جداريات ليبية تعرض تجارب تشكيلية متنوّعة

  • 6/17/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يقدم معرض “جداريات ليبية” للفنون التشكيلية والذي ينعقد ضمن الأسبوع الثقافي الثالث المسمى “أيام العامرة” مجموعة من اللوحات الضخمة والجداريات لفنانين ليبيين من مدارس تشكيلية وتجارب فنية متنوعة. وينعقد المعرض بإشراف مؤسسة براح للثقافة والفنون وسيستمر حتى الحادي والعشرين من يونيو الجاري، ويضم عددًا من الجداريات للفنانين عبدالقادر بدر محمد البرناوي، ناصر البراني، عبدالرؤوف الأمين وعلي القرقوري، وهي جداريات تعكس رؤية أصحابها الفنية والإنسانية التي يجسدون من خلالها ليبيا في عيون أبنائها. ويقول الفنان ناصر البراني إنه يُشارك بجدارية واحدة تعكس صورة الخيل، رغم ابتعاد مجاله التخصصي عن الفنون؛ كونه مختصا بالصحة العامة إلا أنه يرى نفسه في هذا المجال الفني. وحول بدايته؛ يضيف البراني أنه تدرب في نادي عوض اعبيده للفنون التشكيلية، وتلقى تدريباته على يد الفنان محمد البرناوي لمدة ستّ سنوات ولا زال يتدرب ليصقل موهبته الفنية ويقدم إنتاجا يعبّر عن نظرته للمحيط من حوله وفهمه للحياة وتجلياتها. وقال الفنان التشكيلي عبدالرؤوف الأمين إنه يشارك في معرض “جداريات ليبية” بجدارية واحدة تصف المرأة الليبية بالزي التقليدي، وينتمي العمل كما أسلوب الفنان في الرسم عامة إلى المدرسة الواقعية مع بعض التداخل مع المدرسة الانطباعية. وبشأن تسليط الضوء على بدايات الفن التشكيلي في ليبيا، تحدث الأستاذ الفنان التشكيلي محمد نجيب الشطشاط بأنه صاحب أول معرض تشكيلي في بنغازي في عام 1965، رفقة مجموعة من الفنانين منهم من لا يزال مهتما بالفن التشكيلي وآخرون غابوا عن المجال الفني. وأضاف الشطشاط “كنا نشارك في تلك الفترة فيما يعرف بالنشاط المتكامل، وكان الأستاذ حسن بن درف مسؤول الفنون التشكيلية في الإعلام هو الداعم لنا، والهدف من هذا النشاط هو اكتشاف المواهب وتشجيعها وتقديم الدعم لها”. وأوضح الشطشاط، وهو من مواليد عام 1949 بين أزقة المدينة القديمة ببنغازي، أنه هوي الفن التشكيلي وأبدع فيه وتتلمذ على يديه عدد من الفنانين التشكلين ويعد من أهم الأسماء في هذا المجال، وأن أغلب المعارض كانت بجهود بسيطة وإمكانيات ذاتية، من أجل انتشار هذه الذائقة بين الشباب كبديل إيجابي عن الظواهر السلبية. وفيما يتعلّق بالتطور الحاصل في كافة المجالات؛ يقول “للتطور التقني التكنولوجي دور مهم، وأدى دون شك إلى التراكم البصري والاحتكاك غير المباشر بالفنانين العالميين، وتم التعرف على مدارس عديدة ومتطورة”. ويتابع “مواكبة رياح الحداثة ضرورة لكل فنان والفنان المتكامل يجب أن يكون مطلعا ومنفتحا على كافة الثقافات، وألا يكون منغلقا على ذاته ينسخ وينقل ما تربى عليه فقط، واستطعت أن أواكب هذا التغيير بامتلاك الوسائل التقنية والمتابعة المستمرة، والاطلاع على المتاحف والمعارض الدولية إضافة إلى إضفاء روحي الفنية الخاصة التي تميزني عن غيري”. وفيما يخص جمهور هذا الفن يشير الشطشاط إلى أن “الفن التشكيلي له جمهوره الخاص الذي يختلف عن غيره، وتعد فئة قليلة مقارنة بباقي الفنون، إلا أن الفنان المميز هو من يصف شعوره ويجسده ويستمر في العطاء ليعبر عن نفسه وهو من يجذب الجمهور”. ويأتي هذا المعرض التشكيلي وفق ما يوضحه رئيس مجلس إدارة براح للثقافة والفنون حازم الفرجاني، ضمن الأسبوع الثالث من الأسابيع البراحية التي انطلق الأسبوع الأول منها منذ عام تقريبا تحت عنوان “الفنون السبعة” وبعد ست أشهر تم تنظيم الأسبوع الثاني وكان سمعيا بصريا. وتشهد مدينة بنغازي، التي لا تتحرك بمعزل عن المشهد الثقافي العام في ليبيا عامة، خلال الآونة الأخيرة حراكا تشكيليا ملحوظا عبر إقامة المعارض وورش العمل التفاعلية التي تلقفها جمهور بدا أنه متعطش وأكثر استيعابًا لهذا اللون من الفنون بخلاف الانطباع النمطي الرائج الذي حصر اللوحة التشكيلية ضمن آفاق نخبوية محدودة، وهو جمهور متعطش للحياة بعد سنوات من الحرب والاضطراب الأمني، ويحاول التعرف على فنانين من بلاده، ورؤيتهم لمجريات الأحداث فيها. ومؤسسة براح للثقافة والفنون هي مؤسسة ثقافية تشمل أنشطتها كل المجالات الثقافية والفنية؛ تم إنشاؤها بهدف إثراء الساحة الثقافية في مدينة بنغازي، وهذه المؤسسة تعمل منذ نحو العامين على المساهمة في هذا الحراك الفني، عبر تنظيم أنشطة ثقافية محلية وأخرى بالتعاون مع جهات عربية ودولية.

مشاركة :