ارتفعت الأسواق الآسيوية بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ يونيو / حزيران 2006. ورفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأساسي إلى ما بين 0.25 في المئة و0.5 في المئة، بعدما كان يتراوح في السابق بين صفر في المئة و0.25 في المئة. وارتفعت جميع أسواق الأسهم الآسيوية الرئيسية بعدما قال الاحتياطي الفيدرالي إن الاقتصاد الأمريكي يقدم أداء جيدا. وأغلق مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية على ارتفاع بـ 303.65 نقطة، أو 1.6 في المئة عند 19,353,56. وارتفع الدولار مقابل الين إلى 122.57 مقابل 122.26 في اليوم السابق، على الرغم من انخفاضه بعد ذلك إلى 122،28 ين. ويعد انخفاض سعر الين شيئا جيدا بالنسبة للمصدرين الكبار في اليابان. وفي أستراليا، أنهى مؤشر S&P/ASX 200 اليوم على ارتفاع بنسبة 1.5 في المئة عند 5,102.01 ،في حين أغلق مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية على ارتفاع بنسبة 0.4 في المئة عند 1,997.96. وكان قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة متوقعا على نطاق واسع، وقال محللون إنه يعكس درجة من التفاؤل لأكبر اقتصاد في العالم. وقال شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار وكبير الاقتصاديين في مؤسسة إيه إم بي كابيتال في سيدني:هذه الخطوة تعكس الثقة في التعافي المستمر للاقتصاد الأمريكي بعد الأزمة المالية الكبيرة. وأضاف: نظرا لمخاطر الانكماش المستمر والنمو العالمي المتباطئ، من المحتمل أن تتسم قرارات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية بشأن رفع سعر الفائدة بالحذر والتدرج. وأردف: قرار الاحتياطي الفيدرالي غير معتاد، لكن من المحتمل أن تستأنف الأسهم العالمية اتجاهها التصاعدي، وسيكون الحال كذلك مع الأسهم الأمريكية التي تعد دون المستوى نسبيا. وانخفض الدولار الأسترالي في البداية مقابل الدولار الأمريكي، لكنه تعافى في وقت لاحق لشراء 72.12 سنتا أمريكيا. وتأمل أستراليا أن ترى عملتها تضعف أمام الدولار خلال الأشهر المقبلة. وقال أوليفر إن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية سيساعد على الحفاظ على الضغط المتراجع على قيمة الدولار الأسترالي خلال عام 2016. فرحة عيد الميلاد وقال محللون إن حقيقة أن الاحتياطي الفيدرالي كان قادرا على رفع سعر الفائدة يعني أن الاقتصاد الأمريكي بات أخيرا في وضع يمكنه من الصمود أمام هذه الخطوة. وقال أنغوس نيكولز، من مجموعة آي جي ماركتس: السؤال لكثير من المستثمرين الآن هو ما إذا كان هذا الزخم في أسواق الأسهم من المرجح أن يتطور ليصبح ارتفاعا لأسواق الأسهم قرب أعياد الميلاد حتى نهاية العام. وأضاف: تشير التوقعات إلى أنه لن يكون هناك مزيد من تحركات السوق خلال الأسابيع المقبلة، علاوة على أن المسار الذي يتبناه الاحتياطي الفيدرالي للمستقبل لا يزال حذرا، ولذا يبدو أن هناك فرصة جيدة لحدوث ذلك. وأردف: من الجدير بالذكر أن يوم 16 ديسمبر / كانون الأول هو بداية موسم سانتا رالي، لذلك فإن هذا هو التوقيت الذي يجتمع فيه الاحتياطي الفيدرالي لكي يجلب بعض الفرحة في عيد الميلاد لأصحاب المحافظ الاستثمارية. في الصين وكانت أسواق الصين أيضا في المنطقة الإيجابية يوم الخميس، إذ ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.53 في المئة عند 21,820 في تعاملات بعد الظهر. وأغلق مؤشر شنغهاي المركب على ارتفاع بنسبة 1.8 في المئة عند 3,580.00. وسمحت بكين بانخفاض اليوان للجسلة العاشرة على التوالي، إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ منتصف عام 2011. وفي وقت سابق من يوم الخميس، رفع البنك المركزي في هونغ كونغ المعدل الأساسي الذي يفرضه من خلال الخفض المفاجئ بواقع 25 نقطة أساس ليصل إلى 0.75 نقطة. وقالت كاريشما فاسواني، مراسلة بي بي سي للأعمال في آسيا من المرجح أن تؤثر هذه الخطوة على أسعار العقارات – وسوف تصبح أكثر تكلفة لأصحاب المنازل الراغبين في الاقتراض – وتأتي بعد تحرك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الليلة الماضية. وسوف تأتي قرارات البنوك المركزية الأخرى يوم الخميس من الفلبين وإندونيسيا - رغم ان المحللين لا يتوقعون منهم تحريك أسعار الفائدة. وأضافت فاسواني: لقد وقعوا في مأزق مواجهة تباطؤ النمو، لذا فهم بحاجة إلى خفض أسعار الفائدة، لكن لا يستطيعون القيام بذلك بقوة لأن عملاتهم سوف تضعف.
مشاركة :