فيينا – الوكالات: تسعى دول أوروبية والولايات المتحدة إلى توجيه اللوم إلى إيران لدى بدء أعمال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، في ظل تعثر المحادثات الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي. ويعتبر مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا مؤشرا على نفاد صبر هذه الدول في وقت يحذّر دبلوماسيون من أن فرص إنقاذ الاتفاق النووي تتضاءل. وسيجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الإثنين حتى الجمعة في فيينا. وفي حال تم تبني القرار الذي يحض طهران على «التعاون الكامل» مع الوكالة، فستكون هذه أول خطوة من نوعها تلقي باللوم على إيران منذ يونيو 2020. وانطلقت المحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق في أبريل 2021 بهدف إعادة الولايات المتحدة إليه ورفع العقوبات المفروضة على إيران مجددا وحضّها على الحد من أنشطتها النووية. وطرأ الجمود على محادثات إعادة إحيائه في الأشهر الأخيرة. وحذّر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي يتولى تنسيق المحادثات في تغريدة نهاية الأسبوع من أن فرص العودة إلى الاتفاق «تتقلّص». وأضاف «لكن ما زال بإمكاننا تحقيق ذلك عبر بذل جهد إضافي». وفي تقرير أواخر الشهر الماضي، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أسئلة لم تحصل على «توضيحات» بشأنها تتعلق بوجود آثار يورانيوم مخصب عثر عليها سابقا في ثلاثة مواقع لم تعلن إيران بأنها كانت تجري فيها أنشطة نووية. وتوعّدت إيران برد «فوري» على أي خطوة «سياسية» تقوم بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث. وقالت الخبيرة لدى «رابطة ضبط انتشار الأسلحة» كيلسي دافنبورت لفرانس برس إن «لا مبرر لفشل إيران المتواصل في التعاون بشكل ذي معنى مع تحقيق الوكالة». وأضافت «يعد إصدار قرار يوبخ إيران ضروريا لبعث رسالة مفادها أن رفض التعاون مع الوكالة والإخفاق بالالتزامات المتعلقة بالضمانات سيواجه بعواقب». بدورها، حذّرت الصين وروسيا، اللتان ما زالتا طرفين في الاتفاق النووي إلى جانب بريطانيا وألمانيا وفرنسا، من أنه من شأن أي قرار من هذا النوع أن يعرقل المفاوضات. ودعا السفير الروسي ميخائيل أوليانوف عبر تويتر الاتحاد الأوروبي إلى «مضاعفة الجهود الدبلوماسية». لكن حتى وإن ساد التوتر، يستبعد بأن تنهار المفاوضات، بحسب الباحث في «المعهد الدولي للدراسات الإيرانية - رصانة» كليمان تيرم. وقال «نظرا إلى الحرب في أوكرانيا، فإن الأوروبيين غير مستعدين لإشعال أزمة جديدة مع إيران في وقت يتعاملون بالفعل مع أزمة مرتبطة بروسيا» التي بدأت عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير. وأشار إلى أن القرار سيصاغ «بطريقة لا تغلق الباب أمام إجراء مزيد من المفاوضات».
مشاركة :