مواقفنا من اتفاقية المناخ 2 - 2 - د. أنور أبو العلا

  • 12/20/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليس القصد من هذا المقال - بأي حال من الأحوال - الانتقاد وانما فقط ابداء وجهة النظر فلا شك ان ابداء وجهات النظر (المشورة) لا سيما من المتخصّصين المهنيين ضروريّة – سواء تم الأخذ بها أو تجاهلها – لذا يسعى المسؤولون في جميع دول العالم للاستعانة بالمستشارين سواء من داخل دوائرهم أو خارج دوائرهم ولذا تلاقي البيوت الاستشارية على مختلف مستوياتها رواجا في شتى أنحاء العالم. وجهة نظري تجاه اتفاقية المناخ قديمة منذ بداياتها عام 1992 وقد ناقشتها في عدة مقالات (تقارب العشرين مقالا) في أوقات مختلفة على مدى عدة سنوات، وهي جميعها توضح ان اتفاقية المناخ في حد ذاتها ليس فيها ما يبرّر تخوفنا بأنها تضر بترول المملكة بالذات من دون بترول الدول الأخرى بل لو تم تطبيقها بحذافيرها ستؤدي الى التحول من الفحم والبترول الرملي والصخري (الأكثر انبعاثا لغازات الاحتباس الحراري) الى البترول التقليدي والغاز الطبيعي (الأقل انبعاثا لغازات الاحتباس الحراري). خطاب معالي وزير البترول المهندس علي النعيمي يوم الاثنين 30 نوفمبر 2015 في افتتاح اجتماعات مؤتمر الأطراف في اتفاقية المناخ في باريس COP21 الذي نقلته واس – ثم عن واس – تناقلته العديد من وسائل الاعلام المحلية أكّد فيه – مجددا –: «التزام المملكة بتحسين كفاءة الطاقة والاستفادة من المتجددة وحجز الكربون لمواجهة التغير المناخي». لكن تقرير صحيفة New Internationalist (الذي تحدثنا عنه الاسبوع الماضي) أضاف عبارات الى خطاب معاليه لم أجدها في الخطاب المنقول عن واس فلقد قالت الصحيفة أن معاليه قال: نحن في السعودية نعترف recognize أنه سيأتي يوم لا أدري هل هو عام 2040 أو عام 2050 أو فيما بعد ذلك لن نكون في حاجة الى الوقود الاحفوري. وبأن المملكة تخطط لتصبح قوة كبرى لانتاج الطاقة الشمسية والرياح ونطمح لان نكون مصدرين للكهرباء بدلا من تصديرنا الوقود الاحفوري في السنوات القادمة. لقد رجعت الى موقع الاتفاقية الرسمي للاطلاع على نص خطاب معاليه الكامل لكن لم أجد ذكرا لخطاب معالي المهندس النعيمي ضمن 196 خطاب (Statements) التي وجدتها في الموقع. بمتابعتي الحثيثة للموضوع وجدت ان العبارات التي اضافتها الصحيفة لخطاب معاليه ربما نقلتها من خطابه السابق الذي ألقاه معاليه يوم الخميس 21 مايو 2015 في مؤتمر عن المناخ تم عقده حينذاك للتمهيد لمؤتمر باريس COP21 (وقد تناقلته في حينه – عن رويترز – وسائل الاعلام). اعتقاد وفدنا في اتفاقية المناخ على أن الاتفاقية تضر ببترولنا أكثر من الاضرار ببترول الآخرين لأن لدينا كما يقال: أكبر احتياطي بترول تقليدي معلن جعلهم يركزون على معارضة كل الدعوات – بغض النظر عن مبرراتها – التى يعتقدون انها ستؤدي الى خفض الطلب على البترول. بينما لو دققنا النظر في جميع الوسائل التي يتم تداولها كمقترحات لخفض الطلب على الوقود الاحفوري (رغم انها لم يتم البدء في تنفيذها رسميا حتى الآن) نجد أنها ستؤثر على الفحم (عمره الزمني حوالي 300 سنة) أولا ثم تتدرج الى التأثير في البترول الرملي (يصدر عنه الكربون حوالي ثلاثة أضعاف بترولنا) والبترول الصخري (وهو المتوفر في امريكا وهو كذلك الأمل لعدة دول كمصدر للطاقة بعد نضوب التقليدي) ثم لو تمكّن العالم فعلا لاكتشاف بديل كامل يغني عن البترول فلن يتم ذلك قبل بين: 50 – 100 سنة قادمة بينما عمر البترول من نوع بترولنا النبيل لا يتجاوز بين: الأربعين والخمسين سنة. في مقال الاسبوع القادم - ان شاء الله – سأروي كيف انتقلت الاتفاقية من مصلحة الارصاد وحماية البيئة الى وزارة البترول بعد بروتوكول كيوتو مباشرة.

مشاركة :