ولفت سماحة مفتي عام المملكة النظر إلى الوفاء بالعهد لأهل الذمة والأمان، فمن دخل بلادنا بأمان منهم فيجب أن نرعى حقه ونحفظ دمه وماله وعرضه، قال صلى الله عليه وسلم " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة"، فيجب أن نحفظ له حقوقه لأنه دخل بأمان، قال الله جل وعلا ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)، مشيرا إلى أن المسلم في تعامله مع الآخرين التعامل بالصدق والأمانة ولهذا دخل الناس في دين الله أفواجا على عهد الصحابة لما رأوا من عدلهم وإنصافهم وإعطائهم للناس حقوقهم . وأضاف فضيلته أن مجالات الوفاء أيضا الوفاء بأداء الأمانات والودائع والحرص عليها وعدم الإخلال بها ، قال جل وعلا ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، كذلك وجوب التعامل الحسن بين الزوجين ، فمن الوفاء أن تعامل المرأة بالمعروف نفقةً وكسوةً ومعاشرة بالمعروف وقول طيب ، قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، وإعطائها حقها ونفقتها ومراعاة حرمتها وحفظ أمانتها بالتعامل الطيب والخلق الكريم، بالإضافة إلى العدل بين الزوجات في حال التعدد فان الله جل وعلا أباح التعدد وقال ( وإن خفتم أن لاتعدلوا فواحدة)، فلابد أن يعدل الزوج بين نسائه وأن لايفضل بعضهن على بعض ، قال صلى الله عليه وسلم " من كان عنده امرأتان فمال لإحداهن على الأخرى جاء يوم القيامة وشقه مائل"، وكان محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق وفاء مع نساءه فكان يعدل بينهن ويعطي كل وحدة منهن حقها في يومها وليلتها ويمر على نسائه كلهن في يوم واحد ولكن بقاءه وقيامه عند من كان لها حق الليلة أو اليوم، وكان من عدله صلى الله عليه وسلم إذا جاء من السفر أقرع بينهن فأي واحدة أخذت القرعة نام بقربها ، وكان يعرف لهن حقهن ويخاطب كل واحدة منهن بالخطاب الطيب ويظهر محاسنها وفضائلها، وتقول عائشة رضي الله عنها "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فقال : لا ثم قال: آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس : يقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد". وأوضح سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن من المصائب أن بعض الناس يجهل هذا كله وينسى الفضل كله ، والله تعالى يقول : (( ولاتنسوا الفضل بينكم)) ، فإذا كبر سن المرأة وعمرها تجاهلها وأهانها و بعد عنها أما طلقها و أما أعرض عنها وتركها ونسيها ونسي تلك الأيام والشهور والليالي والاعوام، ما كأنها مرت نسياناً وجحداناً للمعروف، ومحمد صلى الله عليه وسلم يذكر خديجة وقد ماتت وما نسي فضائلها ومناقبها ومحاسنها ، والدفاع عنها في غيبتها، تذكر عائشة عنها هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قولها : حسبك من صفية بنت حيي إلى إنها قصيرة ، فقال : لقد قلت قولا لو مزج بماء البحر لأنتنه" ، مضيفا أن للمرأة مكانة عظيمة فأعرف لها حقها وأكرمها وإياك وأهانتها والبعد عنها لاتنسى فضلها ولاتنسى أيامك ولياليك معها. وقال سماحته : إن الوطن الإسلامي له حق علينا وعلينا أن نوفي له بحقه فمن وفاءنا للعالم الإسلامي الذي عشنا فوق أرضه وتحت سماءه أن نكون حريصين على أمنه واستقراره وطمأنينته والبعد عن كل من تسبب في الفوضى والبلبلة وان نبعد عن آراء المتشيعين الكاذبين وأهل الإشاعات الباطلة والآراء الضالة في قنواتهم الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعية وان لانسمح لهم أن يقدحوا فينا ويفرقوا وحدتنا أو ينشروا عنا أكاذيب وأباطيل لاحقيقة لها كلها من أعداء الإسلام لان هذه الأقاويل والافتراءات تعد مخالفة للإسلام لان المسلم لايليق به أن يقدح في المسلمين أو يفرق بينهم بل يجب عليه أن يسعى لوحدة الكلمة والصدق وتآلف القلوب واجتماع كلمتهم والسمع والطاعة بالمعروف لمن يوليه الله أمرنا ، مشيرا إلى أن على المسلم أن يكون فطنا وألا يكون مصدر للبلاء بمد اليد للمخربين والمجرمين والإخلال بأمن البلد الذي هو أمانة في عنق كل مسلم كل على قدر استطاعته . // انتهى // 17:02 ت م was.sa/1481819
مشاركة :