بَين يَديَّ كِتَاب ضَخم اسمه "قُصر الكَلَام"؛ للكَاتِب السَّاخِر المِصري الكَبير "جلال عامر"، أصدَره أبنَاؤه بَعد وَفَاته –رَحمه الله رَحمةً وَاسِعَة-، وقَد بَدَأ الكِتَاب بإهدَاء يَقول: (هَذا الكِتَاب مُهدَى -كَما أرَاد لَه صَاحبه "جلال عامر"، وكَمَا أَهْدَى كُتبه السَّابِقة- إلَى رَفيقة الدَّرب)..! والكِتَاب حِزْمَة عَاطفيّة تَفيض حُزناً وشَوقاً إلَى "جلال" الذي رَحَل، ففي الصَّفحة الأُولَى رِسَالة مِن "زَوجته" لَه، وفي الصَّفحة الثَّانية رِسَالة مِن ابنته "رانيا" لَه، وفي الصَّفحة الثَّالثة رِسَالة مِن ابنته "رهام" له، وفي الصَّفحة الرَّابعة رِسَالة مِن ابنه "راجي" لَه، وفي الصَّفحة الخَامِسَة رِسَالة مِن ابنه "رامي" لَه..! والكَاتِب –أعني الأُستاذ "جلال"- يَستحق الإكبَار، لَيس مِن أبنَائه فَقط، بَل مِنَّا نَحنُ تَلامذته، الذين أهملنَاه حيًّا، ونَسينَاه عِندَما مَات، وهو الذي كَان إضَافَة كُبرَى لميدَان الكِتَابة السَّاخرة في الوَطن العَربي، وحتَّى لا يَطول المَقال، دَعوني أقتَبس شَيئاً مِن ضوء سُخريّته، عَلى مَدَار حَلقتين، لَعلَّنا نُعيد شَيئاً مِن ذِكْرَى أُستَاذنا "جلال"، الذي رَحَل مُنذ سَنوَات، وضَاع في زَحمة أخبَار مِصر؛ التي تَنَازعتها الثَّورة والدَّمْعَة والعَبْرَة..! يَقول "جلال عامر": (في العَالَم العَربي التَّأمين علَى الإنسَان اختيَاري، والتَّأمين عَلى السيّارة إجبَاري).. ويَقول: (الأرزَاق بيَد الله، والأسعَار بيَد "التُّجّار")..! وممّا قَاله أيضاً: (كُلّما نَظرتُ إلَى هَذا المَسؤول؛ تَأكَّدتُ أنَّ الفَسَاد مَوجود في العَالَم كُلّه، وأنَّ مِصر سَوف تَخرج مِن عُنق الزُّجَاجَة عَلى هيئة رَغَاوي)..! أكثَر مِن ذَلك يَقول: (لَا نَنظر أَبداً في مِرْآة مُستَوية تُظهر الحَقيقة، بَل إمَّا مُقعّرة تُظهرنا أكبَر ممّا يَجب، وإمَّا مُحدّبة تُظهرنا أصغَر ممَّا يَجب)..! وأخيراً يَقول أُستَاذنا "جلال": (أسعَد فَترة مَرّت عَلى البَشريّة؛ عِندَما كَان "آدم" –عليه السّلام- وَحده، لأنَّه كَان مِن المُستحيل وَقتها عَقد المُؤتمرَات، أو تَشكيل اللِّجَان والهيئَات التي تُسبّب تَعاسة البَشر)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: عِندَما تَقرأ لأُستَاذنا "جلال عامر" تَشعر بدَهشَة، ويَستولي عَليك الذّهول؛ أمَام بَسَاطة مُفرداته ومُباشَرَتها، مِثل قَوله: (إنَّنا الشَّعب الوَحيد الذي يَستخدم المُخ في السّندوتشات)..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain