النهوض بالثقافة و أشكالها كما قيل مسؤولية كبرى يحملها المثقف على أساس أن التنمية البشرية هي قوة تتصل بفكرة بناء المستقبل الواعي و السليم بمعنى إن المسؤولية تقع على المثقف فتفضي إلى حقيقة تتصل بصناعة الإنسان حيث تتصل به حلقات كثيرة كعبء تخصص و خاص كبير مكون و منير و مطور الفكر الخاص و الإبداع في آن واحد . إن المثقف في الواقع هو رمز الفعالية في السلوكيات الثقافية و الفكرية و لهذا وجب إحترامه كحامل رسالة كبيرة و مثالية هذا بالإضافة إلى إبداء المثقف جهد آخر لا يقل أهمية عن كونه وسيلة لإشعاع مصباح المجتمع عن طريق النشاط الثقافي المتواصل . على هذا الأساس تسعى صحيفة نبض العرب الى إيفاء المثقف حقه تعريفا به و بمساعيه الهادفة و الواعدة ومن بين الشخصيات التي مافتئت تلعب دورا مهما و بارزا في الإشعاع الثقافي على المستوى المحلي و الوطني مدير الثقافة و الفنون لولاية الشلف السيد محمود حسناوي الذي إلتقته صحيفة نبض العرب بمكتب عمله لمحاورته و لتسليط الضوء على جوانب هامة من حياته و مساعيه كمثقف و ناشط جمعوي و مدير لم تثنه السنوات الطويلة التي قضاها موظفا بقطاع الثقافة عن التكريس الدائم لحركية ثقافية مشهود لها و ناجعة سواء كموظف بالدائرة الأثرية لولاية الشلف ثم كمدير المتحف الوطني عبد المجيدة مزيان بولاية الشلف ثم كمدير الثقافة و الفنون لولاية عين الدفلى و مدير الثقافة و الفنون لولاية الشلف . صحيفة نبض العرب : من هو مدير الثقافة و الفنون لولاية الشلف السيد محمود حسناوي في ورقة تعريفية . السيد محمود حسناوي : أنا من مواليد 1965 بولاية الشلف أب لـ4 أولاد زاولت دراستي الإبتدائية و المتوسطة بولاية الشلف مركز و الثانوية بكاستور بولاية وهران و الشلف أما الدراسة الجامعية فزاولتها في معهد الآثار لجامعة الجزائر العاصمة و بعد التخرج و حصولي على شهادة الماجستير إلتحقت موظفا في جامعة الجزائر ثم إلتحقت مباشرة بالوكالة الوطنية لحماية الآثار مقرها الجزائر العاصمة ثم الدائرة الأثرية لولاية الشلف لمدة 10 سنوات كاملة ثم عينت مديرا للمتحف الوطني عبد المجيدة مزيان بالشلف و عملت به لمدة 10 سنوات أيضا ثم تم تعييني مدير الثقافة و الفنون لولاية عين الدفلى لـ4 سنوات ثم مدير الثقافة و الفنون لولاية الشلف منذ شهر جوان 2021الى يومنا هذا . صحيفة نبض العرب : بالتوفيق إن شاء الله في مهامك لنعد الى عملك الأول كمختص في الآثار فما هي مجمل مهامك بها ؟ السيد محمود حسناوي: قمت بعدة حفريات على مستوى التراب الوطني بمواقع مدينة شرشال ولاية تيبازة و مدينة تيقزرت ولاية تيزي وزو و بالمنصورة ولاية تلمسان الواقعة بأقصى الغرب الجزائري و تيمقاد ولاية باتنة بالشرق الجزائري و عدة أبحاث في ولاية الشلف مشرفا على عدة إكتشافات بها و أنا أول من جسد الخريطة الأثرية لولاية الشلف و أشرفت على تنظيم ملتقيات وطنية كعضو في اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية و خبير لدى وزارة الثقافة في مجال التعرف على التحف الأثرية كما قمت بعدة خبرات بالتنسيق مع المصالح الأمنية للتعرف على التحف الأثرية المحجوزة و تدخلاتي كانت في ولايات الغرب الجزائري و ولايتي تبسة و خنشلة في الشرق الجزائري . للإشارة أنا عضو أيضا في اللجنة العلمية لمتحف سطيف و عضو في المجلس التوجيهي للمتحف الوطني زيان في وهران و عضو في المجلس التوجيهي البحري بالجزائر العاصمة و عملت آمرا بالصرف في المكتبة العمومية لسنتين كما أشرفت على تحضير و تصنيف القطاع المحفوظ لمدينتي تنس القديمة و مليانة و حضرت و صنفت عدة مواقع و معالم أثرية لولاية الشلف و حاليا أنا نائب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر فرع الشلف و مدير علمي لمشروعين مع جمعية كاستيلوم تنجيتانوم هذا فضلا عن تدريسي لفترات كأستاذ مساعد بقسم الآثار لجامعة أولاد فارس بالشلف كما أشرفت على تظاهرة صيف المتاحف التي أصبح لها رواجا و صدى وطنيا بمشاركة جل المتاحف الوطنية و شاركت في تظاهرة المتحف في الشارع بالعاصمة و الملتقى الوطني الأوراس في باتنة و لقاء جسور الحظائر في قسنطينة. صحيفة نبض العرب : زخمك في النشاطات الأثرية و المتحفية كبير عبر الوطن فهل كان لك حظ في خارج الوطن ؟ السيد محمود حسناوي: إلى جانب قيامي بحفريات على المستوى الوطني شاركت في حفريات أثرية في دول أوربية منها فرنسا و إيطاليا و سويسرا و إنجلترا و إكتسبت منها خبرة إضافية جعلتني أتمكن بشكل كبير في أعمالي الحفرية بالجزائر. صحيفة نبض العرب : و ما هي أهم المحاضرات التي ألقيتها و الشهادات و التكريمات منها ؟ السيد محمود حسناوي : حصلت على شهادة لمداخلتي حول ملتقى المذهب المالكي لولاية عين الدفلى و شهادة حول تنشيطي الندوة الوطنية حول حماية التراث في ولاية البيض و شهادات لمحاضراتي حول الدرهم الفاطمي و حماية التراث المادي لولاية تبسة و كيفية التعرف على التحف الأثرية بعين الدفلى و الدورة التكوينية طويلة المدى لأجهزة الأمن بالعاصمة كما تم تكريمي لمحاضرة ألقيتها الأغواط من طرف السلطات المحلية للمدينة. صحيفة نبض العرب: و أنت مدير الثقافة و الفنون لولاية الشلف فما هي المشاريع التي يشرف عليها القطاع ؟ السيد محمود حسناوي: أهم المشاريع كانت إنجاز بناء معهد الموسيقى بمدينة تنس و هو يشهد مرحلة التجهيز و يتسع لـ 100 مقعد و على ذكر مدينة تنس فقد تم رفع التجميد عن مدينة تنس القديمة من الوزارة كما أشير إلى طلب وزارة الثقافة و الفنون ملف بخصوص إعادة تهيئة مسرح الهواء الطلق و المتحف التابع للديوان الوطني لإستغلال الممتلكات الثقافية و الذي سوف يتم ترميمه قريبا كما تم فتح مقر للملحقة الجديدة التابعة للوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة بتنس و سوف تقوم بالإشراف على كل ما هو محفوظ بتنس القديمة و سوف تفتتح ب 24 عاملا و هذا مكسب كبير للولاية كما وضعت مديرية الثقافة و الفنون مؤخرا حيز الخدمة مكتبتين ريفيتين في سيدي الوليد لبلدية أبو الحسن و سيدي زيان لبلدية تاجنة و قد تم تجهيزهما بأحدث الوسائل و رصيد كبير من الكتب المنوطة بتقديم خدمة عمومية عامة و هامة . صحيفة نبض العرب : بالفعل إنها مشاريع ضخمة فما طموحك مستقبلا كمدير لقطاع الثقافة بالشلف ؟ السيد محمود حسناوي: أسعى بكل حزم و عزم و ما أملك من ثقل ثقافي إلى ترسيم مهرجانين وطنيين ثقافيين في ولاية الشلف هما مهرجان “الراي العروبي” و “مهرجان الكسكسي ” لأنهما طابعان خاصان بتقاليد منطقة الشلف و بوجود فنانين و مبدعين لهم إمكانات هائلة في الإختصاص هذا بالإضافة إلى السعي لتنظيم الصالون الوطني للفن التشكيلي و نعمل حاليا مع طاقم الثقافة لتفعيل الورشات بصفة رسمية حتى يتسنى للشباب تجسيد طموحاتهم بكل أريحية و نحضر لعدة إتفاقيات للشراكة مع قطاعات ترى أنها تعطي إضافة الى الثقافة و ترتقي بالفعل الثقافي و مبادراتنا تكون دائما بالتشاور مع المؤسسات تحت الوصاية و ظهورنا بصفة دائمة و منتظمة مع جميع القطاعات في جميع المواعيد و المناسبات . صحيفة نبض العرب : و ما هي مشاركة القطاع الثقافي في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران ؟ السيد محمود حسناوي : “وهران في القلب ” تشارك المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف بالمكتبة المتنقلة حيث تجوب عدة بلديات في ولاية وهران لعرض كتب للمطالعة تعميما للقراءة و المطالعة كما تشارك فرقتان موسيقيتان في الحدث و نستقبل فرقا فنية من وهران في الشلف كما قامت مديرية الثقافة و الفنون لولاية الشلف عن طريق فنانين تشكيليين برسم جداريات بعدة أماكن إستراتيجية بمدينة الشلف تماشيا مع الحدث الرياضي و الثقافي الكبير . صحيفة نبض العرب : و ما علاقة المديرية بالجمعيات و الشخصيات الثقافية ؟ السيد محمود حسناوي: أبواب المديرية كما تعلم مفتوحة لكل الفعاليات الثقافية دون إستثناء . صحيفة نبض العرب : فعلا الحديث معك ذو شجون و لكن لابد من الإختتام فما هي الكلمة الأخيرة التي توجهها إلى القراء الكرام ؟ السيد محمود حسناوي: لا يسعني في هذا المقام إلا أن أوجه خالص شكري للطاقم الإداري و الصحفي بمكتب الجزائر و على رأسهم المدير كمال فليج و طبعا المحرر محمد غاني دون أن ننسى الطاقم الإداري للصحيفة بالمملكة العربية السعودية و على رأسهم رئيس مجلس الإدارة الدكتور حسين موسى مشيخي . صحيفة نبض العرب : نشكركم سيدي المدير على إستظافتنا في مكتبك و فتح قلبك لنا و مساعدتنا في تغطية كل نشاطات الثقافة في ولاية الشلف. 51
مشاركة :