موسكو – نبه أخصائي روسي في طب الأطفال من احتمال تحول الأطفال للناقل الرئيسي لجدري القردة، خلفا للمثليين جنسيا من الرجال الذين تميل الأرقام الى الان الى اعتبارهم أهم ناقلي المرض. وأثار تفشي المرض في الآونة الأخيرة في دول لا ينتشر بها عادة الكثير من المخاوف. ويُعتقد أن معدل الوفيات جراء السلالة المنتشرة عالميا نحو واحد في المئة على الرغم من توفر اللقاحات والعلاجات الفعالة. وأعلن الطبيب الروسي أنطون رافدينفي حديث لراديو سبوتنيك الروسي إلى أن منظومة المناعة لدى الأطفال تختلف عن تلك التي لدى البالغين. وأضاف انه يمكن للأطفال أن يتحملوا الإصابة بالأمراض الفايروسية بشكل أسهل من البالغين؛ أي أنهم سيبدون بصحة جيدة، ولكنهم في نفس الوقت يلعبون دور ناقلي العدوى. ووفقا له يمكن لطفل مصاب بكورونا -من دون أن تظهر عنده أعراض المرض- أن يصيب 30 شخصا. وليس مستبعدا حصول نفس الشيء في حالة جدري القردة. وقال "أي شخص مصاب بجدري القردة، يمكن أن يكون سببا في انتشار واسع للمرض. والأطفال في هذه الحالة هم الأخطر؛ لأنهم كقاعدة يحملون الأمراض الفايروسية بسهولة، لذلك تفرض عليهم أخف الإجراءات التقييدية. فعندما يصاب الشخص البالغ بمرض كوفيد – 19 يعزل، في حين عند إصابة الطفل يعتقد أن ذلك أمر عارض وليس عدوى الفايروس التاجي المستجد. ولكن في الواقع كان هذا الطفل بمثابة قنبلة موقوتة، حيث كان بإمكانه نقل العدوى إلى 10 أو 30 شخصا. فإذا بدأ جدري القردة بالانتشار، فسوف يتكرر هذا السيناريو أيضا". وأضاف أنه "يجب أن نعلم أن أي عدوى فايروسية ينبغي أن تكون مصحوبة بإجراءات تقييدية. فإذا أصيب الطفل، بغض النظر عن مستوى حبنا له، عدم مشاركته الكوب الذي يشرب منه وعدم استخدام نفس المنشفة التي يستخدمها، وأيضا عدم تناول ما تركه من طعام. هذه الإجراءات الوقائية الأولية مفيدة وغير ضارة". وفي ذات السياق افادت دراسة حديثة بأن العامل المُمرِضْ الذي يسبب تفشي جدري القرود قد تحور بشدة على نحو مفاجئ. وكتب فريق من البرتغال في دورية "نيتشر ميديسن" العلمية أنه مقارنة بالفيروسات المرتبطة بجدري القرود في 2018 و 2019، هناك نحو 50 اختلافا في الخصائص الوراثية، بناء على التحليل الأولي لحالات تم تسجيلها في البرتغال. ويمثل هذا ما يتراوح بين ستة أمثال إلى 12 مثلا لما كان متوقعا بالنسبة لهذا النوع من العوامل الممرضة، بحسب التقديرات السابقة. وقد تشير السلالة الجديدة إلى تطور متسارع. وبحسب الدراسة، التي تمت تحت إشراف جواو باولو جوميز، الباحث في المعهد الوطني للصحة بلشبونة،"تقدم البيانات الخاصة بنا أدلة إضافية فيما يتعلق بالتحور الفيروسي المستمر والتكيف البشري المحتمل". والجمعة دعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى التحلي باليقظة والشفافية في مواجهة التفشي النادر لأكثر من 3200 حالة إصابة بجدري القردة في جميع أنحاء العالم، في انتظار اتخاد قرار ما إذا كان يجب الإعلان عن التأهب وفق درجة "أعلى مستوى تأهب" أو عدم وجوب ذلك. وفي مواجهة هذا الوضع، جمعت منظمة الصحة العالمية خبراء دوليين لتحديد ما إذا كان الوضع يشكل “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا” كما هو الحال بالنسبة إلى وباء كوفيد – 19. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال الاجتماع إن “منظمة الصحة العالمية تطلب من جميع الدول الأعضاء تقاسم المعلومات معنا". وأضاف “مع أوبئة أخرى رأينا في بعض الأحيان عواقب قلة شفافية الدول وعدم تقاسم المعلومات". وإثر تفشي كورونا اتهمت الصين -حيث سجلت أولى الحالات نهاية 2019- بأنها لم تعتمد الشفافية. تبدأ عدوى جدري القردة بأعراض تنفسية، ولكنها تتطور إلى طفح جلدي، أولا في الفم ومن ثم راحة اليد وباطن القدمين، وتدريجيا تنتشر لباقي أنحاء الجسم. يتفاقم بعدها الطفح الجلدي ليتحول إلى بثور مملوءة بالصديد. تحتوي البثور على فيروس حي يمكن أن تتسبب عند انفجارها في تلويث الأغطية والفراش، مما يعرض المحيطين لخطر الإصابة. يصبح المصابون غير معدين بعد أن تتقشر البثور وتتلاشى. وينصح الخبراء الأشخاص المصابين بضرورة توخي الحذر الشديد من فرك أعينهم لأن الفيروس يمكن أن يدمر البصر.
مشاركة :