– قال تعالى : { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } .. – يعلمنا الباري جل شأنه أن التدبير هو الأساس في جميع شؤون الحياة، وليس العبث والعشوائية التي تجتاحنا في كل شيء خاصة ونحن نعيش في هذه الأيام لحظات صعبة، وحرجة خاصة في مايخص غليان الأسعار مع غليان الأجواء الحارة وأصبحت المنافسة بينهما على أشدها ..؟ – ويقول تعالى :{ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ } .. أي الوسط ، ولأن الغلاء أصبح هو الهاجس الأكبر الذي يتخوف منه الكثير .. خاصة وانه في تزايد مستمر وقد يصل الى أرقام كبيرة لاحقا فسوف يؤثر على ميزانية الفرد والمجتمع كذلك ..؟ – ويروى أيضاً أن : (التدبير نصف المعيشة) .. لذلك السؤال الذي يفرض علينا : هل نحن السبب في غلاء وارتفاع هذه الأسعار ؟ – من ناحية معينة نعم نحن سبب من الأسباب التي تساهم في ذلك، ولكن ليست كل الأسباب لذا نحتاج إلى وقفة جادة لمعالجة هذه المشكلة؟ – كما أشار (الإمام علي عليه السلام) .. إلى هذه الحقيقة عندما شكى له الناس الغلاء قال: أرخصوه؟ قالوا: كيف ذلك قال اتركوه لهم ..؟ فعلينا أن نعلم أنه لا يمكن أن نبقى على ماكنا عليه سابقا في وقت كانت الأسعار فيه أقل مايمكن؟ لأن العالم بأسره يعيش نفس مشكلة الغلاء ولذلك أسباب ..؟ ولهذا ليس من الصحيح أن نبقى مكتوفي الأيدي ونظل نعلق على (شماعة الغلاء) .. ونحن أصلا من يساهم ويشارك في هذا الإرتفاع ..؟ كيف ذلك ..؟؟ – حيث أجرينا بحث مع بعض الأخوة وخرجنا بهذه النقاط المهمة : ١- الثقافة الاقتصادية ضعيفة عند كثير من الفئات بحيث لا تجد تخطيط واضح لا لدى الفرد ولا لدى المجتمع وأن العشوائية هي من تسيطر على أغلب حياتنا . ٢- لا توجد خطط معينة في إدارة الميزانية لكل فرد فالكثير يستلم راتبه ويصرف بدون أي تحديد لأولويات حياته ومايحتاجه منها مستقبلا . ٣- الانجراف وراء الأسواق بشتى أنواعها بحيث لا يبقى موقع لا ندخله ولا نشتري منه وكأنها أصبحت مواقع سياحية واجب زيارتها وماتكلفنا من أموال . ٤- إقتناء السلع والبضائع التجارية مهمة أو غير مهمة مانحتاجها أو لا نحتاجه مما يكلفنا أموال طائلة تصرف بلا هدف أو غاية . ٥- التبذير والاسراف خاصة في شراء الأطعمة وتخزينها ولمدة شهور وكأننا ننتظر مجاعة تحل علينا بينما الأسواق مليئة بكافة الأصناف . ٦- عدم توزيع الراتب إلى أجزاء وبشكل منظم يساعدنا على الصرف الجيد بلا تسرع أو تورط في باقي أيام الشهر حتى لا يظل الكثير مفلس آخر الأيام وقبل الراتب . ٧- الاندفاع وعدم التوقف عن شراء السلع الغالية المبالغ فيها خاصة مع وجود خيارات متعددة مابين متوسطة ورخيصة ومثال على ذلك السيارات والهواتف غيرها . ٨- الشراء بطريقة الدفع الالكتروني مما يجعل الفرد منا يصرف من غير انتباه وبلا حساب من غير احساس بقيمة الريال في يده . – وقد قيل في الأمثال : (العبد في التفكير والله في التدبير) .. تلك النقاط ساهمت بطريق مباشر ، وغير مباشر في تشجيع التجار على مواصلة رفع الأسعار على أساس أن الكل غير معترض وغير متوقف عن الشراء؟ ولأننا نعيش مسألة التناقض .. حالة البطر من جهة ، وحالة التقشف من جهة أخرى؟ – لذلك يحتاج كل منا إلى وقفة جادة للتصدي لطمع وجشع التجار من خلال تلك النقاط التي ذكرت ..؟ وحتى يزداد الوعي وتنتشر الثقافة الاقتصادية مستقبلا ولكي نحسن (قاعدة التدبير) .. في جميع شؤون حياتنا الخاصة والعامة . والسلام خير ختام .
مشاركة :