"كرنفال القرود الثلاثة" رواية تونسية في مدح الهشاشة

  • 6/16/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

“كرنفال القرود الثلاثة” هي الرواية الأولى للقاص والمترجم التونسي وليد أحمد الفرشيشي. ومع أن الكاتب يوطّن أحداث روايته في تونس، ويتخذ من الإنسان التونسي عينة، إلا أن براعته كسارد، وقوة يديه على مسك الحكايات، وربما أيضا سرعة بديهته في النجاة من العثرات جعلت الرواية تتجاوز ما هو تونسي إلى ما هو عربي على نحو خاص، وما هو إنساني عموما. يمكننا اعتبار الرواية، الصادرة أخيرا في طبعتها العربية عن منشورات المتوسط – إيطاليا، رواية في مدح الهشاشة، والتآكل الداخلي للإنسان، والعوالم السفلية. رواية في مدح الهشاشة والتآكل الداخلي للإنسان والعوالم السفلية في هذا العمل ينحاز الروائي إلى العنف اللغوي، والجرأة الأدبية التي تعري الوقائع وتصف، بسخاء، الكارثة بمسمّياتها، في ظلّ قسوة التحوّلات والعنف الأعمى الذي تمرُّ به بلادٌ تخلَعُ عنها جلدَ الدكتاتورية، وكيف يكون الحب، في النهاية، خلاصا، يهتز له الضوء في آخر النفق. في الرواية استدعاء عبقري للحكمة اليابانية القديمة حول وضعية القرود الثلاثة المعروفة، والتي تقول إن الشر يحارب بالعمى والصمم والخرس. وتواجهُ هيام الراوي بالحقيقة الجارحة، قائلة «أنت فضلت العمى، وسارة اختارت أن تغرق داخل أصواتها الداخلية، أما شبحك الإرهابي فرأى الشر بعينيه لكنه أغلق فمه ومضى إليه». وبين هذا الثلاثي، الرّاوي وسارّة والشبح “ك” قاتل الشهيد شكري بلعيد، يروي لنا الفرشيشي، بأسلوب سردي محتدم، وحس ساخر لاذع، حكاية تونس المضطربة، التواقة إلى الحرية والغارقة في المآسي، محاولا الإجابة على سؤال جوهري: ما الذي يحدث حين تدير ظهرك للحياة؟ ويذكر أن وليد أحمد الفرشيشي كاتب ومترجم تونسي من مواليد تونس العاصمة 1980. عمل بالصحافة المحلية والعربية كما قدم برامج إذاعية وتلفزيونية. صدر له “وحيدا أصعد إلى السماء” (شعر 2013)، و”لم أكن حيّا بما يكفي” (شعر 2014)، و”تونسيون.. أحيانا” (تحليل سياسي 2015)، و”حكايات نيئة” (قصة قصيرة 2016)، و”الرجل الذي” (قصة قصيرة 2017). كما ترجم وليد الكثير من الروايات والكتب إلى اللغة العربية ومنها “اللص” لتوفيق بن بريك، “الليلة العجيبة” لستيفان تسفايغ، “يرى عبر الوجوه” لإيريك إيمانويل شميث، “مذبح الموتى” لهنري جيمس. وهو حاصل على العديد من الجوائز الأدبية والإبداعية.

مشاركة :