معارك ضارية للسيطرة على بؤرة إرهابيين في مالي

  • 6/7/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شنت جماعات مسلحة والقوات المالية هجوماً على متطرفين لاستعادة مدينة على الحدود مع النيجر، لكن المنطقة بأكملها تعد مسرحاً لأعمال عنف منذ أسابيع يدفع المدنيون ثمناً باهظاً له. تعتبر معركة السيطرة على أنديرامبوكاني حيث كان الإرهابيون ينشطون بحرية، علامة على التدهور الأمني الخطير الذي تحدثت عنه جهات مختلفة حول ميناكا شمال شرق، وفي المثلث الحدودي بين مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو. وأصبح جزء كبير من المنطقة في محيط ميناكا تحت سيطرة جماعات موالية لداعش تسعى لفرض قوانينها على السكان. تتزامن هذه الأعمال العدائية مع الانسحاب العسكري لفرنسا وحلفاؤها الأوروبيون بطلب من المجلس العسكري الحاكم، الذي تحول إلى روسيا. خلال أيام، دارت معارك بين القوات النظامية والجماعات المسلحة المحلية خاصة الطوارق، ضد المتطرفين للسيطرة على أنديرامبوكاني، حسب ما أفادوا على مواقع التواصل الاجتماعي. وتفيد المعلومات الشحيحية من هذه المنطقة النائية بمقتل مئات المدنيين وآلاف النازحين في الأشهر الماضية في منطقتي ميناكا وغاو غرباً. وتتحدث المعلومات عن اشتباكات بين المقاتلين وعن مذابح. والمدنيون في مرمى النيران ويقتلون للاشتباه في انحيازهم للعدو ويتعرضون للخطف أو يحرمون من سبل عيشهم بسبب الدمار. أفادت الأمم المتحدة بتصاعد الأعمال الانتقامية من الطوارق ضد الفولاني المتهمين بمساعدة المتطرفين. اعتبر رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي القاسم واني أثناء زيارته لميناكا في 31 مايو (آيار) أن "الوضع مأساوي للغاية". وقال عبد الوهاب آغ أحمد محمد رئيس سلطات ميناكا الموقتة عبر الهاتف إن "جزءاً كبيراً من منطقة ميناكا يخضع الآن لسيطرة الإرهابيين". وقال موسى أغ أشاراتوماني زعيم حركة إنقاذ أزواد إحدى الجماعات التي تقاتل المتطرفين إن "عدة مئات من المدنيين قتلوا ونزح ما بين 20 و30 ألف شخص بين مارس (آذار) ومايو (آيار)". وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره الأخير إن القتال في أنديرامبوكاني "أسفر حسب بعض التقارير عن مقتل مئات المدنيين ونهب وإحراق محلات تجارية ومركبات وتخريب شبكات الهاتف". وحسب تقديراته، تسبب العنف في فرار نحو 32 ألف شخص. وابتعد الجيش المالي عن المدينة في نهاية 2019 عندما أعاد تموضعه في مواجهة تصاعد الهجمات الدامية. وأعلن تحالف يضم مجموعات موالية السبت أنه استعاد "السيطرة الكاملة" على أنديرامبوكاني مع الجيش و "دحر" المتطرفين، ويبدو أن أنديرامبوكاني انتقلت من معسكر الى آخر. لا يزال الضباط الكبار في السلطة متكتمين نسبياً على الوضع في محيط ميناكا وغاو، بينما يتحدثون بانتظام عن "الفرار الجماعي" للمتطرفين بعد تكثيف العمليات حسب رأيهم. وأكد مسؤول عسكري طلب كتم هويته أن "الدولة تدرك خطورة الوضع في منطقة ميناكا وتتخذ كافة الإجراءات لضمان منع سقوط المنطقة في أيدي المتطرفين". وتظاهر العشرات من سكان ميناكا الإثنين حاملين لافتات تندد بـ "الصمت على مذبحة المدنيين في ميناكا وغاو" وطلبوا "مساعدة" الدولة وإعادة نشر قواتها في القطاع.

مشاركة :