بعد تسجيل (1.5مليون شخص) أسماءهم للتصويت في انتخابات مجالس البلدية من بينهم (119) ألف امرأة، فازت تسع نساء في الانتخابات التي أُجريت يوم السبت الماضي، وكانت أول عملية اقتراع يتاح للنساء السعوديات للمشاركة فيها ترشحاً وانتخاباً. وقد شاركت أكثر من (900) مُرشحة تنافسن على (284) مجلساً بلدياً، وبالرغم أن الحملات كانت محدودة وماحكمها من أنظمة منعت تصوير المرشحين، وأساءت لنسبة التنافسية بينهم على مستوى الدوائر، إلا أن مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات اقتراعاً وترشحاً لاقت استحساناً وتشجيعاً عالمياً مما يزيد من حجم المسئولية على الفائزات بانتخابات المجلس البلدي كلاً حسب منطقتها، ويتطلب منهن اعداد تصور واضح عن ما يطمحن لتحقيقه مستقبلاً للأحياء من خلال وزارة الشئون البلدية، لأن الثقة بقدراتهن وقراراتهن وصلاحياتهن في إحداث التغيير البيئي مازالت محدودة، مما أثر على نسبة الناجحات في المجالس البلدية على مستوى المناطق ! ولكن إذا استثمرت الفائزات قدرتهن على المتابعة الدقيقة استثماراً ذكياً فيما يصادفهن ويواجههن من مواقف وملاحظات وسلبيات بشكل يومي على مستوى الأحياء، وذلك خلال ركوبهن السيارات وعدم الانشغال بقيادتها، فهذه تعتبر نعمة كبرى بحق التغيير البيئي! فالمرأة عموماً لها اهتمامات بمواضيع النظافة والصحة العامة، والأفضل أكثر عندما يكون لها اهتمامات بالهندسة المعمارية والصحة البيئية، وألا تكون اهتماماتها متحيزة للمطالب النسائية التي تسعى إلى تحقيق العزلة والخصوصية أكثر بين الجنسين حتى في الحدائق ! فالفوز بالانتخابات في المجالس البلدية فرصة ذهبية، ويجب أن نستغل فوز النساء بها في تحقيق ما يساهم في تحقيق التماسك الأسري والاجتماعي على مستوى الأحياء، وأن نحقق التكاتف الاجتماعي بين سكان الأحياء ليكونوا أسرة واحدة، وأن تهتم الخطط لكل فائزة على نشر المفاهيم الاجتماعية الايجابية والعمل على تعزيزها، خاصة تلك التي اندثرت من سنوات كمثل (مفهوم الجيرة) بالرغم أنه من المفاهيم التي أكد عليها ديننا الاسلامي، وغيرها من المفاهيم الاجتماعية والدينية التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية على مستوى الأحياء، والذي قد تحققه النساء من خلال ترابط سكان الحي كأسرة واحدة، وليس كمجموعات متفرقة تحكمها العادات والتقاليد التي تساهم في التفرقة والتمييز بين الجنسين! فما أروع عندما تهتم كل واحدة منهن بتطوير مستوى الدمات في أحيائهن من جميع أفراد الأسرة، وتهتم بحصر مطالبهم من خلال استبيان مقنن تشارك فيه الأسرة وليس قصراً على النساء فقط، وذلك حتى نحقق ما يتمناه الكثير من سكان الأحياء التي تم ترشيحهن للفوز بمقاعدها البلدية، وبما يحقق أيضاً احتياجات الفئات المُهمشة والمهضومة في حقوقها البيئية. مقالات أخرى للكاتب الكرامة في الخدمات النفسية..! اختطاف الأطفال (جوري نموذجاً)! مطِرنا بفضل الله ورحمته ولكن..!! حملة «نبني لهم» ! شكراً «واعية»
مشاركة :