توفيت الأكاديمية والباحثة النمساوية، صوفيافرويد، في الثالث من يونيو الجاري، بعد مسار علمي حافل لم تتوان فيه عن معارضة جدها الراحل، سيغموند فرويد، عالم النفس المرموق. وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن صوفي فرويد فارقت الحياة عن عمر يناهز 93 عاما، في بيتها بولاية ماساشوستس الأميركية. وقالت ابنة الراحلة، آندريا فرويد لوينستن، إن والدتها التي تحمل الجنسية الأميركية أيضا توفيت متأثرة بمضاعفات سرطان البنكرياس. وصوفي هي ابنة الابن البكر لسيغموند فرويد، وكانت آخر حفيدة على قيد الحياة لعالم النفس الشهير الذي أحدث ثورة في المفاهيم الرائجة حول العقل البشري من خلال مدرسة التحليل النفسي خلال القرن الماضي. وجاء فرويد بنظريات حول الصراع الذي يحدث في النفس البشرية بين "الأنا" والرقابة المعروفة بـ"الأنا الأعلى"، كما ركز أيضا على عوامل مثل الأحلام في كشف مكنون النفس. وامتد تأثير فرويد بشكل واسع إلى مدارس أخرى في التحليل النفسي، كما كانت له بصمة بارزة في حقل الأدب من خلال عدة أعمال روائية استفادت مما جاء به. وقضت الراحلة صوفي التي وصلت لاجئة إلى الولايات المتحدة، خلال الحرب العالمية الثانية، عقودا وهي تدرس العمل الاجتماعي في الجامعات الأميركية. وركزت صوفي فرويد على تقديم الدعم النفسي، عبر عدد من المبادرات الخيرية والإنسانية، وقالت في تصريحات سابقة إنها حرصت على أن تناقش وتمحص ما جاء به جدها، لأنها باحثة مستقلة لها رأيها الخاص بها. وفي سنة 2002، قالت صوفي إنها تبدي عدم اقتناع كبير بنظريات جدها فرويد، وضربت مثلا على ذلك، بقوله إن الفتاة تغار من الولد بسبب امتلاكه عضوا تناسليا، فتعتقد أنه أعلى شأنا منها. وذهبت الراحلة إلى حد وصف نظرية جدها بشأن هذا الحسد، بـ"الفاقد للمعنى"، وشبهت كلامه بما يصدر عن طفل صغير في الثالثة من عمره.
مشاركة :