لو افترضنا أن الإعلام الجديد هو تغيير قنوات الإعلام والنشر، ولكن لا يمكن أن نفترض أن الإعلام الجديد هو مجرد محتوى هابط وسيل من الإعلانات ونشر يوميات تافهة لاتسمن ولا تغني من جوع!! ولو افترضنا أن الصحف الورقية والمطبوعات تعاني بسبب أزمة تجعلها في تحدٍ صعب مع التكنولوجيا الحديثة من حيث التكلفة وترشيد النفقات وتقليص عدد الموظفين وسرعة انتشار الخبر ومواكبة العصر بالوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور حسب ميولهم مما يجعل مستقبل الصحافة الورقية على المحك، ما لم تواكب القوالب الجديدة للنشر، ولكن لا يمكن أن ننكر أنها أيضًا مصدر قوة لا يُستهان بها من حيث امتلاكها لأدوات الكتابة والتأثير في حياة المواطن، في المصداقية برصد الخبر وامتلاك أدوات الكتابة الجيدة. مهما تعددت المسميات تبقى الفكرة موجودة لدى الناس أنهم يبحثون عن المعلومة والخبر من المصدر الموثوق والمحتوى الجيد، وهذا ما يؤكد بقاء الصحافة مع اختلاف أدواتها حيث إن الإعلام الجديد غزا بتوجهه الإعلام التقليدي، وكأي مصدر جديد لنقل الخبر والمعلومة ينجذب الناس للوسيلة الأسرع والأقرب والأسهل للحصول على المعلومة، ولكن لا يمكن أن نقلل من قيمة الموثوقية في عملية البحث، إذ يعد مصدر المعلومة أمرًا مهمًا يحرص عليه الأغلب وهذا ما يؤكد بقاء الخبر وإن تغيرت وسائله، ويبقى المحك الحقيقي للإعلام والصحافة هو (المحتوى وليست الوسيلة)!! فإن اختفاء الوسائل لا يعني اختفاء مهنة الإعلام ولا يعني أن موهوبي الإعلام في خطر لأن الاعتماد الأساس على صُناع المحتوى، فالتطور والتكنولوجيا موجود ويحيطنا من كل جانب ومستمر معنا حتى آخر يوم في حياتنا، قد يلغي أدوارًا معينة في المهن ولكن لا يمكن أن يلغي المهنة نفسها. مثلما تطورت وسائل النقل، ووسائل المراسلة، ووسائل الشحن وأدوات الكتابة ولكن بقيت الأساسيات موجودة، وذلك ما يؤكد أن الصحافة الورقية من المحتمل أن تنتهي في يوم من الأيام ولكن الكلمة باقية، وإن تغيرت وسائلها فالتأثير الأهم بالصياغة والمحتوى نفسه وليست الوسيلة فقط.
مشاركة :