كتب - طوخي دوام: تفاعلت بورصة قطر إيجابيا مع الإعلان عن تفاصل الموازنة العامة للدولة لعام 2016، لتنهي تعاملات أمس في المنطقة الخضراء ، واستفاد مؤشر السوق من هذه الأجواء ليواصل حصد النقاط مواصلا بذلك ارتفاعه للجلسة الرابعة على التوالي. وقال اقتصاديون وخبراء: إن الأرقام التي حملتها الموازنة الجديدة انعكست إيجابا على السوق وخلق نوع من التفاؤل بمستقبل السوق الفترة المقبلة ، مشيرين إلى أن أداء السوق واصل المكاسب، مدعوما بتعزيز ثقة المستثمرين بالسوق وهو ما دفعهم الى الدخول في عمليات شراء متواصلة قادت مؤشر السوق ليسجل ارتفاعه للجلسة الرابعة على التوالي. وأضافوا : أن المؤشرات الإيجابية التي حملتها موازنة 2016 ، ساهمت في بث التفاؤل في نفوس المستثمرين ، بالإضافة الى تدفق المزيد من الاستثمارات الى السوق، خصوصا أن الموازنة الجديدة حملت الكثير من الأخبار الجيدة والتي بعثت بمزيد من التفاؤل إلى مختلف القطاعات . وأكدوا أن هذه الموازنة سيكون لها انعكاسات إيجابية على مختلف قطاعات الدولة عامة، لما حملته من إشارات قوية تؤكد اهتمام القيادة بالتنمية في مجالاتها كافة، وبينوا أن الميزانية تؤكد نجاح الخطط الاقتصادية والتنموية في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، مشيرين إلى أن السياسة النقدية التي تنتهجها الدولة سياسة متوازنة لتنويع القاعدة الاقتصادية للدولة، لتخفيف الاعتماد على أسعار النفط. وأشاروا الى أن الأرقام التي حملتها الموازنة العامة للدولة عززت من أمل وطموحات الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال الذين يرون أن الاستمرار في المشروعات يعطي ثقة لهم لمواصلة أعمالهم ومشروعاتهم ويفتح أمامهم مجالات واسعة للاستثمار في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية ويعطي الثقة للمستثمرين الأجانب في أن الاقتصاد القطري مازال قويا ويحتوي على فرص استثمارية واعدة. ويرى الخبراء أن الموازنة العامة للدولة تعكس قوة الاقتصاد القطري رغم التحديات والصعوبات التي تواجهها الاقتصادات العالمية خاصة المتعلقة باستمرار انخفاض النفط ، مشيرين الى أن الاقتصاد القطري شهد في السنوات الأخيرة نهضة عمرانية كبيرة ونموا متواصلا وهو ما ساهم في دعم استكمال مسيرة التنمية والتي تشهده قطر في الفترة الحالية. وحملت تعاملات أمس إشارات جديدة حيال المسار المرتقب للبورصة الفترة المقبلة ،بعد أن عززت عمليات "شراء استباقية" قام بها مستثمرون ومؤسسات لأسهم قيادية ومنتقاة من مكاسب البورصة بالتزامن مع اقتراب إعلان نتائج أعمال الشركات السنوية، ويدخل السوق ابتداء بالفترة المقبلة مرحلة جديدة من الترقب بالتزامن مع قرب انتهاء العام، وبدء الإعلان عن موسم إفصاح الشركات عن نتائجها المالية ، والتي تحدد إلى حد كبير اتجاه السوق الفترة المقبلة لما يمثله البنك من ثقل كبير في السوق ويعتبره الكثيرون مؤشر نتائج باقي الشركات. ارتفاع السوق وفي هذا الإطار قال المستثمر يوسف أبو حليقة : إن ارتفاع السوق أمس يعود إلى أسباب متعددة منها الإعلان عن تفاصيل الموازنة العامة للدولة للعام 2016، التي خلقت نوعا من التفاؤل لدى المستثمرين، بالإضافة إلى ترقب نتائج الشركات السنوية والتي من المتوقع أن تكون إيجابية وتعزز مكاسب البورصة. وأضاف: إن الأرقام التي تتضمنها موازنة قطر لعام 2016 ، سيكون لها مردود إيجابي على البورصة خلال الفترة المقبلة، مشيرا الى أن تأكيد الدولة على الاستمرار في تنفيذ مشاريع البنية التحتية تعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد القطري . واستطرد أبو حليقة بقوله إن بورصة قطر تعد من الأسواق المتماسكة والقوية لتوافر عوامل دفع إيجابية كبيرة أهمها وجود الصناديق الاستثمارية إضافة إلى وجود سيولة كبيرة وتدفقات نقدية من خلال تزايد أعداد المستثمرين ودخول مستثمرين أفراد وأجانب للاستثمار في السوق المحلي كما أن العمل الجاري والإنفاق الحكومي للمشاريع سيعززان من قوة ومتانة السوق نحو الاتجاه التصاعدي نافيًا وجود أي مخاوف من انخفاضات كبيرة. الإنفاق على المشاريع من جانبه قال طه عبد الغني مدير عام شركة نماء للاستشارات المالية إن أبرز ما جاء في موازنة الدولة لعام 2016 هو استمرار النمو في الإنفاق على مشاريع البنية التحية، وأشار الى أن الموازنة الجديدة حملت في طياتها تحسين وتطوير الخدمات وذلك يدل على اهتمام الدولة في المقام الأول بالمواطنين وفي التخفيف من معاناتهم، وبين أن الأرقام التي تضمنتها الموازنة تؤكد نجاح الخطط الاقتصادية والتنموية في مختلف القطاعات، ومن بينها إعطاء دور أكبر للقطاع الخاص لكي يؤدي الدور المطلوب منه في المرحلة الراهنة والمستقبلية وأوضح أن مؤشرات الموازنة الجديدة تمثل نموذجاً لجذب الاستثمارات الأجنبية في ظل الظروف الحالية، وتعكس مدى حرص الحكومة على مواصلة مسيرة النمو والاستمرار في تنفيذ المشروعات الاقتصادية ومشروعات البنية التحتية بما يحافظ على مناخ استثماري بعيد عن مخاوف الانكماش الاقتصادي المسيطرة على معظم الأسواق بسبب الأزمة. وعن توقعاته لأداء السوق الفترة المقبلة أشار عبد الغني إلى أن الأجواء الإيجابية التي تحيط بالسوق المالي تعزز من فرص مواصلة ارتفاعه وإن كان الارتفاع التدريجي يعتبر مفيدا للبورصة عن الارتفاع المفاجئ لأن الارتفاع التدريجي يعزز من فرص مواصلة البورصة لارتفاعها أما الارتفاع المفاجئ قد يعقبه هبوط مفاجئ أيضا.
مشاركة :