يوم الجمعة الماضي وقبل وصولي إلى باب الجامع حينها كانت درجة الحرارة 44 درجة مئوية سقطت إلى جانبي حمامة وهي تنتفض ولفظت أنفاسها من شدة الحر والجفاف والعطش، ترى كم هي عدد الطيور التي ستموت في فصل الصيف وكل ذلك بمشيئة الله وقدره، إنه الحر والجفاف والعطش. نحن البشر نُصاب بخيبة أمل حين رفع سقف توقعاتنا بالآخرين ونُصاب بالإحباط والدهشة ونقول العبارة المشهورة (طاح من عيني) أو (سقط من عيني) وما أكثر الذين يسقطون في الفجوة التي تفصل بين الأصدقاء، والأقارب، والزملاء، وبين الزوج وزوجته، وبين الإخوان، والأخوات والأعمام والخالات وكل من له علاقة. الحمامة تموت وتتلاشى فهل من رادم للفجوة. يقول ويليام شكسبير «أحب جميع الناس لكن ثق بالقليل منهم» ربما هذا القول ينطبق على جيله وليس على هذا الجيل. في رأيي الشخصي ارفع سقف توقعاتك مع من لهم الاحترام والتقدير وتقبيل الرأس أمك وأبيك أبداً لن يخذلوك مهما جار عليهما الزمن وثق كل الثقة أن سقف توقعاتك لن ينهار. لا تلم الناس إذا خذلوك، ولكن لم نفسك لأنك توقعت منهم أكثر مما ينبغي. - جبران خليل جبران. كم هو مرير شعور الخذلان، وكم من ألم يخلّفه بدواخلنا، لدي قناعة أن الإنسان في هذا الكون، قابل للتغير، نعم حتى المشاعر والقيم والمبادئ يتغير سقف مفهوم الإنسان لها مع مصلحته الشخصية ويملك عشرات المبررات لهذا التغير. تجربتي الشخصية مع الخذلان مؤلم، ومؤلم جداً ويبقى زماناً طويلاً ربما ينقضي عمري ولا يندمل جرحي. القلب مكسور، والأمل مفقود، والحزن من الخذلان ومن منْ خذلني لا يطاق لكنه قدري. لن تعيش حياتك مرتين، لذلك لا مجال لتكرار رفع سقف التوقعات في علاقاتك مع الآخرين أين كانوا فنحن في عصر الأنا والنرجسية، إذا لم تتعلم من أخطائك لن تتعلم من أخطاء الآخرين وعلينا أن نتعامل بوسطية وتوازن في علاقتنا بالآخرين ولا تترك رصاصة الخذلان تضرب قلبك فتقتلك بينما يعتقد الناس أنك على قيد الحياة. الحياة يجب أن تبقى رغم الخذلان ومرارته والصعوبات ورغم كل شيء ورغم النزيف الذي يطل برأسه كل يوم. رغم كل ما يمر به الإنسان من خذلان عليه أن يتناسى ويعيش حياته كما يريد، إن أشد الصفعات ألماً وقوة حين تأتيك من إنسان له معزّه ومحبة، من أخ أو أخت أو قريب، كم هو مؤلم أن يؤلمك ولا يعي ما فعل، أو يعي ذلك وتجاهل. ليس هناك أصعب من الخذلان وجرح القلب، وتلك الألفاظ والعبارات والنظرات المؤذية. يقول ويليام شكسبير «الخسارة مؤلمة: لكن الخذلان بمن وثقت بهم أشد ألماً». كفانا الله وإياكم شر الخذلان. همسة من القلب إلى قلوبكم: (لا تخذل من له معك علاقة فألم الخذلان أشد من ألم الفراق).