عام / خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض

  • 12/18/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض 07 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 18 ديسمبر 2015 م واس أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله. وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض اليوم : إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الناس هملاً ولم يدع حالهم مهملاً، قال تعالى (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )). وأضاف سماحته : أيها المسلمون إن البشرية إذا ضلت في التوحيد فإنها تتخبط في فوضى التدين وتغرق في وحل الجاهلية , إن بني الإنسانية عاجزون عن إدراك طريق النجاة بمفردهم وعاجزون عن إدراك طريق الرشاد بذاتهم فلا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، لا ينتفع عن النفوس الشقاء، ولا ينتفع عن العقول الاضطراب، إلا أن توقن أن الله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وأن له الأمر كله وله الملك كله قال تعالى (( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )). وبيّن سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن التوحيد هو العبودية التامة لله سبحانه وتعالى وتحقيق كلمة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله وأن يقيم عليها عمره كله، قال تعالى (( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )). وأضاف سماحته : توحيد في الاعتقاد، وتوحيد في العبادة، وتوحيد في الأحكام، توحيد تنقى به القلوب أن تعتقل إلى غير الله، توحيد تنقى به الجوارح أن تصرف به شيء من الأعمال لغير الله , توحيد تنقى به الأحكام أن تؤخذ من أحد غير الله، فالتوحيد هو أول الأمر وهو آخره وظاهره وباطنه وذروة سنامه به قامت السماوات والأرض وانقسم الناس ما بين مهتدي وضال وما بين شقي وسعيد. وأردف قائلا : أيها المسلمون , لقد اعتنى القرآن الكريم بالتوحيد عناية عظيمة كيف لا وهو القضية العظمى ومهمة الرسل الكبرى، قال تعالى (( لَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))، فالقرآن كله حديث عن التوحيد، وبيان لفضله، وعلو منزلته، كما أنه حديث عن الشرك وبيان عاقبة أهله، يقول الله سبحانه وتعالى (( وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )) ، القرآن يتحدث عن الكفار ليرغبهم في التوحيد، ويقول سبحانه (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) ، والتوحيد هو من صفات عباد الرحمان، قال تعالى (( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَر )). وأضاف سماحته يقول : لقد خاطب الله أنبيائه، فقال عن إبراهيم عليه السلام (( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ))، وقال تعالى (( يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))، وقال سبحانه (( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) ، وقال جل وعلا (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) ، وقال سبحانه (( قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ ? إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ )) ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى جميع أنبيائه إلى الدعوة إلى التوحيد، فقال سبحانه (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إله إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) ، وكان كل نبي يقول لقومه يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. // يتبع // 16:22 ت م تغريد

مشاركة :