كشفت الأزمة القائمة في ليبيا بين الحكومة المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من البرلمان، ويرأسها فتحي باشاغا، عن حالة تصدع في صفوف إخوان ليبيا، الذين وجهوا انتقادات نادرة لحكومة الدبيبة. وقال رئيس الحزب الديمقراطي في ليبيا، محمد صوان، المحسوب على جماعة الإخوان، إن حكومة الدبيبة تقوم بما وصفه “زواج غير شرعي” مع المجموعات المسلحة التي تحاول الاستفادة من استمرار الفوضى. ويطرح هذا الانتقاد الذي ينذر حدوثه، من قبل رموز جماعة الإخوان علامات استفهام حول فرضية تخلي الجماعة عن حكومة الدبيبة وتأييدهم لحكومة باشاغا. في هذا السياق، أوضح الكاتب والباحث السياسي الليبي، رضوان الفيتوري، أنه لا يوجد انقسامات بين أعضاء تنظيم الإخوان، إذ أن هذا التنظيم “يلعب على كافة الأطراف ولا مبدأ له”، مؤكداً أن هناك معضلة حالية في ليبيا، وهي تحكّم حكومة منتهي ولايتها في أموال الشعب الليبي. وأشار إلى أن كل تلك الأزمات السياسية هي رد فعل للمشكلة الأمنية، مؤكداً أن المشكلة الليبية ليست سياسية بل مشكلة أمنية متجذرة في العاصمة انبثقت عنه تلك الأزمات السياسية. وأكد أن الميليشيات المسلحة هي التي تتحكم في طرابلس، إذ تعتبر تلك الميليشيات نفسها صاحبة الحق وتريد أن تشارك في أي مشهد مقبل، لذا رفضت دخول باشاغا إلى طرابلس، حيث رأت في هذا الأمر نهاية محتومة لها. واعتبر أن الدبيبة هو مجرد واجهة لتلك الميليشيات والجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن “هناك مسؤولون في طرابلس يعتبرون السفير الأمريكي ولي نعمتهم والآمر الناهي في ليبيا”.
مشاركة :