شهد بهو برج فندق المملكة بالرياض الثلثاء الماضي معرض إبداعي بين فنانة من الهند وفنانين سعوديين، واللقاء عبارة عن معرض نظمته مؤسسة راء الفنية لصاحبتها التشكيلية وسيدة الأعمال ريما آل الشيخ، وضم عددا من أعمالهم. من الهند الفنانة التشكيلية صبيحة مجيد ومن السعودية الفنان عثمان الخزيم والفنان أحمد السلامة. والمعرض الذي تنتهي فعالياته اليوم (السبت) افتتح برعاية سفير الهند بالرياض أحمد جواد والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة المهندس أحمد المزيد، وحضره لفيف من سفراء دول شرق آسيا بالمملكة وأدباء وفنانين تشكيليين. واستوقف كثيرا من الحضور أعمال الفنانة الهندية صبيحة المولودة عام 1973، بمدينة أودايبور - راجستان وتقيم لأكثر من 15عاما بالمملكة، فاحتوت لوحاتها على مخزون إبداعي وثراء ثقافي من غالبية مناطق المملكة، وفي أعمالها تألق الفن المعماري التاريخي السعودي بإيقاعات لونية واقعية، أضافت الطابع الأثري للمعالم التاريخية للوطن. فنجد الكعبة المكرمة ومسجد عمر بن الخطاب بمدينة الجوف في حلتهما القديمة بدرجات الألوان الأبيض والأسود وبإبعاد إبداعية خلاقة، لا تخلوا من الإحساس الروحاني الذي ينعكس على المشاهد. وبجمال مثالي واقعي نجد لوحات للفنانة تبرز من خلالها الفن المعماري الأصيل بمنطقة الدرعية القديمة بمدينة الرياض ومباني منطقة عسير قديما، وحواري وشوارع جدة بمشربياتها الشهيرة. كما عرضت عددا من لوحاتها التي تمثل مهارات الفنانة المتعددة باستخدام خامات وأساليب فنية كالرسم على قماش الحرير «باتيك» والتلوين بالألوان المائية بأساليب فنية حديثة بطابع يمثل وطنها الهند. من ناحية، ترجم الفنان عثمان الخزيم أحاسيسه الوطنية بعرض عدد من اللوحات التعبيرية التجريدية، التي تخاطب العين بمحتواها ومضمونها الأصيل، مثل المرأة السعودية بحلتها الأصيلة بتركيبات لونية تحمل في ذاتها الانسجام العاطفي بين اللون والتعبير الحر عن المشاعر الإنسانية. كما نجد جديدا للخزيم في هذا المعرض في مجموعة لوحات انطباعية تجريدية، تناولت مواضيعها المناظر الطبيعية ذات القيم الجمالية الملموسة في توظيف قدرته على توفيق الألوان ونسجها في توافق يسر الأنظار. الفنان أحمد السلامة بدوره قدم عملين بأسلوبه المميز «التنقيط»، فاهتم السلامة بالبناء الهندسي لإبراز معالم المباني القديمة بمنطقة الجنوب الغربي للمملكة، واستخدامه دلالات جمالية لونية بمعادلات دقيقة يتطلبها هذا النوع من التلوين حيث أضفت الدائرة اللونية البهجة والجاذبية للرأي. إلى ذلك، أعرب سفير دولة الهند أحمد جاويد عن إعجابه وسعادته بهذا المعرض الثقافي، الذي يجمع ثقافتين ويطرح التبادل الفكري الإبداعي لدولة الهند والمملكة العربية السعودية، مزيداً من هذا التبادل مستقبلاً. وجاء إهداء الفنان عثمان الخزيم بلوحة من لوحاته للسفير مكملا لهذه السعادة. كما ثمنت ريما آل الشيخ لمركز المملكة احتضانه ومساهمته الكريمة في إقامة العديد من المعارض التشكيلية، من خلال مؤسستها «راء الفنية» التي تهتم بإثراء الحركة الثقافية التشكيلية محلياً وعالمياً، وبدعم وتسويق أعمال فنانين الوطن وفنانين الدول العربية، إذ إنها تعتزم على إقامة العديد من المزادات الفنية العربية في عدد من دول العالم.