الجيش السوري يدخل منبج بتنسيق مع قسد لمواجهة اجتياح تركي محتمل

  • 6/13/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سمحت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المعارضة الأحد للقوات الحكومية السورية بالدخول إلى منطقة منبج لتعزيز مواقعها، تحسبا لهجوم من جانب تركيا وفصائل سورية موالية لها على المدينة وريفها. وأكدت مصادر في مجلس مدينة منبج المحلي أن رتلا عسكريا تابعا للجيش السوري توجه إلى مناطق سيطرة قسد غرب المدينة. وقالت المصادر "أمام الضغط التركي توصلت قوات قسد والقوات السورية برعاية روسيا إلى اتفاق سمحت بموجبه للقوات السورية بالدخول، بعد منعها رتلا عسكرية قبل ثلاثة أيام". وتواصل قوات قسد والقوات الحكومية تعزيز نقاطها على خط الجبهة الشمالي والغربي، تحسبا لأي عملية عسكرية تقوم بها فصائل المعارضة المدعومة من الجيش التركي. وكشف قائد عسكري في المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا أن "فصائل المعارضة أصبحت في كامل الجاهزية لبدء عملية عسكرية، وأنهت جميع مناوراتها بالتعاون مع الجيش التركي للتقدم باتجاه بلدة تل رفعت ومدينة منبج وعين العرب بريف حلب الشرقي، لطرد عناصر قسد التي تسيطر على تلك المناطق". وحذّرت شخصيات سورية معارضة من محاولة تركيا "تتريك" مناطق شمال سوريا، من خلال جعلها تابعة بشكل كامل لأنقرة وإقصاء حقيقي للمعارضة السورية الوطنية. وأكد الباحث السياسي السوري أحمد الرمح أن "تركيا تسيطر بشكل حقيقي على كل مناطق شمال سوريا من خلال حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام "جبهة النصرة"، والتي تسيطر على مناطق محافظة إدلب والحكومة المؤقتة التي تسيطر على ريفي حلب الشمالي والشرقي ومناطق ريف الرقة الشمالي ومنطقة رأس العين في محافظة الحسكة". وأضاف الرمح أن "تركيا تسيطر على مناطق الحكومتين (المؤقتة والإنقاذ)، وذلك من خلال الإخوان المسلمين، فحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام الجناح الخدمي بشكل كامل تحت سيطرة الإخوان، وكذلك الأمر في الحكومة المؤقتة، وأغلب المنظمات الإغاثية العاملة في مناطق سيطرة الحكومتين هي تحت سيطرة الإخوان المسلمين، الذين يريدون السيطرة على الشارع من خلال سلة المساعدات التي يقدمونها للأهالي والنازحين". وأكد مصدر رفيع في المعارضة السورية، رفض تسميته، لـ"د.ب.أ" أن "سيطرة الإخوان المسلمين على الشمال السوري هو بتفاهم تركي - إيراني - قطري نظرا للعلاقات المميزة بين الإخوان والدول الثلاث، ومن أجل أن تكون إدارة ملفات مناطق شمال سوريا بيد الإخوان الذين ضغطوا على فصائل المعارضة بداية من عام 2013 لإطلاق سراح نحو 40 شخصا إيرانيا، اعتقلتهم فصائل المعارضة عند دخولهم من تركيا . وأضاف المصدر "رغم العداء الكبير بين فصائل المعارضة السورية وإيران باعتبارها الداعم الأكبر للنظام السوري، نجد تنسيقا كبيرا بين إيران والإخوان المسلمين سواء مع حركة حماس التي وقفت إلى جانب الثورة السورية أو مع حزب الإصلاح اليمني الذي يقف إلى جانب الحوثيين ضد الحكومة اليمنية المدعومة من بعض الدول الخليجية، ووصل الأمر إلى قتال فصائل عسكرية بقيادة الإخوان المسلمين لفصائل تابعة للجيش السوري الحر تتلقى دعما خليجيا، لإنهاء وجودها في الشمال السوري". وبيّن الرمح أن "عداء إيران لبعض دول الخليج العربي ليس فقط على مستوى الملف السوري، بل عملت إيران بكل قوتها ونفوذها لدفع جماعة الحوثي، التي هي الإسلام السياسي الشيعي، إلى التفاهم والاتفاق مع حزب الإصلاح الذي يمثل الإسلام السياسي السني، وحولا اليمن من يمن سعيد إلى يمن تعيس، بل هو تكرار للتجربة العراقية حيث دعمت إيران تقاسم السلطة السياسية بين الإخوان المسلمين وحزب الدعوة بقيادة نوري المالكي". ويختم الباحث الرمح "نحن الآن أمام عملية عسكرية تركية هي الأكبر في الشمال السوري وترتيب أوراق الشمال بعد إنهاء العملية العسكرية، وتختتم باتفاق وتفاهم روسي - تركي من أجل إعادة إعمار مناطق شمال سوريا بدعم قطري - كويتي، لبناء بلدات سكنية في الشمال السوري وإعادة حوالي مليون لاجئ سوري إلى تلك البلدات السكنية لتأمين صوت انتخابي لهم في المستقبل، وتركيا لا تبحث عن مكاسب آنية، بل تعمل بشكل استراتيجي طويل الأمد والسيطرة على المنطقة من الإخوان وزعيم جبهة النصرة أبومحمد الجولاني". وتحشد فصائل المعارضة والجيش التركي الآلاف من المقاتلين في مناطق شمال سوريا لبدء عملية عسكرية، تسيطر بموجبها على مناطق في ريف حلب الشمالي والشرقي وريفي الرقة والحسكة وطرد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد بأن بلاده ستواصل استكمال الخط الأمني على حدودها الجنوبية (شمالي سوريا) عبر عمليات جديدة. وأكد مطلبه بإقامة منطقة أمنية بعمق 30 كيلومترا شمالي سوريا، والتي سوف يتم تحقيقها عبر إزاحة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا. وشدد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية على أن بلاده ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها.

مشاركة :