أدى الإضراب الذي دخل يومه الثامن الثلاثاء إلى تعطيل الإنتاج والنقل في قطاعات حيوية مثل الصلب والبتروكيماويات والسيارات، مما أدى إلى خسائر بنحو 1,6 تريليون وون (1,2 مليار يورو)، وفقًا لبيانات وزارة التجارة. وكوريا الجنوبية هي أكبر مصدر لرقائق تخزين الذاكرة وموطن سامسونغ، عملاق صناعة الشرائح للإلكترونيات في العالم، بالإضافة إلى كبرى شركات السيارات مثل كيا وهيونداي. يُعد هذا الاضراب آخر اختبار لسلاسل التوريد العالمية التي تواجه بالفعل تحديات بسبب الاغلاق المطول في الصين والحرب في أوكرانيا. كما أنه أول إضراب واسع النطاق يواجهه الرئيس المحافظ المنتخب حديثًا يون سوك-يول، المؤيد للشركات التجارية والذي تعهد باتباع نهج حازم ازاء الاحتجاجات الاجتماعية. توقف السائقون عن العمل الأسبوع الماضي وعطلوا نشاط الموانئ والمصانع في رابع أكبر اقتصاد في آسيا احتجاجًا على إلغاء الحد الأدنى للأجور وارتفاع التكاليف. قال تشو جيونغ جاي، عضو نقابة "تضامن سائقي الشاحنات" لوكالة فرانس برس إن "كل ما نطلبه هو إنهاء حالة عدم اليقين في حياتنا". أعرب سائقو الشاحنات عن "يأسهم" أمام الارتفاع الحاد في اسعار الوقود والتضخم الذي بلغ في كوريا الجنوبية ذروته على مدار عشر سنوات، وفقًا للأرقام الرسمية المنشورة في أيار/مايو. واوضح تشو "عندما تنخفض أسعار الوقود، فإن ذلك يؤدي بسرعة كبيرة إلى انخفاض تكاليف النقل" مضيفاً "لكن الحال ليس كذلك عندما ترتفع أسعار الوقود. مستوى معيشتنا على المحك". "خسائر كبيرة" الثلاثاء، بالقرب من ميناء إنشيون، اصطفت عشرات الشاحنات على الطريق رافعة أعلاماً. تم تنظيم احتجاجات مماثلة في جميع أنحاء البلاد. تظاهر سبعة آلاف شخص في 14 مدينة مختلفة الاثنين، وفقا للحكومة. قال نا هان ميون، وهو سائق سيارات أجرة وشاحنات منذ 44 عامًا، إن معظم السائقين نادراً ما يتم تعويضهم عن ساعات عملهم الطويلة. واوضح "يعمل الكثير منا 17 ساعة في اليوم" و"يمكننا تحمل ذلك" قبل أن يعرب عن أسفه لأن مكاسب هذا الجهد لا تعود إليهم و"يبدو أنه يقصر عمرنا شيئًا فشيئًا". دعا رئيس الوزراء هان دوك-سو خلال اجتماع للحكومة الثلاثاء، إلى إنهاء الإضرابات، قائلا إنها توجه "ضربة قوية للغاية" لاقتصاد البلاد المعتمد على الصادرات. واضاف "هذا يسبب ضررا كبيرا لشبكة اللوجستيات". لكن المضربين يقولون إنهم مصممون على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم. وقال لي سونغ هو، وهو سائق شاحنة منذ أكثر من 30 عاما، لوكالة فرانس برس "لن نتوقف حتى تتم الاستجابة لمطلبنا، لأن كل ما نحققه بالتراجع هو التنازل عن حقوقنا". وتجري مفاوضات، لكن المعارضة تتهم الحكومة بتأجيج التوتر من خلال اتباع سياسة "معادية" تجاه العمال. في الأسبوع الأول من الإضراب، تم توقيف 23 عضوا من نقابة تضامن سائقي الشاحنات بتهمة ممارسة "أنشطة غير قانونية" مثل "ارباك" حركة المرور، وفقا لوزارة النقل في البلاد.
مشاركة :