استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أمس الثلثاء (15 ديسمبر/ كانون الأول 2015) وزير الخارجية الأميركي، جون كيري في الكرملين حيث باشرا محادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لدفع جهود وقف الحرب في سورية. وواشنطن وموسكو هما المحركان الرئيسيان لعملية دبلوماسية دولية ترمي لإنهاء النزاع في سورية، وذلك في إطار «المجموعة الدولية لدعم سورية». إلا أن البلدين يختلفان بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد وأفضل الطرق لقتال تنظيم «داعش»، ما يهدد بعرقلة العملية. ووصل كيري إلى موسكو الثلثاء وهو لا يعلم حتى ما إذا كانت روسيا ستوافق على إجراء الجولة التالية من المحادثات الدولية بشأن الأزمة يوم الجمعة في نيويورك. وحتى عندما جلس إلى الطاولة مع بوتين، ورغم الابتسامات العريضة، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيحدث انفراج. وقال بوتين «أنا سعيد جداً بأن اتيحت لي فرصة لقائك والتحدث إليك». وجلس لافروف بجانب بوتين، وكان التقى كيري في وقت سابق أمس. وأضاف بوتين «لقد أبلغني لافروف الآن اقتراحيك بالتفصيل وعدداً من القضايا التي تتطلب مزيداً من النقاش». وأعرب كيري عن أمله في مناقشة النزاع في سورية والأزمة في أوكرانيا. وقال كيري الذي كان يجلس قبالة بوتين على طاولة مؤتمرات في أحد صالونات الكرملين الأنيقة «لقد اتيحت لك فرصة الحديث مع الرئيس (باراك) أوباما في نيويورك، وبعد ذلك في باريس». وأضاف «وقد تعهدت أنت والرئيس أوباما محاولة وضع مقاربة - من خلالي ومن خلال لافروف - لمعالجة الوضع في أوكرانيا وسورية». وتابع «ولذلك فإنني اتطلع إلى نقاشنا الآن، وأقدر جدية تخصيصك الوقت والتفكير في هاتين القضيتين». وبعد ذلك طلب من الصحافيين الخروج من القاعة لتبدأ المحادثات المغلقة. ويرغب كيري و مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا، في إجراء الجولة التالية من المحادثات بشأن سورية الجمعة في نيويورك. ويأمل كيري بأنه إذا اتفق النظام والمسلحون على وقف لإطلاق النار، فبإمكان روسيا والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة التركيز على قتال التنظيم المتطرف. ووصف كيري لافروف بأنه «المنظم المشارك» للمحادثات، وشكره على جهودها «لقيادتنا حتى الآن للوصول إلى نيويورك والبناء على التقدم المحرز». ويندرج اجتماع نيويورك في إطار العملية المعروفة بعملية فيينا التي توصلت فيها 17 دولة ضمنها الحليفان الروسي والإيراني للرئيس السوري بشار الأسد إلى اتفاق في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بشأن خريطة طريق سياسية لسورية. من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير أمس (الثلثاء) إن المملكة ودولاً خليجية أخرى تبحث إرسال قوات خاصة إلى سورية في إطار الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش». وقال الجبير للصحافيين «توجد مناقشات... (بين) دول تشارك حالياً في التحالف (مثل) السعودية والإمارات وقطر والبحرين بخصوص إرسال بعض القوات الخاصة إلى سورية وهذه المناقشات لا تزال مستمرة. ليس هذا مستبعداً». وقال الوزير السعودي إن المناقشات تهدف إلى توضيح احتياجات وأهداف مثل هذه العملية مضيفاً أن من المتوقع أن تتضح الصورة أكثر في الأسابيع القليلة المقبلة.
مشاركة :