الكلاب الجديد والتي تقتني وتربي الكلاب منذ حوالي ثلاثة عقود، إنه خلال فترة الإغلاق المرتبطة بفايروس كورونا اشترى الكثير من الناس حيوانات أليفة بسبب الشعور بالوحدة. وأضافت علا “لذلك فكرت في فتح مكان متخصص للبشر والكلاب معا” للمساعدة في سد الفجوة والنقص في هذا المجال. وتابعت “الكلاب أيضا لها الحق في تناول الطعام الذي تحبه وأن يكون جيدا وصحيا”، معربة عن إيمانها بأن “الرحمة بالحيوان تولد طاقة إيجابية في الحياة”.وشارك في المشروع صديقان من محبي الكلاب لم يكن لديهما العديد من الأماكن للخروج وقضاء الوقت برفقة كلابهما، وهو التحدي الذي يواجه العديد من أصحاب هذه الحيوانات في مصر. وتواجدت أنواع مختلفة من الكلاب برفقة أصحابها في مقهى جديد بالعاصمة المصرية حيث كان عدد من الرجال والسيدات يحتسون الشاي والقهوة بينما تستمتع كلابهم بوجباتها إلى جوارهم. ويشجع أصحاب وعشاق الكلاب هذا الاتجاه الجديد الذي يحاول المساهمة في حل التحدي الأساسي وطويل الأمد الذي يواجهونه، وهو إيجاد مكان للخروج وقضاء الوقت برفقة كلابهم. وفي أحد أركان الكافيه كان عمر إسلام الذي يعمل في مجال التسويق التقني لشركة مايكروسوفت مصر، يتناول قهوته على إحدى الطاولات برفقة صديقته المقربة “إيفا”، وهي من سلالة “جيرمن شيبرد” وتبلغ من العمر حوالي سبعة أشهر. وقال إسلام “بعد انتشار فايروس كورونا بدأ معظمنا العمل من المنزل، وأنا شخصيا لا أحب ذلك وأفضل العمل في مكان به حياة”. وتابع “عندما أترك إيفا وحدها في المنزل أشعر أنني بحاجة إلى العودة في أسرع وقت ممكن حتى لا أتركها لوقت طويل بمفردها”، مضيفا “أرى أن المكان هنا يحل هذه المشكلة”. وفي جانب آخر من الكافيه كانت همس عقيل تستمتع بوقتها مع صديقتها “سوكي”، وهي من سلالة “غولدن ريتريفر”. وقالت همس “الآن يوجد مكان يمكنني إحضار كلبي إليه وتناول القهوة والتجمع والتحدث مع أصدقائي”. وأكد صاحبا الكافيه أن المكان له قواعد خاصة ومصمم بطريقة تضمن سلامة الزبائن وكلابهم، مثل وجود خطافات لتقييد الكلاب بالقرب من كل طاولة ومسافات مناسبة بين الطاولات لمنع الاحتكاك بين الكلابويوجد بالكافيه حائط مخصص للإعلانات حيث يعلن فيه عن الكلاب المفقودة والكلاب المريضة التي تحتاج إلى مساعدة وكذلك الكلاب المتاحة للتبني وأماكن التبرع للكلاب. وتتعدد في مصر الأماكن المخصصة للحيوانات ومنها “بيتس كورنر” وهو أول كافيه للقطط والكلاب بالإسكندرية، ويسمح فيه للشخص باصطحاب حيوانه الأليف للتنزه والجلوس داخل الكافيه، أو مرافقة أي حيوان أليف من اختياره ليستمتع بمرافقته ومداعبته وإطعامه ليوم كامل. ويبدو المكان كأي كافيه عادي، ولكنه يتميز بقيمة إضافية لمحبي الحيوانات الأليفة، فهو يتيح الفرصة للاستمتاع وتقديم خدمة المشروبات لكل من الأشخاص والحيوانات. والكافيه ملحق به محل لبيع كافة مستلزمات وإكسسورات تربية الحيوانات الأليفة، ويضم جميع أنواع المأكولات المجففة المحببة إلى الكلاب والقطط، وأنواع مختلفة من شامبو الاستحمام الخاص بها وأطواق الجلد والسلاسل بأشكال جميلة. وقال أحمد علي أحد رواد الكافيه إنه يقوم باصطحاب كلبه “بيتبول” وعمره سنة إلى الكافيه باستمرار، مشيرًا إلى أنه قبل إنشاء الكافيه لم يكن يخرج بكلبه للتنزه إطلاقا. موضحًا أن الفكرة أعجبته كثيرًا كما أن الخدمة به ممتازة وأسعاره متوسطة. وأشارت نهى السيد إلى أنها تقوم باصطحاب كلبها من نوع “هاسكي” كل يوم جمعة بدل التنزه به في الشارع والتعرض للمضايقات، لافتة إلى إعجابها بالفكرة فضلًا عن رغبتها في تعميمها على مستوى محافظات البلاد. وأنهى صاحب الكافيه حديثه متمنيًا أن يوسع الفكرة وأن يدشن كافيهات على مستوى المحافظات، حرصًا منه على ضمان رفاهية الحيوانات وحصولها على أقل حقوقها وهي التنزه برفقة أصحابها.