قال الخبير الاستراتيجي في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الدكتور أوسكار مانيش، إن الدعوة لانتقال مجلس التعاون من مرحلة التعاون إلى الاتحاد، تؤكد من جديد على النهج السياسي المتميز الذى تحذوه السعودية فى سياستها الخارجية ودبلوماسياتها الدولية. وأضاف في حديث لـ «عكاظ»، أن هذه الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، تعيد إلى الأذهان مبادرة السلام العربية التي أطلقها منذ ما يزيد على عقد من الزمن فى قمة بيروت العربية، وأصبحت فيما بعد النهج الذى يفتح الطريق للحل السياسي للصراع العربي الإسرائيلي. وعد مانيش مجلس التعاون الخليجي من المجالس المؤثرة والمرموقة فى مجال السياسة الدولية وأنه يحظى باحترام كبير من قبل العديد من دول العالم، نظرا لحجم الدور الذي يلعبه منذ ما يزيد على ثلاثة عقود فى خلق مسيرة خليجية استطاعت أن تفرض نفسها وسياستها الواعية والحكيمة فى منطقة مضطربة. ورأى أن تحول مجلس التعاون إلى مرحلة الاتحاد، من شأنه أن يخلق أبعادا جديدة لن تكون مؤثرة فحسب على دول المنطقة بل سيكون تأثيرها على معظم دول العالم، بسبب أهمية دول الخليج في منظومة العلاقات الدولية على المستوى السياسي والاقتصادي. واعتبر أن منظومة الاتحاد الخليجي سوف تعكس فى تأثيراتها الجديدة الكثير من إعادة حسابات وسياسات العديد من دول العالم خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فى كيفية التعامل وإعادة رسم سياسات هذه الدول مع الاتحاد الجديد. ولم يستبعد الخبير الأمريكي أن يعيد الاتحاد الخليجي صياغة الكثير من أبعاد مشكلات المنطقة العربية والشرق أوسطية بصورة لم تكن محسوبة بهذا النطاق من قبل، إذ أنه سيفرض واقعا جديدا لسياسات دول المجلس على مجريات الأحداث، متوقعا إيجاد الحلول للمشكلات والصراعات المحيطة من خلال حلول أقرب للواقعية.