نجوم برونزية 2006 يحكون لـ في الجول - سر أمير عبد الحميد وحذاء أبو تريكة السحري

  • 12/16/2015
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحم مانويل جوزيه غرفة ملابس الأهلي في الملعب الأوليمبي بطوكيو، ليجد لاعبيه ينظرون في الأرض بإحباط بعد الخسارة من إنترناسيونال البرازيلي 2-1. نتحدث هنا عن مشاركة الأهلي التاريخية في كأس العالم للأندية 2006 والتي توجها بالميدالية البرونزية، ويوافق يوم 17 ديسمبر مرور 9 سنوات عليها. كان لاعبو الأهلي يتحسرون على ضياع فرصة التأهل للنهائي ومواجهة برشلونة، والتي كانت قريبة بحق هذه المرة بعد مشاركة مخيبة للآمال في 2005 انتهت بالمركز الأخير. تخطى الفريق الأحمر حمى البدايات بفوز على أوكلاند سيتي 2-0 بهدفي أمادو فلافيو ومحمد أبو تريكة، ليتأهل إلى مرحلة أصعب بمواجهة إنترناسيونال البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية في نصف النهائي. وأمام بطل أمريكا الجنوبية، كان الأهلي ندا قويا ولم يردعه هدف ألكسندر باتو. فرد القائم تسديدة أبو تريكة وتصدى حارسهم بصعوبة لتسديدات فلافيو وعماد متعب قبل أن ينجح النجم الأنجولي في التعادل بهدف ماركة مسجلة من رأسه السحرية. ولكن كعادة الفرق المصرية في المشاركات خارج حدود إفريقيا، لم يحتفظ دفاع الأهلي بتركيزه لأكثر من 72 دقيقة في مواجهة الضغط البرازيلي، لتسكن رأسية لويز أدريانو شباك عصام الحضري ويضيع الحلم. وقف جوزيه في منتصف غرفة الملابس بعد المباراة، وطلب من لاعبيه أن يرفعوا رؤوسهم لينصتوا إلى كلماته جيدا. ليست النهاية يقول جوزيه لـFilGoal.com: قلت لهم العالم كله أصبح يعرفكم ويتحدث عنكم الآن بصورة طيبة. يمكنكم أن تكتفوا بهذا الحديث أو أن تعودوا بشيء يبقى في تاريخكم للأبد. يمكنكم العودة من هنا بميدالية إذا أردتم، وعليكم أن تفعلوا ذلك. لقد حققنا ما جئنا من أجله وهو المتعة. قدمنا أفضل عروضنا على الإطلاق أمام انترناسيونال، فارق الخبرة فقط جعلنا نخسر هذه المباراة. ربما كان الوصول لنصف النهائي وتقديم أداء مشرف بعد المشاركة المخيبة في بطولة 2005 كافيا لنجوم الأهلي، ولكن فلافيو كان أكثر اللاعبين غضبا. كان غضبي أكبر بكثير لأنني سجلت أمام انترناسيونال واحداً من أحلى الأهداف التي سجلتها في حياتي. كنت أتمنى أن نتأهل للنهائي بفضل هذا الهدف. يكشف فلافيو لـFilGoal.com. أما إسلام الشاطر فلم يترك مدربه وحده في هذا الموقف، ليقف بجانب جوزيه ويبدأ في شحذ همم زملائه لمباراة المركزين الثالث والرابع التي لم يكن متبقيا عليها سوى 3 أيام. يحكي الشاطر: دخلنا هذه البطولة أصلا من أجل مواجهة برشلونة، وهذا كان اتفاق اللاعبين مع جوزيه منذ مونديال 2005. قال لنا اذهبوا لتشرفوا النادي ولترفعوا رؤوسكم، ولكن حدث ما حدث وكان لابد أن نستعد سريعا حتى لا نخسر كل شيء، صرخت في اللاعبين ليخرجوا من حالة الانكسار. ويضيف اللاعب الذي يعمل الآن محللا لمباريات الدوري في التليفزيون فعندما ذهبنا إلى اليابان لأول مرة وجدنا شيئا مختلفا عن كرة القدم التي نلعبها، لن أتحدث عن فارق لأن هذه الكلمة أقل من أن تعبر عنها. البداية فعلا لم تكن في 2006، كانت عندما استجمعنا قوانا وفزنا بالدوري ثم كأس إفريقيا وخصوصا بالطريقة التي سجل بها أبو تريكة هدف التتويج في الصفاقسي. المشكلة أن الأهلي لم يخسر فقط فرصة الوصول لنهائي تاريخي في السقوط أمام إنترناسيونال، ولكنه فقد حارسه عصام الحضري الأفضل في إفريقيا والذي تعرض للإصابة وخرج مستبدلا في الدقيقة 82. الحضري قال لـFilGoal.com: سافرنا إلى اليابان من أجل مواجهة برشلونة ولم نفكر في غير ذلك، ولذلك مباراة إنترناسيونال كان وضعها مختلفا علي عن باقي اللاعبين، فحزني كان مضاعفا بسبب ضياع الحلم والإصابة التي حرمتني من مباراة الثالث والرابع. كانت أول مرة أتعرض فيها للإصابة في مسيرتي بهذا الشكل. في 2006 كان الوضع مختلفا لأننا دخلنا البطولة أصلا بمعنويات مرتفعة بعد الفوز على الصفاقسي في نهائي إفريقيا، وطبعا سافرنا بخبرات أكثر وثقة.. أمير عبد الحميد الذي عاش اللحظة الأهم في مسيرته بعد إصابة الحضري. الحارس المصاب أمير عبد الحميد بنفسه هو من اختارها اللحظة الأهم في مسيرته، فهو حارب من أجلها كثيرا لدرجة جعلته يخفي سرا عن الجهاز الفني وزملائه. ويحكي حارس الإنتاج الحربي حاليا سأكشف عن سر لم أتحدث عنه مرة. فأنا تعرضت للإصابة في المران قبل مباراة كلوب أمريكا في العضلة الضامة، ولكنني أخفيت الأمر على مدربي أحمد ناجي الذي كان يظن الأمر ليس أكثر من مجرد إجهاد. بالطبع كان يعرف إيهاب علي طبيب الفريق حالتي، ولكنني ترجيته ألا يخبر أحدا حتى لا يضيع حلم العمر بالنسبة لي، وهو أمام رغبتي كان بين نارين. مصلحة الفريق أو قتل حلمي. في النهاية، استسلم لطلبي لدرجة إنه كان يعطيني الحقن المسكنة في الحمام بعيدا عن أعين اللاعبين. وبعدها عرف جوزيه. ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فالإصابة تحولت إلى تمزق في العضلة الضامة في تدريبات الإحماء قبل المباراة. وقررت ألا أخبر أحدا. سقطت طبعا على الأرض في أول كرة ألعبها في المباراة وعرف كابتن عماد النحاس بالأمر، فقال لي ( كدة كدة انت مصاب واحنا بنلعب فاينال، لو قادر تيجي على نفسك كمل يمكن ربنا يكرمنا). هذه فرصة لأشكره أمام الجميع مع شادي محمد ووائل جمعة الذين بذلوا مجهودا مضاعفا بعدما عرفوا إنني مصاب. حذاء أبو تريكة وقف أبو تريكة على الكرة مع عماد النحاس لتنفيذ ركلة حرة في الدقيقة 42 أمام كلوب أمريكا، وأمامهما مضايقات من لاعبي الفريق المكسيكي الذين لم يلتزموا بالمسافة القانونية ليتدخل الحكم. النحاس كان قد سدد ركلة حرة رائعة أمام إنترناسيونال وأبعدها الحارس بصعوبة. ولكن أبو تريكة لم يتركها له هذه المرة. التقطت الكاميرا أبو تريكة يتمتم بكلمات ربما كان يدعو بها الله أن تسكن كرته الشباك، وفي لحظة وجد جييرمو أوتشوا حارس كلوب أمريكا وقتها الكرة تقتحم مرماه في المقص الأيمن. يعود إسلام الشاطر ليحكي لنا ربما لا يعرف أحد أن أبو تريكة كان يرتدي في هذه المباراة حذاء مختلفا وأكبر بدرجة من مقاسه بسبب البرد، فدرجة الحرارة كانت -2. تعلمنا من المشاركة الأولى أننا نحتاج إلى أكثر من حذاء بسبب البرد الذي قد يجعلنا نرتدي درجات أكبر من مقاسنا الطبيعي، فسافرت بحذاء على مقاسي 42 وحذاء آخر بنصف درجة أكبر، أما أبو تريكة الذي كان يرتدي مقاس 43 كان أنصح مني وسافر بـ3 أحذية أكبرهم مقاسه 44. قبل المباراة، لم يسع أي من الحذاءين قدمي أساسا، لاضطر لطلب حذاء أبو تريكة وارتدى هو الحذاء الأكبر الذي كان مقاسه 44. وسبحان الله سجل به الهدفين. أبو تريكة قال عن هذا الهدف في حوار تليفزيوني: جوزيه دربني على تسديد الكرات ماركة (بوما) من ناحية رأس القطة. ويضيف جوزيه لـFilGoal.com: أنهينا الشوط الأول متقدمين بهدف أبو تريكة من ركلة حرة تدرب عليها كثيراً. في الشوط الثاني ضغط كلوب أمريكا وكان الفريق الأفضل، لذا بدأت أفكر في عدم الخسارة. دعونا ننهي المباراة هكذا وليكن ما يكون في ركلات الترجيح. دفعت بمحمد صديق بدلاً من عماد متعب سعياً وراء امتصاص ضغط لاعبي الفريق المكسيكي. فريق جامد نجح فعلا كلوب أمريكا في العودة للمباراة بهدف التعادل، وضغط بعده كثيرا على دفاعات الأهلي. لتحوم ذكريات النهايات الكئيبة من جديد. يحكي لنا الشاطر لاعبو الأهلي كانوا أكثر نضجا وتماسكا وقررنا العودة سريعا لنلعب مباراة من أجل مباريات الأهلي في تاريخه باستثناء الـ15 دقيقة التي سجل فيها كلوب أمريكا هدفه. تماسكنا في مواجهة ضغط كلوب أمريكا بعدما سجلوا التعادل يدل على مدى النضج الذي كان وصل له هؤلاء اللاعبين ( الجامدين ) وسجلنا بعدها. هكذا الكرة تريد دائما أبو تريكة. هو من سدد ركلة الترجيح الأخيرة لمنتخب مصر ليتوج بكأس الأمم وبعدها بأشهر سجل الهدف القاتل في الصفاقسي وأنهى السنة بهدف برونزية المونديال. 2006 هو عام أبو تريكة بدون أدنى شك. كان الهدف جميلا فعلا، بدأت الكرة من عند أبو تريكة الذي مرر إلى فلافيو على حدود منطقة الجزاء. وفي لحظة كان أمام أوتشوا يسجل هدف الفوز. يتحدث جوزيه بفخر أبو تريكة كان لديه رأي آخر. الكرة التي سجل منها الهدف الثاني تدربنا عليها كثيراً في المران، ليطبقها في الوقت المناسب مع فلافيو. كان يوماً تاريخياً للجميع. أن نعود بالميدالية البرونزية كان إنجازاً عظيماً في تاريخ النادي. لعبنا جيداً في الشوط الأول وسجل أبو تريكة هدفاً جميلاً من ركلة حرة. كنا نسعى لإضافة الهدف الثاني لنحسم المباراة، لكنهم تعادلوا وكانوا الأقرب للفوز بعد ذلك .. يشارك فلافيو في الحديث عن المباراة. عندما مرر أبو تريكة الكرة لي لم أفكر للحظة. كنت أعرف أنه سيتحرك ليأخذ مكاناً مناسباً فمررتها له دون حتى أن أنظر لتحركه. كنا قد تدربنا على هذه اللعبة أكثر من مرة بيني وبين أبو تريكة ومتعب. عندما سجل أبو تريكة كنت متأكداً أننا فزنا بالمباراة. سجلت هدفاً في آخر لحظة لكن الحكم أطلق صافرته قبل أن تسكن الكرة الشباك. كان سيصبح هدفي الثالث في البطولة لأتساوى مع أبو تريكة في لقب الهداف. لكن الأهم أننا فزنا وحققنا الميداليات البرونزية. بالتأكيد أحتفظ بهذه الميدالية حتى الآن وأفتخر بها. صحيح أن الأهلي شارك بعدها 3 مرات في مونديال الأندية إلا أنه لم ينجح في تكرار برونزية 2006، لتظل محتفظة بقيمتها لدى جماهيره. لم يعد الأهلي صاحب أفضل إنجاز إفريقي في المونديال بعدما اقتنص مازيمبي فضية 2010. وعادل السد القطري إنجازه على المستوى العربي في 2011 ثم تفوق عليهما الرجاء في 2013، ولكن تبقى له جمال أول مرة.

مشاركة :