من «السوشيال ميديا» ما قتل.. كيف تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى أداة لترويج الأفكار الهدامة؟

  • 6/19/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل – فريق التحرير: وُجدت مواقع التواصل الاجتماعي بالأساس، وحسب مؤسسيها، للتقريب بين البشر حول أنحاء العالم، وتسهيل الحياة والتواصل بين الناس رغم ابتعاد المسافات جغرافيًا، واختلاف الثقافات والأفكار. لكن ما يحدث الآن، يكشف وجهًا آخر لـ”السوشيال ميديا”، واستغلالاً سيئًا لمنصاتها، والأكثر سلبية من ذلك، هو الإعلاء من شأن العديد من “مقدمي المحتوى” عبر منصات مختلفة، رغم قلة جودة المنتج المُقدّم، وخلوه من قيمة إيجابية، أو هدف أو رسالة. كما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، العديد من الظواهر السلبية، والمقاطع المسيئة، والمفارقة التي تدعو إلى التساؤل هنا، هو انجذاب قطاعات واسعة، معظمها من الشباب والمراهقين، إلى دعم هذه الظواهر. متخصصون يرصدون ظواهر سلبية وتحدث متخصصون وخبراء، عن رصدهم لظاهرة اشتغال العديد من قليلي الخبرة أو معدوميها بمهنة الإعلام، وادعاء الخبرة وتقديم محتوى غير مفيد أو هادف، وتحول بعضهم إلى “أبطال هلاميين” لدى متابعيهم. فيما تصدت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، في إطار عملها، لمثل هذه الظواهر، ومؤخرًا، أوضحت الهيئة أن جهات رسمية قامت برعاية لفعالية ملتقى الإعلام الجديد، التي أقيمت في الرياض، مشيرة إلى أن الفعالية غير مرخصة، وأنه جار استدعاء الجهات المنظمة واتخاذ الإجراءات اللازمة. وقالت، في بيان: “نظرًا لما يتم تداوله عن رعاية رسمية لملتقى إعلامي وتكريم لبعض مستخدمي التواصل الاجتماعي، تؤكد الهيئة أن هذا غير صحيح وأن الفعالية غير مرخصة، وجار استدعاء الجهات المنظمة واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم”. وتفاعل قطاع واسع من المتابعين، عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مع بيان الهيئة، معبرين عن استيائهم من تنظيم الحفل الذي تم فيه تكريم شخصيات استفزت الجمهور، فيما تداول البعض صور دعوات لهذا التكريم، زاعمين أنه برعاية رسمية، وبحضور شخصيات كبيرة في مجال الإعلام. ودشن متابعون هاشتاغ حمل اسم #ملتقى _الإعلام_الجديد ليحتل الترند داخل المملكة في وقته، اعتراضًا على محتوى الملتقى والمكرمين. ما يهدم وما يبني وكما قالت الآية الكريمة من كتاب الله العزيز: “كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ” (17) سورة الرعد، فإن الظواهر السلبية التي استُجدت على المجتمعات الإنسانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قيض الله تعالى لها من يحذر منها وينكرها ويدعو الناس إلى الابتعاد عنها. قال أستاذ الإدارة التربوية بجامعة أم القرى، الدكتور محمد الثبيتي، لصحيفة “عكاظ” إن تصدُّر هذه الفئة التي أطلق عليها «الأبطال الهلاميين»، هو جريمة في حق الأجيال المُتعطشّة لكل جديد، وأضاف: “لك أنْ تتخيل أن يكون مصدره هؤلاء السطحيين في فكرهم وممارساتهم”. وتابع الثبيتي: “لعل من نافلة القول أن نقول لكل مُنصِف عليك الاطلاع على حساباتهم في السوشيال ميديا؛ لتكتشف أن التفاهة والتسطيح تتقاطعان مع أغلب هذه الحسابات التي استهدفت الكسب المادي بعيدًا كل البعد عن وعيهم بالتداعيات السلبية التي ستنتج عمّا يقومون به والمتمثلة في هدم القيم وتقويض المبادئ”. ممارسة الإعلام لغير المختصين أما الباحث في شؤون الإعلام والمحاضر بقسم الصحافة والإعلام بجامعة جازان، حسن أبو شريفة، فرأى أن منصات التواصل الاجتماعي أتاحت الأدوات والتقنيات الحديثة للجماهير بمختلف فئاتهم، لكي يصنعوا رسائلهم الخاصة ويقوموا بمشاركتها مع من يتابعونهم على مختلف المنصات. واعتبر أبو شريفة أن هذا هو السبب الرئيس الذي مكّن العديد من مشاهير التواصل من اقتحام مجال الإعلام بفضل وجود الأدوات والتقنيات المتاحة، بحثًا عن الأضواء والشهرة، متجاوزين بذلك الأخلاقيات الإعلامية التي تضبط الممارسات المهنية، وتضمن عدم وجود أي تجاوزات من أي فرد، وللأسف فإن واقع مهنة الإعلام اليوم يشهد مرحلة صعبة تحتاج تصحيحًا وحماية من دخلاء المهنة، الذين اكتسحوا المنصات بتقديم محتوى لا يفيد المتلقي. 5 مخاطر على الأسرة وبجانب هذا كله، حذر مجلس شؤون الأسرة، عبر “إنفوجراف” نشره خلال صفحته الرسمية عبر “تويتر” من مخاطر يسببها الاستخدام الدائم ولفترات طويلة لمواقع وشبكات التواصل الاجتماعي. ونشر المجلس إحصائية توضح أن نسبة استخدام شبكات وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة بلغت حوالي 98.1%. وأشارت الإحصائية إلى أن نسبة 98.3% من الأطفال في عمر 10 أعوام إلى 14 عامًا، يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، فيما بلغت نسبة المستخدمين من أعمار 15 إلى 19 عامًا 99.9%، واكتملت النسبة بواقع 100% في الشباب أعمار 20 إلى 24 عامًا. وشدد المجلس على أن أبرز سلبيات الاستخدام الدائم لمنصات وسائل التواصل: 1- زيادة التباعد بين أفراد الأسرة. 2- اعتماد الأبناء عليها للحصول على المعلومات بدلاً من الوالدين. 3- تأثر الأبناء بالثقافات الدخيلة على المجتمع. 4- احتوائها على المشاهد العنيفة، مما يكسب الأبناء السلوك العدواني. 5- اطلاع الأبناء على محتوى لا يتناسب مع سنهم أو قيمهم. الجانب الإيجابي ولا يعني هذا بالضرورة أن منصات “السوشيال ميديا” غير مفيدة في المطلق، أو يجب مقاطعتها مثلاً؛ لأنها رغم عدم وضع ضوابط للمحتوى، أو إظهار سلبيات أو إساءات، فهي على الجانب الآخر تقدم مضمونًا هادفًا، يحمل قيمة ورسالة، يمكن للباحثين عنه أن يجدوه بسهولة، ويتفاعلون معه. وتحاول الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، أن تضبط إيقاع استخدام وسائل التواصل ومنصاتها المتعددة، وفي إطار ذلك، رصدت واقعتين خلال شهر مايو الماضي. فقد أصدرت الهيئة ممثلة بلجنة الالتزام، غرامات بقيمة 400 ألف ريال، على مواطنتيْن خالفتا ضوابط المحتوى الإعلامي. وكانت الهيئة قد استدعت المواطنتين بعد نشرهما فيديو يتضمن إساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإحدى الدول، الأمر الذي يستوجب العقوبة، حسبما تنص عليه ضوابط المحتوى الإعلامي ونظام الإعلام المرئي والمسموع، الذي يؤكد على عدم التعرض إلى ما من شأنه الإساءة إلى علاقات المملكة بالدول العربية أو الإسلامية أو الصديقة. كما أعلنت، في وقت سبق من الشهر ذاته، أنه ضمن الرصد المشترك مع وزارة التجارة والجهات المختصة، فقد تم توقيع غرامة مالية كبيرة على زائرة عربية للمملكة، بسبب مخالفة الأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة والمرتبطة بضوابط العمل التجاري والإعلاني. وأوضحت أنها أصدرت غرامة بـ400 ألف ريال على زائرة عربية وتعميمًا بعدم التعامل معها أو الإعلان لديها، وذلك بسبب مخالفتها نظامي المرئي والمسموع والتجارة الإلكترونية. وأوضحت أن المخالفات المرصودة كانت على النحو التالي: 1 – مخالفة نظام مكافحة التدخين. 2 – مخالفة نظام التجارة الإلكترونية. 3 – ممارسة العمل التجاري بدون رخصة. 4 – مخالفة نظام الإعلام المرئي والمسموع. وأشارت إلى أن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق المعلنة هي: 1 – التعميم بمنع التعامل مع المعلنة. 2 – 400 ألف ريال غرامة من لجنة الالتزام بنظام الإعلام المرئي والمسموع. 3 – إحالة المعلنة والمنشأة التجارية إلى لجنة النظر في مخالفات نظام التجارة الإلكترونية. من ناحيتها، أكدت وزارة التجارة أنها ضبطت المنشأة المخالفة التي تم الإعلان لها وأوقعت عليها العقوبات النظامية. The post من «السوشيال ميديا» ما قتل.. كيف تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى أداة لترويج الأفكار الهدامة؟ appeared first on صحيفة تواصل الالكترونية.

مشاركة :