كتاب كوري يبحث لغز بناء الهرم الأكبر

  • 6/12/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نال الهرم الأكبر – من بين أهرام مصر جميعا- عناية كبيرة من المؤرخين ..كان أولهم من المؤرخين القدامى ،المؤرخ الإغريقى هيرودوت(340ق.م)،ثم المؤرخ المصرى الكاهن السمنودى ماينتون(280ق.م) وجاء بعد ذلك ديودورس الصقلى(56ق.م)،والجغرافى الرومانى سترابون(24ق. م). أما الرحالة اليهودى البزنطى(فيلون) فهو الذى عد الهرم الأكبر من عجائب الدنيا السبع ،وتحدث عنه فى كتابه(التاريخ الطبيعى).كذلك تناولته –فيما بعد- أقلام المؤرخين أمثال المقريزى(1360-1442م)،وكثير من الكتاب والشعراء المسلمين ..ولكنهم جميعا تناولوا وصف الهرم من الخارج وكانوا يتجنبون دخوله ؛لذلك ظلت أسرار الهرم الداخلية مكنونة يسترها الظلام والصمت إلى أن حل النصف الثانى من القرن الثامن عشر..وبدأ الأوروبيون يطأون الرمال المجاورة للهرم أملا فى كشف أسراره ودراسته . وكان السؤال -القديم الحديث- الأكثر الحاحا لماذا تم بناء الهرم الأكبر؟وظهرت الكثير من النظريات المبنية على تفسيرات متناقضة نذكر منها :ما اعتقده العالم الموسوعى(ديدرو) من أن الهرم الأكبر قد بُنى لنقل معلومات مضت إلى الأجيال التالية، ويقول (جيرار دى نرفال) إن الأهرام استخدمت كمستودعات للأسرار. وقال البعض إن الأهرام أقيمت لتكون منارات هائلة تهدى القوافل فى الصحراء والسفن فى النيل..وقال الفلكى (بروكتور) إن الهرم الأكبر قصد به أن يستخدم كمرصد فلكى لرصد حركة النجوم .. استنتج الفرنسي (باربارين) أن الهرم الأكبر هو نسخة مكررة من شكل الكون ، وقالت (هيلينا بلافاتسكي) إن الهرم في شكله الخارجي يرمز إلى المبادئ التي تشكل أساس الطبيعة .وهكذا حتى ظهر أخيرا علم جديد يسمى علم الهرم, مما يؤكد أن هذا الهرم الذي نقف أمامه يحتوي على أسرار غامضة. أحد أبسط الأدلة على ذلك هو أن ارتفاع الهرم بالأمتار مضروبا في مليار يساوي المسافة بين الأرض والشمس. ومع كل هذه الافتراضات إلا أنه من المحقق أن الأهرام جميعا ومنها هرم خوفو ليست أكثر من قبور ملكية،ولم يكن لها هدف آخر،وكان هذا هو رأى المدرسة الحديثة من علماء الآثار. وإذا كان تفسير وظيفة الهرم الأكبر خاصة والأهرامات عامة حتى الآن غامضة عن البيان ،فإن كيفية بناء الهرم تقف لغزا محيرا أمام العقول والألباب على مر التاريخ ،حيث عجز العقل البشرى رغم ما وصل إليه من علم فى العصر الحديث عن كشف سر بنائه وضخامته وإتقانه وهو من وجهة نظر كاتب المقال هو المعيار الحقيقى لسر عظمته. وبعيدا عن الخرافات والترهات التى نسجها البعض عن الكائنات الفضائية التى بنت الهرم وعادت إلى السماء!! كذلك عن حجم وضخامة أبناء قارة أطلانتس ( العمالقة ) المفقودة ،الذين كان لهم دورا فى بناء هذا الصرح الضخم !! نقف أمام تجربة علمية حديثة لمحاكاة بناء الهرم الأكبر- توضح عظمة ما قام به أجدادنا- ففى عام 1978م حاول باحثون يابانيون بناء هرم مُصغر بالطرق البدائية لمعرفة كيف بناها المصريون قديما ..لكن التجربة لم تُعطى النتيجة المنتظرة.كانت الخطة تتمثل فى تقطيع الأحجار بالأزاميل وتكديسها بحبال الرفع ،واستخدام ما شابه من الوسائل اليدوية لبناء هرم بأرتفاع 20 مترا ،باستخدام أحجار وزن كل منها 4 أطنان فقط،وبمشاركة 100 عامل مصرى،وتمويل مباشر من التليفزيون اليايانى .بدأ فريق البحث عمله حيث اتفق الطرفان على تحويل التجربة برمتها إلى فيلم وثائقى للتلفزيون اليابانى بالإتفاق مع الحكومة المصرية على أن يتم إزالة هرم “التجربة” الصغير بعد اكتماله وتنظيف المنطقة بالكامل وإعادتها إلى ما كانت عليه. ولكن رغم العقول اللامعة التى شاركت فى التجربة،تعرض الفريق لعدة صدمات مُحيرة :فى البداية وجد الفريق أن مسألة قطع الأحجار التى تزن كل منها 4 أطنان باستخدام أدوات بدائية مثل الأزاميل وغيرها مسألة صعبة للغاية وتتطلب تكلفة ضخمة ووقتا طويلا جدا ،لذلك قررو تقليل ارتفاع الهرم من 20 إلى 10 أمتار فقط،وتخفيض وزن الحجر من 4 إلى 1 طن فقط،واستخدام المناشير الهربائية فى عملية القطع،والتى كانت أول استخدام لهم للتكنولوجيا فى انتهاك لهدف التجربة ،ولاحقا اكتشف الفريق فشل كل الوسائل:فقد فشل نقل الأحجار من طره إلى هضبة الجيزة عبر النيل على أطواف خشبية أو حتى قوارب،لذلك استخدموا التكنولوجيا للمرة الثانية حيث نقلوا الأحجار على السفن المسطحة .وعندما وصلت الأحجار إلى الشواطىء القريبة من الهرم ،لم يتمكن حوالى 50 عاملا من تحريك حجر واحد سوى بضعة سنتيمترات ،مما يعنى أن التجربة قد تستغرق عدة سنوات فقط لنتمكن من نقل الأحجار من نهر النيل إلى مكان البناء ،لذلك اضطروا إلى مد سكة حديدية لنقلها.وبالطبع عجزو عن نقل الأحجار إلى مكانها أعلى الهرم،الأمر الذى دفعهم لاستخدام الرافعات لتكديس الحجارة…حتى وصل الأمر بهم إلى استخدام طائرة مروحية لترصيب الحجارة بدقة فى أماكنها !! وعلى الرغم من أن الفريق تمكن فى النهاية من بناء هرم بطول 10 أمتار فقط (هرم خوفو يرتفع 146 مترا) المكان المحدد بجوار أهرامات الجيزة ،إلا أن التجربة أثبتت فشلها بكل المعايير،بعد أن اضطر الفريق لإبى استخدام أكثر من وسيلة تكنولوجية لإكمال عملية البناء. ليظل السؤال يتردد وتظل الحيرة ساكنه فى العقول والقلوب ..كيف قطع القدماء الأحجار بهذه الدقة؟كيف نقلوها عبر النيل؟كيف وضعوها بهذه الدقة فى أماكنها أعلى الهرم؟والأهم كيف فعلوا ذلك فى 27 عاما فقط؟ لا توجد إجابات مؤكدة حتى الآن ..إحتاج بناء الهرم 27 عاما و100 ألف عامل ،ومعظم أحجاره بوزن طن ! 2. 5 تشو هونج جون وفى عام 2021 م قدم باحث المصريات الكورى الجنوبى (تشو هونج جون) كتابا جديدا بعنوان( لغز الهرم الأكبر).. واضعا إفتراضيته عن كيفية بناء الهرم الأكبر وهى افتراضية جديرة بالطرح والمناقشة فى البداية يؤكد على أن افتراضيته يفهمها المهندسون المعماريون بشكل أفضل ، لكن غير المهندسين المعماريين لا يفعلون ذلك في كثير من الأحيان.وتعتمد فرضية الباحث على أن بناء هرم مربع بأرتفاع 146 مترا وقاعده 230 مترا كهرم خوفو صعب جدا ،ولكن الأسهل والمنطقى أن يتم ذلك على قاعدة شبة المنحرف (وفى علم الرياضيات قاعدة شبة المنحرف إحدى طرق الحساب التقريبى للتكامل المحدد). ويذكر أنه جاء فى كتاب ميروسلاف فيرنر بعنوان الأهرامات-الذى نشر منذ 20 عاما- أن الأهرامات التى تُعد معجزات العالم هى التى فى مصر والتى تشبهها اهرامات المكسيك ،لكن أهرامات المكسيك تختلف بشكل ملحوظ عن الأهرامات المصرية حيث أن الأهرامات المصرية تتربع فى القمة. وفى كتاب عالم المصريات الأميركى مارك لينر بعنوان( الهرم الكامل) تحدث عن عظمة وصعوبة الوصول إلى قمة مربعة مثل الهرم الأكبر ،واتفق الباحث الكورى الجنوبى تشو هونج جون مع عالم المصريات اليابانى يوشيمورا فى أنه من الممكن الوصول إلى أرتفاع 80 مترا باستخدام طريقة المنحدرات بعدها يتعذر الأرتفاع بسبب ضيق الممرات وعظم الإرتفاع كما جاء على لسان الباحث الكورى: حيث يصبح العرض أضيق ، ويصبح الطول أقصر. وقد يحتاج الأمر لإنجاز ما تبقى من ارتفاع إلى استخدام الطائرات العمودية. ويفترض الباحث الكورى أن ما تم استخدامه من أحجار يماثل 600 مليون طن باستخدام المنحدرات- ليصلوا إلى أرتفاع الهرم الأكبر 146 مترا بقاعده 230 مترا ،حيث يصل عدد الطبقات الحجرية فى الهرم الأكبر حوالى 200 طبقة،ويبلغ الجزء السفى من تلك الطبقات حوالي 1.5 متر، ويصغر عموماً عند صعوده، ويبلغ الجزء العلوي حوالي 60 سم.. وبهذا سيتواجد بداخله مجمع جزئى من 600 مليون قدم مربع،ثم يفترض أن بعد الوصول إلى أعلى نقطة فى الهرم كان عليهم إزالة 200 مليون طن من الحجر من الخارج- وربما تم تدوير هذه الأحجار لاحقا فى بناء الأهرامات الصغيرة الخاصة بزوجات الملك – والنزول على منحدر 51.5 درجة. وحيث أن حلم كل باحث أن يأتي باكتشاف أو حقيقة تؤكد نظريته بلا شك،فأننا نطرح تلك الإفتراضية على المتخصصين فى مجال العمارة والآثار ؛لتفنيدها والوقوف على ما فيها من مواطن القوة ونقاط الضعف.

مشاركة :