أعتَبرُ نَفسي بَحرًا مِن بحُور اللُّغة اليَابسة، التي تَطّلِع عَلى المَعَاني، ومَا وَرَاء المَعَاني، ولَكنَّني أقف -كَما يَقف الحِمَار في مُنتَصف الطَّريق- أمَام تَعريف الحَظّ، ومَا هو؟ فأنَا أسمَع دَائمًا أحدُهم يَقول: (حَظِّي سيّئ)، وآخَر يَقول: (أنَا حَظِّي قَوي)، وثَالث يَقول: (دُنيا حظُوظ.. دُنيا حظُوظ.. والله رمى حظِّي مَعَاك)..! لَم أجَد مَن يُعرِّف لِيَّ الحَظّ، ولَكنَّهم تَكلَّموا كَثيرًا عَن دَوره في حيَاة الإنسَان، فهَذا الفَيلسوف "راسل" يَقول: (لَيس للجَاهِل سوَى الحَظّ في تَفوّقه وإخفَاقه)، في حِين يَقول "براي": (الحَظّ يَصنع النّجَاح).. وإذَا كَان "سقراط" يَقول: (الحُبّ أعمَى)، فإن "شيشرون" يَقول: (الحَظّ أعمَى)..! ومَا دُمنا عَاجزين عَن تَعريف الحَظّ، فلنَتَكَلَّم عَن أوقَاته، فمُشكلة الحَظّ أنَّه مِثل الهمُوم، لَا وَقت مُحدّد لحضُوره، لذَلك يَقول الإنجليز: (إذَا دَقّ الحَظّ بَابك، سَارع إلَى فَتحه)..! كَما أنَّ الحَظّ أحيانًا يَأتي في غَير الأوقَات الرَّسميّة، فأهل اليُونَان يَقولون: (الحَظّ يُقبِل عَلى المَرء وهو نَائِم)، وأجمَل مَا في أهل الحظُوظ أنَّهم لا يَعبأون بالنَّصائِح، فهُم لا يَحتَاجونها؛ طَالما الحَظّ هو مَن يَخدمهم، مِن هُنَا قَال الإنجليز: (الرِّجَال المَحظوظون لَيسوا بحَاجة إلَى نَصيحة)..! حسنًا.. إذَا كَان الحَظّ بَعيد المنَال، فمَاذا يَفعل المَرء؟! يَقول "براي": (يَصعب عَلى المَرء بلُوغ أَمَانيه إذَا لَم يُساعده الحَظّ)؛ لِذَا أعتَقد جَازمًا أنَّ كُلَّ مَا يَحتاجه نَادي النَّصر لتَحقيق بطُولة الدَّوري، هو كيلو أو نِصف كيلو مِن الحَظّ..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: لله درّ العَوَام مِن أهلِنَا، فقَد قَال شَاعرهم: لَا قَام حَظّك بَاع لَك واشترَى لك وإنْ طَاح عزي لحَالِي وحَالك! وعِندَما كُنتُ صَغيرًا قُلت لأحدِهم المَثَل الكَاذِب: (أعطني حَظًّا وارمني في البَحر)، ثُمَّ سَحبتُ كَلَامي سَريعًا، لأنَّني لَم أَكُن أُجيد السبَاحة في ذَلك الوَقت..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain