كشفت الدكتورة هدى السويدي مديرة إدارة الفئات الأكثر عرضة للضرر في هيئة تنمية المجتمع بدبي لـ«البيان» أن الهيئة شرعت في تفعيل ربط المنافع المالية الاجتماعية، التي تمنحها وزارة تنمية المجتمع وهيئة تنمية المجتمع بدبي لمستحقيها من المتعافين من الإدمان عن فئة «من لا عمل له»، بالتزامهم بالبرامج التأهيلية في مركز عونك، وذلك بغرض استقطاب هذه الفئة وتشجيعها على استكمال العلاج والحد من نسب العودة للإدمان، لا سيما أن الشريحة الأكبر التي تنزلق في آفة الإدمان هم من فئة الشباب، أي الفئة المنتجة في المجتمع، والتي يعول عليها الوطن. وأوضحت أنه تم توقيع اتفاقية التعاون مع وزارة تنمية المجتمع، بحيث يتم تفعيل الربط للمستحقين الذين يحصلون على المنافع من الوزارة والهيئة، حيث يتم إعداد تقارير دورية بحالة المنتسب وإرسالها سواء للوزارة أو الهيئة وبمدى التزامه وفقاً لخطته العلاجية من عدمه، ويتم تجديد حصولهم على المنافع كل ستة أشهر، لمدة عام ونصف العام وحتى يثبت التزامهم، ولضمان صرف هذه المنافع في ما هو مخصص لها. وقالت الدكتورة هدى السويدي: إن هناك 30 شخصاً من منتسبي مركز عونك السابقين يحصلون على المنافع المالية من وزارة تنمية المجتمع، ويجري حالياً التواصل معهم بالتنسيق مع الوزارة لإعادتهم إلى المركز، والتأكد من التزامهم بخطة علاجهم وربط المنفعة بذلك، لا سيما أن الإدمان من أعلى الأمراض التي تشهد انتكاسة. وأشارت إلى أنه سيتم التواصل مع قائمة النزلاء الذين تم الإفراج عنهم من الحاصلين على العفو الرمضاني أو عفو العيد، واستقطابهم للمركز لضمان التزامهم بالخطط العلاجية وربطهم بالمنفعة المشروطة من أجل الحد من نسب الانتكاسة حرصاً على أرواحهم وأرواح من حولهم، ولضمان المنفعة الخاصة لهم والمنفعة العامة للمجتمع. أسباب وأوضحت أن أغلب المنتسبين لمركز عونك يأتون طواعية، وقد يتسرب عدد منهم لأسباب عدة، أهمها عدم الرغبة في استكمال الرعاية اللاحقة، أو الملل بسبب طول مدة البرنامج، أو عدم توفر سيارة تمكنه من المجيء إلى المركز أو غير ذلك، لافتة إلى أن انتكاسة المتعافي من الإدمان، الذي يتم إلحاقه ببرامج تأهيلية داخل المؤسسات العقابية والإصلاحية انخفضت إلى 15%، بينما كانت تبلغ 70 إلى 80% في حال لم يتم إلحاقهم ببرامج تأهيلية داخل المؤسسات، أي بنسبة انخفاض بلغت 65%. وأشارت إلى أن المركز يقدم العديد من الخدمات الأساسية والداعمة المكملة من ضمنها البرنامج الترفيهي، الذي يشتمل على تنظيم رحلات للمنتسبين بهدف ربطهم بالبيئة الخارجية بشكل إيجابي. وأفادت بأن المركز يعتزم تنظيم رحلات للمتعافين إلى أبرز معالم الدولة، ومن ضمنها متحف المستقبل والجهات الترفيهية، التي تزخر بها دبي والدولة بشكل عام، ليرتبطوا إيجاباً بالبيئة الخارجية، وليشعروا بالفخر والاعتزاز لانتمائهم لهذه الدولة التي لا تدخر وسعاً في سبيل تلبية احتياجات المواطنين وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم. توعية كما أكدت أن الملتقيات الأسرية التي ينظمها المركز تهدف إلى توعية أسر المتعافين بكيفية التعامل مع أبنائهم ودمجهم داخل الأسرة، كما استحدثت الإدارة ملتقيات أمهات المتعافين، والتي يتم فيها استقطاب عدد من الأمهات اللواتي لديهن تجارب مع أبناء انزلقوا في هاوية الإدمان، سواء كانت تجارب ناجحة أو انتكاسات، للوقوف على التحديات ونقاط القوة والضعف وتوعيتهن بالسلوكيات الإيجابية وإكسابها المهارات، التي تمكنها من التحلي بالقوة ومواجهة المجتمع للتغلب على مشكلة إدمان الأبناء، وتفادي المشكلات السلوكية والأسرية، وذلك لأن وجود ابن مدمن في الأسرة يؤثر بالطبع على الحالة الديناميكية للبيت ككل. وأفادت بأن الملتقى الذي انطلق العام الماضي قام بتخريج 8 أمهات على دفعتين، بواقع 4 أمهات في الدفعة الواحدة، مشيرة إلى أنه بصدد استقبال الدفعتين الثانيتين خلال العام الجاري، حيث تبلغ مدة الفصل 4 أشهر، ويتم تنظيم الملتقيات أسبوعياً. وقالت: إنه تم عمل مجموعة على «واتس آب»، لهؤلاء الأمهات، بحيث يتمكن من دعم بعضهن البعض، من خلال تقديمهم المشورة والنص والإرشاد لبعضهن البعض، كما يتلقين الدعم كذلك من الإدارة، مشيرة إلى أنه وعلى غرار برنامج زمالة المدمنين المجهولين، فإن الإدارة الملتقيات الأسرية وملتقيات الأمهات تحاكي هذه الزمالة لتجني فوائد الدعم لذوي المتعافين. وقالت مديرة إدارة الفئات الأكثر عرضة للضرر في هيئة تنمية المجتمع: إن الهيئة أطلقت رسمياً خدمة الخط الساخن «عونك لاستشارات حالات التعافي من الإدمان» (800988) في أبريل 2021، وهو الرقم ذاته الذي يستقبل بلاغات حماية الطفل وأصحاب الهمم وكبار المواطنين، مشيرة إلى أن الخط يقدم خدمات استشارية ويوجه الحالات للقنوات العلاجية الصحيحة بالإضافة إلى استشارات نفسية لحالات التعافي. شراكات وأضافت: إن المكالمات الواردة للخط الساخن يتم تصنيفها ضمن 3 حالات وهي: شديدة الخطورة، ومتوسطة، ومتدنية، مشيرة إلى أن مركز عونك للرعاية اللاحقة للمتعافين من الإدمان عقد العديد من الشراكات الاستراتيجية مع الجهات ذات الصلة، مثمنة الدعم الكبير، الذي يقدمه مركز إرادة للعلاج والتأهيل حيث خصص سريرين للحالات، التي يتم تحويلها من الخط الساخن، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي تقدمه جمعية النهضة النسائية بدبي.وبينت أن عدد المكالمات الواردة لخط «عونك» تتراوح ما بين 10 إلى 20 شهرياً، مشيرة إلى أن الإدارة تحرص على تنظيم ورش توعوية حول خطورة الإدمان في المدارس والجامعات مثل جامعة زايد وكليات التقنية العليا والجامعة الأمريكية بدبي وغيرها. كما أوضحت أن القطاع الخاص له دور كبير في دعم المتعافين من الإدمان، حيث تم التعاون مع أحد إسطبلات الخيول لتوفير برامج للعلاج بالخيول، والتي تم تجربتها مع فئة أصحاب الهمم وحققت نجاحاً لافتاً، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق مع القيادة العامة لشرطة دبي لاستخدام إسطبلاتها في برنامج العلاج بالخيول للمتعافين، وهو نوع من العلاج أثبت قدرته مؤخراً على علاج العديد من حالات الاضطرابات السلوكية والحركية، وهي تهدف إلى إكساب المتعافي مهارات التعامل بشكل إيجابي مع البيئة المحيطة به. وأفادت بأن المركز أدخل علاجاً سلوكياً جديداً اسمه «العلاج بالسينما»، حيث تكفل رجل الأعمال الإماراتي، السيد إبراهيم السيد الهاشمي، بقيمة إنشاء القاعة في المركز الكائن بالخوانيج، حيث يعتبر هذا النوع من العلاج شكلاً من أشكال العلاج التعبيري مثل العلاج بالفن والموسيقى والرقص، لقضايا الصحة الطبية والعقلية، كما أنها تستخدم كشكل من أشكال المساعدة الذاتية لتصحيح السلوكيات مثل الإدمان وغيره. دافع أكدت الدكتورة هدى السويدي أن الدافع والرغبة في العلاج هي السبب الأول والأبرز للإقلاع عن المخدرات، يليها أسباب أخرى منها تكرار دخول السجن بسبب تناول المخدرات وخسارة العمل والأسرة والسمعة، مشددة على دور الأسرة ووعيها بدورها، الذي قد يكون داعماً لإقلاع الابن أو الابنة عن المخدرات أو ممكناً من الاستمرار في الإدمان من دون قصد عن طريق منحهم المال الكثير أو منحهم مساحة كبيرة من حرية سواء داخل أو خارج المنزل.وأوضحت أن تهميش المجتمع لهم مثل رفض تزويجهم أو توظيفهم قد يضطرهم للانتكاسة، مشيدة بتعاون القيادة العامة لشرطة دبي، وتسهيلها استخراج شهادة حسن السيرة والسلوك لهذه الفئة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :