محمد حسن فقي.. شاعر الإنسانية وفيلسوف الحكمة..!

  • 6/3/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

.. شاعر وناثر وفيلسوف وإعلامي ومن رواد الأدب السعودي. من بين أعطافه تلوح عوالم شتى من الحزن والهدوء والصمت والعزلة، وفي مكنونه ينهمر غيث النثر والشعر وتشع الأصداف على الضفاف بريقا من سمت الصياد المتشح بالحكمة والمتوشح بالإنسانية وصخب الحياة..!! *** .. أتعب النقاد في سبر أسرار كل هذه المكامن في الدواخل المتعبة. ومن يرصد أسراب الصقيع يعرف إجابات كل الأسئلة المشرعة بالبعد والانطوائية والحزن. وتعالوا نستجلي المواقد التي أشعلت كل هذا الإرث من التعب: ماتت أمه وعمره سبعة أشهر لا أكثر ومات أبوه الذي تعلق به ومنحه الحب والرعاية والتشجيع يوم تخرجه من مدارس الفلاح. وما كاد الفرح يورق في محياه بابنه عبدالعزيز حتى فقده. وفقد بعدها كينونة حبه ابنته فوزية. وتأمل العزاء في مجتمعه بعد ذلك أن يجد فيه من يقدر عصارة فكره فكان الصدى المبحوح وكانت جائزة ( الشاعر المكي ) هي تلويحة الوداع في خريف العمر فماذا بقي من منعطف لمرارة السنين..؟! *** .. هذه فواتح أولى لشاعرنا الكبير محمد حسن فقي التي ربما أثرت فيه كثيرًا وأورثته العزلة والانطوائية وقال عنه حمد الجاسرفي ذلك « إن الشاعر محمد حسن فقي مثال نادر في عصرنا هذا وهو شاعر لا يحب الظهور ويتجافى عن المظاهر ولهذا يؤخذ عليه الانطوائية والعزلة « وكأني بالجاسر يصف حصادًا ولا يتعمق في حرث..! *** .. شاعرنا الكبير هو نبت المجالس المكية بكل مثقفيها وأدبائها وشعرائها يستنهل منهم الشوارد والموارد عن الأدب العربي الذي كان هو شغفه الأول. تعلم منهم وأخذ عنهم وتشرب الكثير من حواراتهم ونقاشاتهم. ثم كان المنهل الأبرز لشخصه وفكره هي أمهات الكتب عكف عليها وقضى جل عمره بينها واستقى منها علومه ومعارفه..! *** .. تأثر الفقي بالجاحظ وابن زيدون والمعري والمتنبي وأدباء المهجر والعقاد وطه حسين وآخرون وكان شعره ونثره فيه امتداد من كل هؤلاء. التقاه محمد حسين هيكل في مكة فامتدحه وزار العقاد المملكة وطلب أن يقدم له كتبه وقرأ له طه حسين فأشاد به. وإن كان شعره مبلغه من الشهره فإن نثره لا يقل هو الآخر عن شعره وكان يصفه أحمد قنديل بسلاسل الذهب وبإرهاصات العهد الجديد في النثر وكان يداعبه عبدالمجيد شبكشي بأن نثرك أبدع من شعرك..! *** .. للفقي حكاية أولى مع النثر في « الفيلسوف « وتجليات في « نظرات وأفكار في المجتمع والحياة « وله في الشعر قصة أولى في «فلسفة طائر « وملحمته الشعرية ورباعياته الشهيرة. وله في حصاد كل ذلك مجموعة كاملة في ثماني مجلدات..!

مشاركة :