إلى أين تتجه الحرب الروسية الأوكرانية؟

  • 6/2/2022
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إذا‭ ‬غابت‭ ‬فرص‭ ‬انفساح‭ ‬الأفق‭ ‬على‭ ‬التسويات‭ ‬السياسية‭ ‬للحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فإن‭ ‬الفوضى‭ ‬سوف‭ ‬تضرب‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬كله،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أطلال‭ ‬تشير‭ ‬إليه‭.‬ الإشارات‭ ‬تتواتر‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬سوف‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬آماد‭ ‬طويلة،‭ ‬وأن‭ ‬أحداً‭ ‬ليس‭ ‬بوسعه‭ ‬أن‭ ‬يتوقع‭ ‬متى‭ ‬تتوقف‭ ‬النيران،‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬شرارتها‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأفريقيا‭ ‬بأزمات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬وغذائية‭ ‬تتهدد‭ ‬بلدانها‭ ‬بالإفلاس‭ ‬والجوع‭.‬ لا‭ ‬روسيا‭ ‬بوارد‭ ‬وقف‭ ‬عمليتها‭ ‬العسكرية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية،‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬مهيأة‭ ‬لتقبل‭ ‬أي‭ ‬هزيمة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬موازين‭ ‬القوة‭ ‬والنفوذ‭ ‬الدوليين‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الفواتير‭ ‬باهظة‭ ‬والتضحيات‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬احتمال‭.‬ ولا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬المحتدم،‭ ‬بوارد‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬حلول‭ ‬وسط‭ ‬قبل‭ ‬الذهاب‭ ‬بعيداً‭ ‬في‭ ‬إنهاك‭ ‬الدب‭ ‬الروسي،‭ ‬وإحكام‭ ‬الخناق‭ ‬عليه،‭ ‬واستنزافه‭ ‬تماماً‭ ‬بالعقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وشحنات‭ ‬السلاح‭ ‬المتقدم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬الدفع‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬ميادين‭ ‬القتال‭.‬ المعنى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬سوف‭ ‬تتمدد‭ ‬في‭ ‬الزمن،‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬القديم‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬والنظام‭ ‬الجديد‭ ‬تتعثر‭ ‬ولادته‭.‬ بين‭ ‬القديم‭ ‬المتهالك‭ ‬والجديد‭ ‬المتعثر‭ ‬يوشك‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬أحوال‭ ‬فوضى‭ ‬قد‭ ‬تطول‭.‬ بالحسابات‭ ‬الروسية،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬هدفين‭ ‬رئيسَيين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريط‭ ‬بهما‭.‬ الأول‭: ‬حفظ‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الأمنية‭ ‬بمحيطها‭ ‬الإستراتيجي،‭ ‬وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬بطرس‭ ‬الأكبر‮»‬‭.‬ الثاني‭: ‬إنهاء‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬أحادي‭ ‬القطبية،‭ ‬الذي‭ ‬انفردت‭ ‬بقيادته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إثر‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق،‭ ‬وتفكك‭ ‬منظومته‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬مطلع‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬ معضلة‭ ‬موسكو‭ ‬أنها‭ ‬تفتقد‭ ‬حلفاً‭ ‬دولياً‭ ‬يقف‭ ‬معها‭ ‬لفرض‭ ‬توازنات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬وتغيير‭ ‬طبيعته‭.‬ الصين‭ ‬غير‭ ‬مستعدة‭ ‬الآن،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬قريب،‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬عسكرياً‭ ‬وإستراتيجياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬بمواجهة‭ ‬محاولات‭ ‬ترميم‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي،‭ ‬وتوسيع‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭.‬ تتفهم‭ ‬بكين‭ ‬موقف‭ ‬موسكو‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنخرط‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬كامل‭ ‬معها؛‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬يتأثر‭ ‬مشروعها‭ ‬الرئيس‭ ‬لتصدر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الدولية،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رقما‭ ‬واحدا‭ ‬فيه،‭ ‬الذي‭ ‬يستدعي‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬الغرب‭ ‬لا‭ ‬تضييقها‭.‬ الأمريكيون‭ ‬يدركون‭ ‬بالمقابل‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬إذا‭ ‬خرجت‭ ‬منتصرة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فإن‭ ‬مشروع‭ ‬التحالف‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬وبكين‭ ‬سوف‭ ‬يأخذ‭ ‬مدى‭ ‬واسعاً،‭ ‬ويكون‭ ‬عنصر‭ ‬جذب‭ ‬لأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭.‬ هناك‭ ‬فارق‭ ‬جوهري‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬روسيا‭ ‬منتصرة‭ ‬أو‭ ‬متصدعة،‭ ‬ناهضة‭ ‬أو‭ ‬منهكة‭.‬ الهدف‭ ‬الأمريكي‭ ‬الماثل‭ ‬هو‭ ‬الوصول‭ ‬بروسيا‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬تقارب‭ ‬الإنهاك‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الكامل؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬التفكير‭ ‬ــمجرد‭ ‬تفكيرــ‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬طبيعة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الحالي،‭ ‬أو‭ ‬إنهاء‭ ‬انفراد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بقيادته‭.‬ هكذا‭ ‬احتدمت‭ ‬الحرب‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بالطرد‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭.‬ إذا‭ ‬ما‭ ‬أقدمت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬خطوة‭ ‬ردّت‭ ‬عليها‭ ‬روسيا‭ ‬بخطوة‭ ‬مماثلة‭.‬ سدت‭ ‬بالوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نوافذ‭ ‬الحوار‭ ‬المعلن‭ ‬وغير‭ ‬المعلن‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬ما‭.‬ ليس‭ ‬هناك‭ ‬سقف‭ ‬للتصعيد‭ ‬يقف‭ ‬عنده‭ ‬ولا‭ ‬يتخطاه‭.‬ كل‭ ‬سيناريو‭ ‬محتمل‭ ‬وماثل‭ ‬حتى‭ ‬الانزلاق‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭.‬ في‭ ‬أجواء‭ ‬التصعيد‭ ‬تبحث‭ ‬موسكو‭ ‬عن‭ ‬نسخة‭ ‬محدثة‭ ‬من‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬وارسو‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أنشئ‭ ‬عام‭ ‬1955‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬البولندية‭ ‬وضم‭ ‬سبع‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬الاشتراكية‭ ‬الأوروبية‭.‬ إثر‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق،‭ ‬جرى‭ ‬تفكيك‭ ‬ذلك‭ ‬الحلف‭ ‬بصفقات‭ ‬وتفاهمات‭ ‬لم‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬فوارق‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬ترتبت‭ ‬على‭ ‬الانهيار‭ ‬السوفيتي،‭ ‬وبقي‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬وحده‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي‭.‬ في‭ ‬لحظة‭ ‬بدا‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬الماضي،‭ ‬بلا‭ ‬دور‭ ‬أو‭ ‬هوية‭.‬ لم‭ ‬يكن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬متحمساً‭ ‬للإبقاء‭ ‬عليه،‭ ‬فكل‭ ‬دولة‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬أمنها،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يطلب‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬حماية‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬فعليه‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭!‬ الصورة‭ ‬اختلفت‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬الدور‭ ‬الدولي‭ ‬القيادي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخلات‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة،‭ ‬لكنه‭ ‬تورط‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬بلا‭ ‬نهاية‭.‬ لم‭ ‬يرسل‭ ‬جندياً‭ ‬واحداً‭ ‬خارج‭ ‬الحدود،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التكاليف‭ ‬والأعباء‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بدت‭ ‬منهكة‭ ‬ومنذرة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وداخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭.‬ في‭ ‬السعي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الحثيث‭ ‬لتذليل‭ ‬أي‭ ‬عقبات‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬وفنلندا‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬تصعيد‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬المواجهة‭.‬ التحفظات‭ ‬التركية‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬تجاوزها‭ ‬بتفاهم‭ ‬أو‭ ‬آخر‭ ‬كإتمام‭ ‬صفقة‭ ‬حصول‭ ‬أنقرة‭ ‬على‭ ‬40‭ ‬مقاتلة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬أف‭ ‬35‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أوقفت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬كما‭ ‬التفاهم‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬وسط‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬الكردية‭.‬ كان‭ ‬مثيراً‭ ‬اندفاع‭ ‬السويد‭ ‬وفنلندا‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬حيادهما‭ ‬التاريخي‭.‬ الأخطر‭ ‬مستوى‭ ‬التصعيد‭ ‬الكلامي‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لم‭ ‬يذهب‭ ‬إليه‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬نفسه‭!‬ لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬مفاجئاً‭ ‬تماماً،‭ ‬فهناك‭ ‬ــ‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ــ‭ ‬إدارة‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬السويدية‭ ‬مخصصة‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬‮«‬الشائعات‭ ‬الروسية‮»‬‭!‬ الهاجس‭ ‬الروسي‭ ‬موجود،‭ ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬من‭ ‬يزكيه‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬قلق‭ ‬وتوتر‭!‬ هذا‭ ‬الضم‭ ‬المنتظر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ضربة‭ ‬إستراتيجية‮»‬‭ ‬لموسكو،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أجهضت‭ ‬بالعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬أيّ‭ ‬فرص‭ ‬لانضمام‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬دولتين‭ ‬أوروبيتين‭ ‬مهمتين‭ ‬بأي‭ ‬نظر‭ ‬إستراتيجي‭ ‬روسي‭ ‬أعلنتا‭ ‬رغبتهما‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الحلف‭.‬ أين‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله؟‭!‬ لا‭ ‬أدخلت‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬كما‭ ‬وعدت‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬العمليات‭ ‬الروسية،‭ ‬ولا‭ ‬ضمت‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بوعود‭ ‬متواترة‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬واحد‭!‬ هكذا‭ ‬غلبت‭ ‬حسابات‭ ‬القوة‭ ‬والمصالح‭ ‬دعايات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬الضحية‭ ‬الأوكرانية‭.‬ ‮«‬أمريكا‭ ‬شنّت‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬غزواً‭ ‬وحشيا‭ ‬على‭ ‬العراق‮»‬‭!‬ لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬محض‭ ‬زلة‭ ‬لسان‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش،‭ ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬الحقيقة‭ ‬تماماً،‭ ‬كان‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬وحشياً،‭ ‬استدرك‭ ‬مصحّحاً‭ ‬أنه‭ ‬يقصد‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬مازحاً‭ ‬وسط‭ ‬ضحكات‭ ‬الحضور‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬والسبعين‭ ‬الآن‭!‬‮»‬‭.‬ في‭ ‬الحالتين‭ ‬العراقية‭ ‬والأوكرانية‭ ‬تأسست‭ ‬أوضاع‭ ‬فوضى،‭ ‬الأولى‭ ‬ضربت‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وموازين‭ ‬وحسابات‭ ‬القوة‭ ‬فيه‭ ‬بالتفكيك،‭ ‬والثانية‭ ‬تهدد‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بالفوضى‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتمدد‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينزاح‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬القديم‭.‬ { كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

مشاركة :