الرواية في المملكة: الوجود الإنساني/ الحضور، الغياب - د. عالي سرحان القرشي

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أن الفن الروائي إعلان عن الوجود الإنساني عبر التشكل الإنساني الذي يمنحه الروائي لعالمه، ومن ثم ليست الرواية صناعة تاريخ لوجود إنساني، وانتزاع بطولة له أمام التاريخ التقليدي للمركز فحسب، بل هو انتزاع للحظة وجود من التهميش والإقصاء. هذه النزعة الوجودية داخلها تشويش إثارة القضايا والمسكوت عنه. فآلت كثير من الروايات إلى العرض لمعاش عاناه الأبطال وذاقوا فيه مرارة التمرد، كما في العرض السيري الذي لف كثيراً من الإنتاج الروائي بجلبابه. يستوي في ذلك السيري والغيري. ومع ذلك يتبقى لنا روايات نسجت ذلك المعاش في سرد تظافرت بنيته بشكلها وعالمها في تشكيل وجود إنساني يتخلق من عمق ثقافي على المستوى القومي وعلى المستوى الإنساني لينشأ النموذج الإنساني الذي ينبجس سلوكه قبولاً أو رفضاً من ذلك الوجود الذي كونه الكاتب، كما في روايات لا يتسع العرض لذكرها. وجاء ذلك التشكل في أنواع منها : - التمازج بين العالم القريب والبعيد: تشكلت لدينا روايات ترى فيها صفحات من تاريخ بعيد جاء على شكل استدعاء، تفيض منه الكتابة على واقع معاش في مستوى اجتماعي أو سياسي. - روايات تستحضر الماضي في استحضار عالم معاش للشخصيات في وجودها الإنساني الذي تشير إليه إشارات إلى معاش ذا بيئة مختلفة عن البيئة الحاضرة للشخصية، لكن ذلك العالم المعاش في ماضيها شكل وجودها الذي مارست به وجودها الإنساني الذي آلت إليه. - روايات تستحضر الماضي الذي أصبح يشكل كل عالم الرواية، حيث أصبح سلوكاً اجتماعياً، وقد يتمايز به أفراد نابعاً من حركة العالم الروائي الذي يتناسج من مكونه الأول. - روايات جعلت الماضي السيري لشخصيات متحركة في الرواية ذا وجود يحمل الحنين، ويحمل صلابة الوجود الذي يحمي عالم الرواية في مواجهة الإقصاء الذي قد يحضر من أي مكون عرقي أو اجتماعي أو ديني. هذا الوجود يعد شرطاً رئيساً في الإبداع الروائي الذي يرتقي بالفن عن التعبير، ذلك الأمر الذي اغتال عدداً من الكتابات الروائية الذي جاء إنشاؤها إعادة لحكاية بقدرات تعبيرية أدبية؛ فغاب فيها الوجود الإنساني.

مشاركة :