أوضح رئيس مجلس الشورى الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أنّ التطور التقني الهائل في التقنية، والذي أسهم فيه تطور شبكة الإنترنت بسرعات عالية، وأجهزة ثابتة ومتنقلة؛ جعلت الفرد يصطحب في جيبه ما يشاء، ويشارك العديد من المستخدمين معلوماته ويومياته وثقافته الخاصة، له من الآثار السيئة على الفرد والمجتمع، وربما على عقيدة الإنسان المسلم، مما أدى إلى اهتمام علماء الشريعة الإسلامية والمربين ومختصي علم الاجتماع للالتفات بجدية أكبر إلى هذا الموضوع، والبحث عن سُبُل توعية الفرد المسلم بأهمية الالتزام بآداب الإسلام وأحكامه في استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، واستثمارها في خدمة الدين والمجتمع الإسلامي. وأضاف: لعل مبادرة جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسُّنَّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بتنظيم مؤتمر بعنوان (ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام) تأتي استشعارًا منها بأهمية وجود إطار يحكم هذا الفضاء الجديد في عالم التواصل داخل المجتمعات، وبين الشعوب، بعدما شاع بين كثير من مستخدمي هذه الوسائل بمختلف أنواعها العديد من السلبيات التي تتطلب وضع ضوابط محددة فيما يخص الجانب الشرعي لكبح ما قد يُطلق عليه انفلات لدى بعض المستخدمين لهذه الوسائل. وأكّد رئيس مجلس الشورى، على أهمية المؤتمر في هذا الوقت بالذات الذي باتت فيه مواقع التواصل الاجتماعي مرتعًا خصبًا لمروّجي الأفكار الهدامة، والمغرضين والحاقدين لنشر أفكارهم، وترويج الأكاذيب والشائعات المغرضة التي تستهدف أمة الإسلام. وأبان أنّ الإحصاءات والدراسات تشير إلى انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير وسط أفراد المجتمعات الإسلامية في مختلف دول العالم، وبخاصة دول العالمَين العربي والإسلامي؛ وأصبحت تلك الوسائل هي المصدر الأول لتلقي الأخبار والمعلومات لدى نسبة كبيرة من مستخدميها ومتابعي الناشطين فيها. وقال: هذا الانتشار وهذه الثقة المفرطة من قبل بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في تلك الوسائل ومصداقية ما يروّج فيها، تستوجب الالتفات لها من علماء الأمة الإسلامية، لبيان الآثار الإيجابية والسلبية لتلك الوسائل، ومخاطر ما يروّج فيها من الأفكار المنحرفة والأكاذيب والشائعات التي يقف خلفها أعداء متربصون بالأمة. وشدَّد آل الشيخ على أنّ من أهم ما يجب أن يتنبه له مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي؛ سواء كانوا متلقّين أو صانعي مادة هو أن يراعوا المولى سبحانه وتعالى، ويتوخّوا الصدق والأمانة عند الكتابة أو النقل.
مشاركة :