تربويون لـ : تعزيز ثقافة التطوع مطلب تعليمي ومجتمعي

  • 12/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب المدارس والمناهج التعليمية دورًا كبيرًا في تعزيز قيم وسلوكيات وأخلاقيات الطلاب والطالبات، ومن بين منظومة القيم والسلوكيات التي يمكن للتعليم أن يدعمها، ثقافة العمل التطوعي، بما ما تحمله من تعاون وتكاتف ومحبة وإيثار وإحساس بالآخرين وانتماء وتفانٍ في خدمة الغير والمجتمع. ويكشف لـ»المدينة» عدد من التربويين والقيادات التعليمية أهمية تطوير المناهج التعليمية لتعزيز ثقافة التطوع والتوسع في الأنشطة المدرسية لتنمية مهارات وسلوكيات الطلاب في خدمة المجتمع، مشددين على ضرورة أن يلعب الإعلام دورًا هامًا في نشر ثقافة الأعمال التطوعية وإبرازها وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الأعمال التطوعية، إضافة إلى وضع بعض الضوابط من قبل الدولة لتنظيم العمل التطوعي وتوفير الدعم المطلوب للمدارس والطلاب في هذا الإطار. تعزيز ثقافة التطوع «العمل التطوعي مهارات وسلوك يجب غرسها في نفوس الأبناء من عدة جهات، أولها الأسرة» .. هكذا يصف الدكتور خليفة المسعود مدير تعليم الرس، العمل التطوعي، مشددًا على أن المدرسة لها دور كبير في تعزيز ثقافة الأعمال التطوعية، وتأتي ضمن مهامها التربية على القيم والمبادئ النبيلة وعلى خدمة المجتمع، وكذلك غرس العمل التطوعي في نفوس الطلاب من خلال المناهج المدرسية، والقدوات في المدارس، سواء كان على مستوى المعلمين أو إدارات المدارس، وينوه الدكتور المسعود إلى أهمية وسائل الإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي لدى الجيل الصغير والشباب، مع إبراز النماذج الناجحة، وكذلك إيضاح جهود المؤسسات والمجموعات التطوعية، حتى يكون لدينا مساحة لثقافة تطوعية داخل المجتمع. مسؤولية المجتمع ويتفق مع الرأي السابق، خالد جايز الحربي المساعد للشؤون المدرسية بتعليم الرس، مؤكدًا أن التطوع يرتبط بالإطار الثقافي للمجتمع وبمدى ترسيخ ثقافة التطوع فيه، والتي تعني مجموعة من القيم والاتجاهات والممارسات التي تحث على التطوع وتدعمه وتعلي من قيمة السلوك التطوعي. ويضيف بقوله «الأعمال التطوعية لا تنحصر في مجال معيّن، بل هي مختلفة ومتنوعة، كالعمل التطوعي في التعليم والتدريب، والصحة والتغذية، والإغاثة والحوادث، والأمن والنظام، والتثقيف والتوعية، وبالمال والعمل البدني، وغيره». روح الانتماء ويرى سليمان بن محمد السحيم، المساعد للشؤون التعليمية، أن الشخص المتطوع عندما يجد أن هناك عملًا يؤديه ومسؤولًا عنه، يشعر بروح الانتماء لهذا العمل وتزداد لديه الرغبة في القيام بأعمال جديدة ويتيح بذلك الفرصة لقدراته الكامنة بالنمو والتطور. ويشير السحيم إلى أن العمل التطوعي يتسم بتوافر الخبرات والتأهيل العلمي المناسب، فالعنصر الثقافي مهم لدى المتطوع والقدرة على العطاء والنضج الفكري والعقلي والانفعالي واللياقة والقدرة على التصرف ومواجهة الموقف المفاجئ ويحفز التعاون بين المتطوعين على تنمية روح المحبة والتعاون والألفة لتكريسها في خدمة المجتمع والفرد والوطن. ويرجع محمد علي الغفيلي، مشرف النشاط الطلابي بتعليم الرس، ضعف الأعمال التطوعية إلى عدم تركيز الإعلام على هذا النشاط، مؤكدًا الحاجة لإعلام يظهر النشاطات ويعطي دافعًا للآخرين أن يفعلوا العمل الجيد. ويضيف بقوله «نحتاج إلى تبني جهة حكومية لهذا النشاط، وحتى يكون له صفة رسمية،، وأن يكون هناك سماح من تلك الجهة بترخيص هذا العمل لخدمة المجتمع». ويقول صالح العتيق مشرف التوجيه والإرشاد بتعليم الرس إننا بحاجة إلى تعزيز الثقة بالعمل التطوعي لأن بعض وسائل الأعلام تغلب أحيانًا جانب الاتهام، وتتعامل مع بعض الأخطاء بمنطق التعميم والجرح، وكذلك الاحتفاء بالمتطوعات والمتطوعين والتعامل معهم على أنهم يقومون بخدمة رئيسة نبيلة وليس عملًا شكليًا ثانويًا. فوائد التطوع توضح التربوية نجلاء الحربي أن الأعمال التطوعية تساعد الفتاة على التعرف على مكونات شخصيتها وصقل مواهبها، فالعمل التطوعي الميداني له عدة أوجه ولكن الهدف واحد وهو القيام بواجب أخلاقي مهني يساعد الآخرين ويدعم من هم بحاجة دون النظر للمردود المادي. وتلفت إلى أن فرص العمل التطوعي المقننة والمنضبطة كثيرة، ولكن من أكبر المعضلات للعمل التطوعي عدم استيعاب مفهوم التطوع لدى شرائح متنوعة من الكبار وحتى الشباب فبعضهم لايؤمن بها وبعضهم لايحبذون أو غير مقتنعين. ويبيِّن يوسف الفوازي، مدير مدرسة، أن العمل التطوعي يرسم ملامح الإبداع في شخصية الطالب، ويعزز سلوك تحمل المسؤولية في تصرفاته، مطالبًا المدارس بتفعيل دور العمل التطوعي؛ ليستشعر الطالب دوره في خدمة مجتمعه. وأضاف: أن تجربة مدرسته مع العمل التطوعي في تنظيف أحد المساجد القريبة من المدرسة، نجحت في غرس قيمة العمل لخدمة الآخر، وتلمس احتياجاته، مشيرًا إلى أن المدرسة تسير في هذا النهج من خلال برامج عمل مستقبلية مع المرضى والمحتاجين والاهتمام بالمرافق العامة، والحفاظ على البيئة، مشدد على أهمية رفع مستوى المشاركة من خلال التنوع كمًا وكيفًا، ودعم العمل التطوعي في المدارس من قبل المسؤولين. ويقول عبدالرحمن العوفي رائد نشاط، أن البيئة المدرسية تشكّل مناخًا ملائمًا للعمل التطوعي؛ فالطالب من خلال علاقته المميزة بمعلمه يكون مهيئًا للمشاركة في الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع»، مؤكدًا على أن غرس مفهوم العمل التطوعي في نفوس وسلوكيات الطالب يصنع لنا جيلًا واعيًا ومحركًا للأعمال الإنسانية التي أصبحت مملكتنا رائدة وأنموذجًا يقدم للعالم أجمع، وهي ترسم أسمى وأرقى المعاني الإنسانية في تقديم الأعمال التطوعية. ويشدد المعلم سالم الحربي على ضرورة الاختيار المناسب لمعلم النشاط في المدارس -رائد النشاط-، مع تقديم المنهج المناسب الذي يلبي النشاط المتجدد، ويلبي احتياج الناس، وليس النشاط الروتيني الذي يحوِّل النشاط إلى حصة فراغ وفوضى وأفكار مكررة ومستهلكة، وأكد على ضرورة تطوير معلم النشاط أدواته.

مشاركة :