الخوف يدمر الأحلام ويقتل الطموحات ويأخذك حيث يريد في عالم لا يعلمه إلا الله، الخوف يعيش داخل النفس البشرية فهو غريزة طبيعية وواقع فطري موروث قائم في التكوين النفسي. الخوف ليس عيباً ولا يمس الرجولة ولا الأنوثة بل العيب أن لا تؤمن بالخوف مهما كان نوعه ووقته. للخوف صور كثيرة نعرفها ولا نعرفها ومن تلك الصور الخوف من الأماكن المرتفعة وهذا متى أشعر به، الخوف من الأماكن المغلقة والخوف من الألم والخوف من المرض والخوف من الدم وهذا قمة خوفي والخوف من الأماكن المغلقة والخوف من الحديث أمام الآخرين أو مقابلة الجمهور والكثير من صور الخوف. من الطبيعي أن يحدث في أجسامنا مؤشرات كثيرة كما يحدث حين تنخفض نسبة السكر في الدم، من تلك المؤشرات والعلامات التعرق، إطلاق هرمون الكورتيزول، ارتفاع مستوى الأدرينالين وزيادة معدل التنفس، زيادة معدل ضربات القلب. نعرف إن القلب مهمته ضخ الدم إلى جميع أعضاء الجسم عن طريق الانقباض بشكل منتظم لضخ الدم وتوزيعه في الجسم خلال الأوعية أما المسؤول عن الاستجابة للخوف فهي منطقة بالدماغ تسمى بالجسم اللوزي، الذي يقع داخل الفص الجبهي أمام المخيخ. هناك جبال من الخوف في دواخلنا لكن قمة الخوف هو الخوف الحقيقي من الله وهو منزلة من منازل الإيمان، وأشدّها نفعًا لقلب العبد، وهي عبادة قلبيّة مفروضة، الخوف من الله تعالى واجب على كل أحد، ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف، وتذكر سورة آل عمران، قال تعالى: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. والخوف من الله دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام وصفاء القلب وطهارة النفس. قبل جيلين (الجيل 33 سمة) كانت أمهاتنا رحمهم الله وأطال بعمر الأحياء منهم يخوفون أولادهم عند النوم فتقول الأم للطفل نام لا تجيك السعلوة أو نام لا يا كلك السعلو، السعلوة موروث شعبي ولا أدري هل السعلوة حقيقي أم غير ذلك. لا أعتقد أن أمهات هذا الجيل يعرفون السعلوة. إن الداء الحقيقي هو الخوف من الحياة لا الموت. - نجيب محفوظ. أولئك أصحاب القلوب الغليظة، القلوب الميتة يدّعُون أنهم لا يخافون لكنهم في لحظة ترتجف أوصالهم من الخوف وهذا هو الخوف الحقيقي الذي يسكن في القلوب التي لا تخاف. ما يؤلم البعض من الناس هو الخوف من المجهول غير المبرر، دائرة الخوف من المجهول تعيق الإنسان من النظر إلى المستقبل وهو شيء خارج نطاق رؤيتنا تماما. المجهول في حياتك لا يعلمه إلا الله فلم الخوف توكّل على الله وأمضي في الحياة فقدرك مكتوب. شخصيا أري لا توجد مشكلة بالشعور بالخوف، وإنما تكمن المشكلة في التصرفات التي تبني عليه ربما تصرفات مؤلمه أو غير معقولة قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
مشاركة :