محمد المر: الكتاب الورقي سيتعايش مع الوسائل الحديثة

  • 12/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي السابق، أن الكتاب الورقي مستمر، وأنه سيتعايش مع الوسائل الحديثة على الرغم من كل التقدم التكنولوجي وتطور وسائله، وأن الكتاب لا ينافس وسائل الاتصال الحديثة، لأن الفكرة الأساسية من الكتاب، بغض النظر عن شكله، هو القراءة وأنه هو خزائن تجارب المفكرين وممن نقلوا تجاربهم لنا لنستفيد منها في حياتنا وسلوكنا. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها المر أثناء افتتاح المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي فعاليات الاحتفالات بيوم اللغة العربية، بحضور إبراهيم بو ملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للشؤون الثقافية والإنسانية، وعبد الله غباش وزير الدولة، وعبد الرحمن المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، وعبد الغفار حسين رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، وعدد من المسؤولين وممثلي الجهات الحكومية. استعرض المر في محاضرته عن الكتاب في عصر وسائل الاتصال الحديثة وتطور الكتابة في جميع الحضارات القديمة، منذ بداياتها الأولى والتطورات التي بدأت بالكتابة الهيروغليفية إلى السومرية إلى أن وصلت الكتابة الأبجدية التي انتشر من خلالها تدوين المعارف المختلفة، وظهرت الكتب في أماكن عديدة من العالم، حيث كان الكتاب المخطوط في بداياته الأولى محصورا على النخبة من الملوك والوزراء والوجهاء، وكان الكتاب على هذا الأساس قليل الانتشار، ولكن الكثير من أمهات الكتب المخطوطة على أشكال مختلفة الوسائل القديمة في بلاد مختلفة من مواقع الحضارات القديمة من العالم، والتي للأسف دمرتها بعض التصرفات المتطرفة والبربرية ، دمرت ولا تزال تدمر هذه الحضارات القديمة وأشار المر إلى أن للعرب والمسلمين عدداً كبيراً من المخطوطات والأدب البشري القديم والذي وصل إلينا من قديم الحضارات. وذكر بأن الكتابة تطورت مع تطور الحضارات حيث ساهمت في تطور العلوم البشرية الأخرى وساهمت في تطوير علومها. وأشار إلى أن الكتابة في عصور العرب تطورت بشكل كبير من خلال الدين الإسلامي وتطورت معها فنون الكتابة كالخطوط العربية المتنوعة، كما شهدت العصور الإسلامية المتعاقبة تطورا كبيرا في الطرح للعديد من الموضوعات التي كتبت من خلال أعظم المخطوطات في المكتبات المختلفة، حيث كان هناك آلاف المخطوطات التي بها إبداع ثقافي ديني فلسفي. وفي أوروبا عند انتهاء الحضارة الرومانية، نشطت الكتابة في العصور البيزنطية، بل كانت المخطوطات حكراً على فئة معينة من الناس. ثم جاءت الثورة عند اختراع الطباعة التي قدمها غوتنبيرغ، وأول ما طبع هناك الكتاب المقدس ، حيث كان يكتب ويباع وكانت آخر نسخة منه بيعت بمبلغ ٢٠ مليون دولار، فيما بيعت أغلى مخطوطة ب ٣٠ مليون دولار، وهناك العديد من الكتب القديمة والمخطوطات التي بيعت للعلماء والكتّاب. وقد ساهمت الطباعة في إحداث ثوره كبرى في التفكير البشري، حيث حدث انتشار عام في الأفكار مما ساهم في تقدم العلوم البشرية، وتطورت في العديد من المجالات كالملاحة التي ساهمت بدورها في اكتشاف الأمريكتين. وأشار المر إلى أن أهم المطابع في ذلك الوقت كانت مطبعة محمد علي باشا والتي كانت الأهم من حيث الدور والأثر والتغيير من مطبعة فرنسا ، حيث كان لها دور كبير في طباعة العديد من الكتب العلمية في مجال العلوم كالهندسة والطب وغيرها من المجالات. يذكر أن الكتاب انتشر بفضل الطباعة، وانتشر من خلال التعليم الذي ساهم في نشره للعديد من الفئات بعد أن كان مخصصا لفئة النخبة، وذكر بأن الفضاء الثقافي اتاح كذلك نشره للكتب وإتاحتها لأكبر الشرائح من خلال المكتبات التي ساهمت في نشر الثقافة من خلال مئات آلاف الكتب التي ساهمت في تثقيف الملايين من افراد المجتمع في مختلف البلدان. وأضاف أن صناعة الكتاب التي بدأت بالألواح والمخطوطات والنقوش والرقع الجلدية ثم الورق الذي جاء من الصين وساهم ذلك في نشأة صناعة الكتاب في أوروبا وانتشاره لكافة أفراد الشعب خصوصاً بعد إدخال العديد من الفنون الجمالية في صناعة الكتب كالرسومات والتطور والمراجع والنشر والصناعة. وقد استمر الكتاب في هذه الثورة حتى وصل إلى وقتنا الحالي مع الثورة الإلكترونية، حيث بدأ الناس معها يتنبؤون بموت الكتاب. وأشار المر إلى أن ذلك غير صحيح حيث هناك العديد من الإيجابيات والسلبيات في العديد من الجوانب . واستعرض المر تطور الرقمنة في الكتب والتي بدأت عند نشر المايكروفيلم من خلال تحميل الكتب على هذه المواد ونشرها عبر المكتبات. وذكر أن احد ابرز المشاكل لرقمنة الكتب هي حقوق الطبع والتأليف كما فتحت التكنولوجيا الحديثة آفاقا كثيرة للقارئ، كما أن جو الكتب في ظل هذه الوسائل الحديثة ما زال نفسه، وذلك لأن الحروف والإخراج هو نفسه وذلك أنه من الصعب الاستغناء عن الكتاب رغم تطور كافة الوسائل الحديثة والظروف، وعلى الرغم من ذلك سيتم التعايش مع جميع الظروف والوسائل الحديثة. وعن النصائح للتشجيع على القراء قال المر لابد ان تكون هناك بيئة محفزة للقراءة من خلال بيت يشجع للقراءة من خلال تشجيع الوالدين، ولابد من أن تكون المدارس تشجع على ذلك أيضاً ولا بد من وجود أجواء ومكافآت لتشجيع القراءة، كما هو موجود عند الغرب كإرسال افضل الكتب للقراءة، ووجود ظاهرة القراءة الجماعية للكتب وتشجيع وسائل الإعلام لدعم المؤلفات من خلال تسليط الضوء على مختلف الكتب ومناقشتها. ولد الكاتب محمد أحمد المر في إمارة دبي عام 1955، وواظب على التحصيل العلمي منذ نعومة أظفاره، حتى وقع في قصة حب مع الحرف المكتوب، فانطلق في إبداعاته المدرسية من خلال الصحافة المدرسية، وحصص التعبير، والإنشاء، أنهى دراسته الجامعية في جامعة (سيرا كيوس ) في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عاد إلى دولة الإمارات كاتباً مولعاً بالقصص التراثية الشعبية العربية حيث أثرى مخيلته الإبداعية، وتأثر بالأخص بملاحم الأميرة ذات الهمة، وسيف بن ذي يزن، وتغريبة بني هلال، وعنترة بن شداد، وألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، وغيرها. ترجمت له مجموعتان قصصيتان هما: (أقاصيص من دبي)، و( غمزة الموناليزا )، وتميز أدبه بما يسمى: ( أدب الرحلات )، فقد اشتهر بمحاورة الأماكن التي زارها، يكتشفها، ويتعرف إليها كل مرة. أصدر محمد المر العديد من المجموعات القصصية مثل: ( حب من نوع آخر )، (سحابة صيف )، ( فيضان قلب )، وترجمت مجموعته (قصص دبوية) إلى لغات أخرى، وجمعت مقالاته الصحفية في عدة كتب منها: ( آمال وطنية )، و( عجائب الدنيا )، و(حول العالم في 22 يومًا ). فريق لغة الضاد -بلدية دبي حصد فريق لغة الضاد -بلدية دبي جائزة الإمارات للجودة كأفضل مبادرة تدعم اللغة العربية، والفريق لديه العديد من الإنجازات للتشجيع على الإطلاع والقراءة، حيث استطاع منذ عام 2014 من تنظيم 57 محاضرة استفاد منها نحو 2000 شخص، و 5 دورات للخط استفاد منها 200 شخص، 34 معرض خط استفاد منها أكثر من 4 آلاف شخص، و 4 دورات للموظفين استفاد منها 800 موظف، و 4 ندوات استفاد منها 932 شخصا، وأمسيتان شعريتان بالإضافة إلى العديد من المبادرات الأخرى والتلميحات اللغوية والنشرات التثقيفية.

مشاركة :