كتب - حسين أبوندا: تألقت الفعاليات التراثيّة أمس في افتتاح فعاليات درب الساعي للاحتفال باليوم الوطني أمس وسط حضور جماهيري كبير من المواطنين والمقيمين. ورصدت الراية الإقبال على الفعاليات التراثيّة المختلفة مثل المقطر، والبدع، والشقب والنصع والتقت بالمسؤولين عن تلك الفعاليّات الذين أكدوا أن الفعاليات عكست روح الماضي وتراث الأجداد وأعطت فرصة للأطفال للتعرّف على القيم والتراث الذي تتوارثه الأجيال. واستعرضوا جديد الفعاليات هذا العام والتي سعت للتجديد والتنوّع لاستقطاب مختلف الجمهور من مختلف الأعمار. قال عبدالله سعد النعيمي نائب رئيس فعالية النصع: فعالية النصع تقام للعام الثامن على التوالي ولكن بحلة جديدة، وألعاب مختلفة، منها لعبة "بنت بول" و"النبالة" أو"الفلاتية" بالإضافة إلى لعبة الرماية التي يمارسها الزوّار ولكن هذه المرّة بوضعيّة الرقود، كما خصصنا لعبة الرماية الإلكترونية للنساء فقط بهدف تشجيعهن على ممارسة هذه الهواية خاصة الفتيات الصغيرات ولفت نظرهن إليها وممارستها بشكل احترافي ومن ثم تمثيل البلاد في المحافل الرياضيّة. وأضاف: حرصت فعاليّة النصع على نقل الرماية بالقوس والسهام إلى خيمة النساء، حتى يستطعن ممارسة هذه الهواية في المكان المخصص لهن دون الاضطرار إلى ممارستها في الخيمة الخاصّة بفعالية النصع التي تشهد إقبالاً كبيراً من جميع الفئات. وأكد أن خيمة النصع أطلقت بطولة للرماية وتمّ تخصيص جوائز قيّمة للفائزين، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الفعاليّة هو تعريف الجيل الجديد بـ"النصع" التي كانت تقام في المناسبات خاصة الأعراس يتبارى فيها المشاركون على من يصيب هدفاً صغيراً بأقل عدد من الطلقات (وهي تشبه رماية القنص)، ويكون الهدف على مسافة بعيدة قليلاً لكي يعرف الرامي الماهر من غيره. محمد حمد: الرماية لعبة ممتعة أكد محمد حمد أن فعاليّة النصع من أجمل الفعاليّات داخل درب الساعي وتحظى باهتمام الشباب من جميع الأعمار. وأشار إلى أنه جاء لتجربة لعبة الرماية وسيحاول جاهداً تحقيق نتائج عالية والمشاركة في المسابقة التي تقدّمها إدارة الفعاليّة. محمد المناعي: مطلوب اكتشاف مواهب الرماة أوضح محمد إبراهيم المناعي أن مثل هذه الفعاليّات تساهم في تشجيع فئة الشباب على ممارسة هذه اللعبة بشكل احترافي، لتمثيل البلاد في المحافل الرياضيّة المختلفة، مشدداً على أهمية تواجد مسؤولي نادي الرماية في هذه الفعالية بهدف اكتشاف المواهب الجديدة. وأكد أن فعاليات درب الساعي من أهم الفعاليات المقامة على هامش احتفالات اليوم الوطني التي تحرص الجهة المنظمة على إظهارها بأجمل صورة، مشيراً إلى أن درب الساعي يفتح المجال أمام الشباب الصغير مثلنا للتعرّف على التراث القطري الأصيل ويربطهم بتاريخهم الذي يستلهمون منه القيم والعادات القطرية الأصيلة. عبدالله الكواري: المقطر يحاكي حياة الأجداد يشير عبدالله محمد الكواري رئيس فعالية "المقطر" إلى أن المقطر هي مجموعة من بيوت الشعر المتجاورة وهي تمثل حياة البادية في قطر الماضي، مشيراً إلى أنها من أكثر الفعاليّات التي تشهد إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور. وقال: البيت الأول من "المقطر" هو بيت العقيد فيه "جر الربابة" والراوي والشاعر، ويقدّم فيه وجبة العشاء وفعاليّة الألغاز وصناعة القهوة بالطريقة التقليديّة، كما يوجد بيت الطبخ الذي يتم إعداد الأطعمة فيه بالطريقة التقليدية وتقديمه للضيوف داخل بيت العقيد، ومن ضمن البيوت المنتشرة يوجد بيت الحياة الفطرية يتكوّن من قسمين، القسم الأول للنباتات البريّة والآخر للحيوانات البريّة. وأضاف: من ضمن بيوت المقطر يوجد مقعد النساء وفعالية "الحزاوي" وفعالية "المدود" وهي صناعة ألعاب الأطفال بالطريقة القديمة، فضلاً عن عمل "الفوالة" وغيرها من الفعاليّات الأخرى الشيقة والتي ندعو الجمهور لزيارتها والتعرّف عليها عن قرب. وأشار إلى أن المقطر يأخذ الجمهور إلى حياة البادية فيشعر الزائر بالفعل بالجو التراثي البدوي الذي كان موجوداً داخل أحد الأحياء البدوية القطرية القديمة والتي تعكسها تلك الحرف والفعاليّات المتعدّدة الموجودة داخل المقطر. مشاركة أول محمية للفقع أكدت السيدة ظبية عبدالله السليطي الممثلة عن محمية الخميس للفقع أن المحميّة بدأت في عام 1997 عن طريق سعادة المهندس خميس بن محمد السليطي وكيل وزارة الكهرباء والماء في تلك الفترة وهدفها هو استصلاح الأراضي وتحويلها إلى "مفاقع"، مشيراً إلى أن عملية استزراع الفقع ليست بالشيء المستحيل في حالة توفير البيئة المناسبة التي تساعد على إنبات الفقع. وقالت: الهدف من المشاركة في فعاليّة المقطر هو تعريف الجمهور بالنباتات البريّة، وأهمية المحافظة على الغطاء النباتي والحفاظ على نظافة البر القطري خاصة في هذا الموسم الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور. وأضافت: قسم النباتات يحتوي على عدد من نباتات وأشجار البيئة القطرية مثل السدر والعوسج والشفلح والسمر والعشرج والرقروق وغيرها من النباتات المختلفة التي تنتشر في معظم أرجاء البر القطري، ونأمل بتشجيع المواطنين لاستزراع تلك النباتات في منازلهم ومزارعهم وفي البر القطري للمساهمة في الحفاظ على الحياة الفطرية وزيادة الرقعة الخضراء. محمد حسن: البدع.. بانوراما الفريج القديم أوضح محمد حسن (مطوع الفريج) المتواجد في فعاليّة "البدع" أنه يرمز إلى حياة الفرجان القطرية القديمة، لافتاً إلى أنه يُمثل في هذه الفعالية "المطوع" الذي يحفّظ الأطفال القرآن الكريم ويعلمهم القراءة والكتابة. وقال: فعالية البدع جذبت أعداداً كبيرة من الجمهور خاصة الأطفال والشباب الذين يأتون خصيصاً لمشاهدة الأحياء القديمة التي كان يعيش فيها آباؤهم وأجدادهم، وبعض الفتيات حرصن على الحضور باللباس التقليدي وممارسة الألعاب التقليدية. وأضاف: أؤدّي يومياً فعالية التحميدة، وهي التجوّل مع الأطفال في درب الساعي وترديد الأدعية على مسامع الزوّار، والتحميدة كان أهل قطر الأولين يؤدّونها للأطفال الذين يتمّون حفظ القرآن كاملاً وكانوا يأخذونه في جولة في الفريج بعد إلباسه الثوب والغترة والعقال والبشت وإعطائه السيف والاحتفال به وقيام جميع البيوت بإعطائه الهدايا والنقود والحلويات من باب تشجيع الطفل. عرض أفضل الخيول العربية الأصيلة ضمن الأجنحة المتميّزة جناح "الشقب" الذي يقدّم للزوّار معلومات عن أفضل سلالات الخيول العربية الموجودة في قطر. يشير عبدالرحمن علي الخيارين منسق فعالية "الشقب" إلى تقديم عرض سلالات الخيول العربية الأصيلة الموجودة في قطر، لافتاً إلى أن الفعاليّة وفرت خيولاً مخصصة للزوّار للاستمتاع بركوبها في مضمار خاص تمّ إعداده خصيصاً.
مشاركة :