الملابس التراثية تتألق في درب الساعي

  • 12/17/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - محمد حافظ: يحتفي درب الساعي هذا العام ضمن فعالياته التراثية للاحتفال باليوم الوطني بالملابس الشعبية والتراثية التي يحرص هل قطر على ارتدائها حتى الآن، لا سيما في المناسبات الوطنية والأعراس، حرصا منهم على تعزيز الهوية الوطنية وإحياء للموروث الثقافي على الرغم من التحديات الكثيرة التي تفرضها مسارات التجديد والعولمة. وتنتشر في أكثر من مكان بدرب الساعي الملابس التراثية الرجالية والنسائية معروضة بشكل لافت للنظر وكأنها مصممة لتكون لوحات فنية تروي تاريخ قطر وتبعث في النفوس البهجة بألوانها الزاهية، لتتماشى مع الأجواء الاحتفالية باليوم الوطني، ما يجتذب الكثيرين من رواد درب الساعي من الرجال والنساء والأطفال وحتى الأجانب، ويؤكد أن إرث الآباء والأجداد حي في النفوس والعقول تستمد منه الأجيال الحاضرة القدرات والطاقات للإبداع والنهوض واستكمال مسيرة التنمية والسير نحو المستقبل. وعن الأزياء النسائية تقول أم حمد مديرة أحد المحلات إن الزي النسائي التقليدي لا زال يجتذب الفتيات والنساء ويكثر الإقبال عليه في المناسبات الوطنية والأعراس كأحد العادات والتقاليد التي يتمسكن بها رغم الموضات الكثيرة والمتنوعة التي تأتينا من كل بلاد العالم. وأشارت إلى أن هناك أنواعا عديدة من الزي النسائي القطري، منها البخنق وهو اللباس الشائع في قطر قديما للفتيات الصغيرات ويتميز بلونه الأسود وتطريزه الفضي أو الذهبي وطوله من الخلف حيث تلبسه الفتيات مع دراعة مطرزة، كما تلبس بعض الفتيات الصغيرات دراعات مطرزة وأثواب نشل في الأعراس والأعياد والمناسبات.. وثوب النشل هو الثوب المطرز الفضفاض الذي يلبس عادة في المناسبات ويكون من قماش لبْرِيسَم أو الحرير أو الشيفون ومطرز من جميع نواحيه بخيوط ذهبية، وأفضل ألوانه الأحمر والأخضر والأسود. وهناك العباءة، وهي أكثر ما تميز المرأة القطرية ويطلق عليها عباءة الرفع الحريرية التي تلبس مع شيلة خفيفة مطرزة أو مشغولة بالخرز بأشكال دقيقة، أما الدراعة فتكون من قماش منقوش أو سادة مطرزة عند الجيب والأكمام. كما تلبس النسوة الكبيرات في السن عباءة الرأس مع ثوب ودراعة وتخاط الدراعة من جميع الأقمشة ويمتاز هذا الزي بأن أكمامه ضيقة وتكاد تلتصق بالذراع، وتزين فتحة الأكمام بشريط من الزري العريض. وتأتي الدراعة على نوعين "أم رسغ"، وتتميز بشريط الزري العريض الملتف حول الرسغ والنوع الآخر "أم كتف". وعن الأزياء الرجالية الشعبية، يقول أحمد العقيدي إن الرجل القطري معروف بالثوب الأبيض ذا الياقة مع بشت مطرز بالخيوط الذهبية على الأطراف مع عقال يتدلى منه خيطان ينسدلان على الظهر وللحماية من برد الشتاء يلبس الدقلة على الثوب. وعن صناعة البشوت يقول إن البشوت أنواع منها الصيفي ومنها الشتوي ولها أكثر من نوعية منها الدقات الملكية والأميرية والبخياط والحساوي وتختلف فيما بينها باختلاف نوعية القماش الذي تصنع منه وأيضا التطريز لكن أشهر أنواع البشوت هو البشت النجفي ويبلغ سعره 5000 ريال. وللبشت عدة ألوان مميزة منها البيج وهو الأكثر مبيعا والبني والأسود ولكل لون مناسبات خاصة وعلى كل حال يبقى ذوق الشخص هو الأهم، فأذواق الناس مختلفة، لكن غالبا ما يتم شراء البشت الأسود للأعراس وحفلات التخرج وغيرها من المناسبات الهامة. وأكد أن خياطة القرقوش وحده ربما تحتاج إلى 4 أيام نظرا للتأني في حياكتها خصوصاً أنها تصنع بخيوط ذهبية قاسية نوعاً ما وأي خطأ في العمل يمكن أن يشوه شكل البشت. وأشار إلى أن الحزام القطري لا يزال يشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين لاقتنائه حيث يزداد الطلب عليه في أوقات الاحتفالات الوطنية والأعراس وموسم الصيد البري ولا تكتمل الكشخة القطرية إلا بارتداء الحزام الجلدي القطري أو اليمني ويطلق عليه الكثيرون المجلد وهو صورة أنيقة لهيئة الفارس وهي الصورة التي يعتز بها الجميع كصورة تقليدية لـ "هل قطر" قديما. وأكد وجود أنواع كثيرة من المجالد أو الأحزمة أو الجنبيات كما يحلو للبعض تسميتها فمنها الطيار اليمني وهو حزام يلف على الجانب ويوضع في جراب للسلاح الناري أو السيف أو الخنجر حسب طلب العميل وهناك الحزام القطري أو المجلد ويكون على شكل حرف X يغطي الصدر بالكامل ويوجد منه عدة أنواع أغلبها تختلف في شكل الجراب الموجود بها، فمنه يوجد جراب للسيف وآخر للبندقية أو الذخيرة والسلاح الناري كما يتم صناعة أحزمة ومجالد الشرطة وسلاح الفرسان. وأضاف أنه على الرغم من أن الجنبية تبدو كأي سلاح يستخدم للقتال إلا أنها تعني للقطريين أكثر من ذلك، فهي زينة للرجال ورمز للشرف والرجولة والقوة، إضافة إلى كونها موروثا أسريا واجتماعيا، كما تعد رمزا لشخصية من يرتديها فهي تعبر عن اعتزازه بتراثه. جزء من الموروث الشعبي القطري الحناية.. تجذب الأطفال والكبار الدوحة ـ الراية: استخدام الحناء في تزيين اليد وأجزاء الجسم أو تلوين الشعر موروث شعبي اعتادته النساء في مختلف بلدان الخليج ومن بينها قطر منذ قديم الأزل حتى أصبحت جزءا من الموروث الشعبي القطري ويتربط وجود الحناية أو السيدة المنوط بها نقش الحناء بالمناسبات السعيدة كالأعراس والأعياد والمناسبات الوطنية. وفي درب الساعي هناك أكثر من مكان يتم فيه نقش الحناء للصغار والكبار ولا يتوقف النقش على الرسوم والأشكال المختلفة فقط وإنما يتم كتابة كلمات وعبارات تعبر عن الانتماء والولاء لقطر في يومها الوطني مثل فديت قطر وعمري قطر وقطرية وأفتخر وغيرها من العبارات التي تعبر عن روح الانتماء والولاء والفرحة باليوم الوطني. وعن تلك الفاعلية تقول بهجة إبراهيم إن الحنة أو الحناء هي موروث شعبي تقليدي وفاتحة خير وعطاء وتدل على الفرح والسعادة وبالتالي تجتذب الحنة الصغار والكبار حيث نقوم برسم النقوش والأشكال الجميلة التي اعتاد عليها هل قطر بواسطة الحنة الطبيعية كما يطلب منا أن نرسم علم قطر أو نكتب شعارات اليوم الوطني على الأيدي تعبيرا عن الحب والولاء والوفاء لقطر مثل عبارات الله ياعمري قطر وفديت قطر وقطرية وأفتخر وغيرها من العبارات بالإضافة إلى العلم القطري والنقوش التراثية. وتضيف: تطورت الحناء مع مرور الزمن حتى أصبحت تأتي بألوان وأنواع وتركيبات متنوعة، كما لم تعد تقتصر أشكالها على الرسوم الهندسية المؤلفة بشكل أساسي من المثلثاث والدوائر كما في الماضي لكنها باتت تأخذ أشكالا فنية مختلفة تستخدم فيها نقوش الورود والأزهار والفراشات وأوراق الشجر والأشكال الطبيعية الأخرى. وقد أصبحت رسومات الحناء الهندية منتشرة بشكل واسع في قطر وكافة بلدان الخليج ، لأن القطريات يملن للبساطة، فقد اتجهن إلى اختيار رسوم رقيقة غير معقدة. ولم يعد يقتصر استخدام الحناء على العروس أو المقبلة على الزواج بل أصبحت من أشكال الزينة التي يمكن أن تستخدمها المرأة في حياتها اليومية خاصة أنها تزيد من جمالها وتبرز أنوثتها كلما جاءت بأشكال رقيقة وجذابة.. وتقول: أما في الطب الشعبي.. فالحناء لها فوائد وعلاجات عدة حيث تستعمل مرهماً لتطهير الجروح وعلاجاً لصداع الرأس، وتشقق أصابع الأرجل وإبعاد قشور الرأس وتقوية الشعر وتمنع سقوطه وتكسبه لمعاناً وبريقاً..

مشاركة :