صورته وصورتان مع سمو رئيس الوزراء الموقر في مكتبه، ومع الشيخ سلمان عبدالله السالم الصباح في لندن في1952 تعيد الأيام نشر مقال د. عبدالله المدني تحت عنوان الرجل الذي جعل البحرينيين أكثر رفاهية والذي يسرد قصة حياة عميد التجار الوجيه حسين يتيم ومناقب المرحوم وإسهاماته الجليلة في نهضة البحرين الحديثة وما حققه من منجزات لا حصر لها لرفعة وطنه البحرين. وذكر المدني في مقاله ان الوجيه حسين يتيم كان وراء إنشاء أول محطة بنزين في البحرين، واول مجمع تجاري، واول صالة للعروض السينمائية، واول مجمع سكني. كما كان له الفضل في تأسيس شركة الخليج للطيران، نواة طيران الخليج. العائلات التي لعبت، ومازالت تلعب، دورا بارزا ومشهودا في الحياة التجارية والاقتصادية لبلادنا العزيزة، البحرين، كثيرة ومتنوعة الاسهامات .لكن تبقى عائلة يتيم صاحبة بصمة خاصة وجهود لا يمكن لأحد أن يمر عليها مرور الكرام دون التوقف مليا عند رحلتها الناجحة والمثيرة في عالم المال والأعمال والمشاريع الرائدة على مدى ثمانين عاما .ودليلنا هو أن اسم العائلة ارتبط دوما بكلمة "أول"، الأمر الذي يعني أنها جُبلت على مواجهة التحديات وقبلت أن تكون هي المبادرة في إطلاق المشاريع الجديدة غير المألوفة. هذه المقدمة تدعونا للتساؤل عن الرجل الذي أخذ على عاتقه القيام بهذه المبادرات السابقة لعصرها وزمانها في عالم البزنس. إنه الوجيه حسين يتيم الذي يعتبر من أوائل رجالات البحرين الذين تسلحوا بالعلوم الحديثة في عشرينات القرن الماضي، بل أنّ عائلته عرفت مبكرا قيمة العلم في تحقيق الريادة بدليل أنّ جده أحمد يتيم كان متعلما يجيد القراءة والكتابة وصاحب معرفة بالتاريخ والأحوال العامة ومجريات الأمور في الداخل والخارج، ثم بدليل أنّ والده علي يتيم درس العلوم الصيدلانية في الهند، فيما درس هو في إنجلترا مبتعثا من قبل والده. ولعل الجزئية الأخيرة هي التي جعلت الوجيه حسين علي أحمد يتيم صاحب قيادة متنورة ورؤية طموحة تستشرف المستقبل ومآلاته واحتياجاته. ومن هنا لم يكن غريبا أن تنمو تجارة عائلة يتيم تحت قيادته فتتحول من أعمال تجارية بسيطة يديرها عدد قليل من الأشخاص إلى مجموعة متعددة الأنشطة تعمل في مجالات العقار والمجمعات التجارية والتكييف وصناعة الغازات والامدادات النفطية وغيرها، ويديرها جيوش من الموظفين الأكفاء. نحن الآن في عقد الثلاثينات من القرن العشرين، والبحرين الصغيرة ذات الحياة البسيطة ووسائل النقل البدائية على موعد مع تطورات تنموية هائلة وتغيرات في انماط الحياة الاجتماعية، وتوسع في حجم النشاط الاقتصادي، بسبب اكتشاف النفط فيها بكميات تجارية قبل سائر دول الجوار الخليجي. هنا نرى الوجيه حسين يتيم، بما يمتلكه من رؤية استشرافية سديدة ومعارف حديثة وتجارب من واقع ما رآه وعايشه في الغرب المتقدم، يبادر إلى اقتناص العديد من الفرص التجارية والاقتصادية التي أوجدها اكتشاف النفط وتصديره في عام .1932 فنراه مثلا يفتتح في عام 1938 أول محطة بنزين فوق قطعة أرض كان قد اشتراها بالقرب من باب البحرين، وهي الأرض التي أقام عليها لاحقا جامعا ذا تصميم هندسي مميز .ونراه يتبع ذلك بالاستثمار في عالم الترفيه من خلال انشاء أول صالة للعروض السينمائية في البلاد بمشاركة مستثمرين آخرين. ونراه في الفترة ما بين عامي 1944 و1945 يقوم بافتتاح أول معمل للثلج والمياه المقطرة في عموم البحرين. أما العام 1939 فقد شهد قيامه بمرافقة الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة إلى الولايات المتحدة الامريكية لحضور معرض نيويورك الدولي. والحقيقة أنّ هذه الزيارة شكلت منعطفا هاما في حياة الوجيه حسين يتيم التجارية لأنها عرّفته على الدكتور بويليس .إتش كاريير، مخترع أجهزة التكييف المعروف، الذي باعه عددا من مكيفات كاريير الشهيرة لتركيبها وتشغيلها في البحرين .وبطبيعة الحال كان حسين يتيم يعلم مسبقا أنّ هذه السلعة هي من سلع الرفاهية والترف وأنه من الصعوبة بمكان ترويجها في مجتمع البحرين في تلك الحقبة بسبب تكاليفها الباهظة من جهة، وتدني مستوى معيشة مواطنيه من جهة أخرى، إلا أن روح المغامرة الاستثمارية المتأصلة فيه انتصرت على روح التردد وأقنعته أنّ هذه السلعة ستجد لنفسها موقعا قويا في السوق، إن عاجلا أو آجلا، طالما أن البحرين ذات المناخ الحار الرطب في طريقها نحو التحسن المعيشي والتطور الاجتماعي .وقد صدقت توقعات الرجل سريعا، بدليل أن واردات يتيم من أجهزة التكييف من نوع كاريير راحت تتضاعف عاما بعد عام. وهكذا لم يحن عام 1949 إلا ومؤسسة يتيم تحصل على حق التوزيع الحصري لمكيفات كاريير ولوازمها وقطع غيارها في البحرين، بل وتصبح رائدة في مجال بيع أجهزة التكييف ومستلزماتها. ولا يمكن الحديث عن الوجيه حسين يتيم دون التطرق إلى دوره البناء ومساهمته الفاعلة في تأسيس شركة طيران الخليج كأول ناقلة جوية وطنية على الإطلاق في منطقة الخليج. وقصة حسين يتيم مع الطيران قصة شيقة يجب أنْ تُروى بتفاصيلها المثيرة لأنه لولا حماسه وجرأته ورؤيته الصائبة لما وُجدت أصلا خدمات النقل الجوي في البحرين في زمن مبكر وتتلخص الحكاية، ونحن ننقلها هنا بتصرف كما وردت في تحقيق مطول نشرته صحيفة الوقت البحرينية بتاريخ 8/8/2003، أن فريدي بوسورث، وهو اسكتلندي كان يعمل طيارا في القوات الجوية الملكية البريطانية في قاعدة البصرة رقم 203 جاء إلى البحرين في أواخر عام 1949 هاربا من البيروقراطية العراقية التي وقفت في طريق تحقيق طموحاته في تأسيس خدمات جوية مدنية، على الرغم من حصوله على رخصتي طيار تجاري ومهندس صيانة جوي. في البحرين عمل فريدي في قاعدة المحرق الجوية البريطانية، فيما كانت طموحاته تشده إلى إقامة مشروع صغير للتاكسي الجوي في منطقة الخليج. ولأن إمكانياته المادية كانت متواضعة، بل لم تكن تكفي حتى لشراء قطع غيار لطائرة حربية قديمة من مخلفات الحرب كان يمتلكها، فقد حاول الاقتراض من البنك الوحيد في البحرين آنذاك وهو البنك الشرقي بنك ستاندرد تشارتر حاليا لكن الأخير رفض إقراضه دون ضمانات .هنا قرر فريدي طلب المساعدة المادية من الوجيه حسين يتيم الذي عُرف عنه حبه للسفر والطيران، ووسّط لذلك شخصا كان يعمل مساعدا ومديرا لأعمال يتيم. تقبل حسين يتيم الفكرة بمزيج من الرغبة والرهبة .فالمجال ليس مجاله، والطيار البريطاني معدم تقريبا ولا يملك من حطام الدنيا سوى طائرته المعطوبة من طراز افيرتشايلد أرغوسب .لكن الرغبة وحب الاستكشاف والمغامرة انتصرت لديه مرة أخرى، دافعا إياه إلى منح فريدي مبلغا من المال في حدود 200 جنيه استرليني لشراء ما يحتاجه من قطع الغيار من أجل إعادة تأهيل طائرته القديمة، بل أنّ حماس يتيم تجاوز ذلك إلى اصطحابه معه في مركب إلى السعودية من أجل الحصول على قطع الغيار المطلوبة من شركة أرامكو النفطية التي كانت تملك عددا من الطائرات الخاصة بها لنقل عمالها وموظفيها ما بين مناطق أعمالها المترامية الأطراف في الصحراء السعودية. الخطوة الثانية كانت تأسيس شركة مساهمة بين يتيم وفريدي لإطلاق المشروع الجوي المقترح، كمقدمة للحصول من السلطات الرسمية المختصة على رخصة تتيح تقديم خدمات التاكسي الجوي لشركة نفط البحرين، إضافة إلى توفير رحلات جوية فوق جزر البحرين لمن يرغب التعرف على معالمها مقابل عشر روبيات للراكب الواحد. وفي سبتمبر 1949 حمل يتيم وفريدي مشروعهما إلى عظمة حاكم البلاد الاسبق الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة للحصول على موافقته. وحينما أخذ الشيخ سلمان رأي مستشاره السير تشالز بلغريف تحمس له الأخير كثيرا، موضحا أنه مشروع سيفتح أبواب الاستثمار لرجال الأعمال الوطنيين، ويتيح في الوقت نفسه فرصة الريادة للبحرين في مجال الطيران التجاري، خصوصا وأن الخطوط الجوية العربية السعودية التي تأسست في أعقاب الحرب العالمية الثانية كانت رحلاتها وقتذاك محصورة في الداخل السعودي. وهكذا تم منح الترخيص للمشروع وسُجلت شركته في البحرين تحت اسم اشركة الخليج للطيران، لكن فريدي قام في مارس 1950 بإعادة تسجيل الشركة في بريطانيا لدى هيئة الطيران المدني لمجلس التجارة، وهي الجهة التي كانت تتولى الاشراف على شؤون الطيران في منطقة الخليج آنذاك، كشركة مساهمة يملك هو وزوجته مارجوري خمسين بالمائة من أسهمها، ويملك باقي الاسهم شركاء بحرينيون في مقدمتهم بطبيعة الحال حسين يتيم الذي استخدم لاحقا علاقاته وصلاته بنظرائه من رجال الأعمال في البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية ليحثهم على الاستثمار في صناعة النقل الجوي وتوسعة المشروع المتواضع الذي بدأه فريدي، إلى أن تمكن من إقناع الوجيه خليفة بن عبدالرحمن القصيبي بالمشاركة في المشروع. والحقيقة أن عملية تسجيل الشركة في بريطانيا لم تواجه أي صعوبات على الإطلاق لأن القوات الجوية الملكية البريطانية المرابطة في البحرين شجعت المعنيين بالأمر في بلادها على تسهيل مهمة فريدي وذلك انطلاقا من أن وجود الخدمات الجوية في المنطقة من شأنها تسهيل تنقل الشخصيات الرسمية والخبراء، إضافة إلى تسهيل توزيع البريد بين البحرين وقطر وعمان ومشيخات الساحل المتصالح، وبالتالي إعفاء القوات الملكية البريطانية من هذه المهمة الشاقة. ومما لا شك فيه أن خطوة تدشين شركة الخليج للطيران رسميا في عام1949، وقيام الأخيرة ببدء خدماتها الجوية في مارس 1951 عبر تسيير رحلات من البحرين إلى كل من الدوحة والشارقة أولا ثم من البحرين إلى الظهران لاحقا، خلقت الثقة لدى عموم البحرينيين حول النقل الجوي، وأزالت عنهم مشاعر الرهبة والخوف من هذه الوسيلة العصرية للسفر، الأمر الذي مهد السبيل أمام التفكير في توسعة المشروع وتطويره .وفي هذا الإطار تحرك حسين علي يتيم، مستخدما صفته كمؤسس ومساهم وممثل لشركة الخليج للطيران للتفاوض مع شركة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار التي كانت تعرف اختصارا باسم "بي أو إيه سي"، بهدف عقد اتفاقية مع الأخيرة تتولى بموجبها تقديم الدعم المادي والفني والتدريبي للشركة الوليدة. وقد نجح يتيم في مسعاه، حيث وقع الجانبان اتفاقا في مايو 1951 تضمن تقديم الشركة البريطانية مساعدة مادية، وإرسال أطقم الضيافة المدربة والفنيين إلى البحرين، وغير ذلك من الأمور التي عززت مكانة شركة الخليج للطيران كناقلة إقليمية معتبرة، الأمر الذي نجد تجلياته في حصولها في ابريل 1951 على أول طائرة من بين ثلاث طائرات من طراز دي إتش 86 بي ذات المحركات الأربعة والتي تتسع لعشرة ركاب. وبما أنّ طموحات فريدي كانت بلا حدود كطموحات شريكه، فإننا نراه يشير في هذه الفترة على حسين علي يتيم بضرورة الحصول على طائرات أكبر حجما وأحدث صناعة من نوع دي هافيلاند دوف. غير أنّ هذا الاقتراح الذي وافق عليه مجلس إدارة شركة الخليج للطيران، كان هو نفسه الذي أودى بحياة فريدي قبل أنْ يحقق كل طموحاته .ذلك أنه ذهب إلى إنجلترا بنفسه من أجل تجربة نسخة من هذه الطائرات قبل إبرام صفقة حولها، وبينما كان يحلق بها في جنوب لندن في يونيو 1951 في رحلة تجريبية، سقطت به ولقي حتفه .وبغياب فريدي عن الساحة تملكت شركة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار حصة الأخير فصارت مالكة لنصف أسهم شركة الخليج للطيران .وحينما قررت حكومات البحرين وقطر وأبوظبي وسلطنة عمان في يناير 1974 تأسيس ناقلة خليجية موحدة لدولها كان الانطلاق من شركة الخليج للطيران التي تحول اسمها إلى طيران الخليج، وظل حسين يتيم عضوا في مجلس إدارتها على مدى ربع قرن. وللوجيه حسين يتيم دور بارز في وسيلة أخرى من وسائل المواصلات هي السيارات. ففي زيارته الثانية للولايات المتحدة في عام 1946 قام برحلة مع أحد أصدقائه الامريكيين من مدينة نيويورك على الساحل الشرقي إلى ولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي مستخدمين سيارة من نوع ستودبيكر .ويبدو أن جودة المركبة وقوة تحملها أغرته بأن يصبح وكيلا لمصنعيها في البحرين، فكان له ما أراد. إلى ما سبق ذكره عُرف عن الوجيه حسين يتيم تعلقه الشديد بالطبيعة والزراعة. ونجد تجليات ذلك في قيامه ببناء أول مجمع سكني غناء في البحرين تحت اسم حدائق يتيم ،وهو مجمع سكني يقع في قلب المنامة ويحتضن العديد من الفلل الجميلة المحاطة بالحدائق وأشجار النخيل والمياه العذبة، ويقيم فيه صاحبه مع أسرته منذ أوائل السبعينات الميلادية. ودليلنا الآخر على عشق حسين يتيم للبيئة الخضراء وحرصه على عدم المساس بها أنه رفض رفضا قاطعا فكرة إزالة مساحات خضراء والتخلص من المئات من أشجار النخيل المثمرة في مجمعه السكني آنف الذكر. وفي خطوة جريئة أخرى من الوجيه حسين يتيم لتقديم كل ما هو متطور وغير تقليدي لمواطنيه البحرينيين وضيوفهم، قام في عام 1981 ببناء أول مجمع تجاري للتسوق في البحرين في قلب سوق المنامة القديم .وقد حرص في مشروعه هذا أن يكون عصريا من حيث التصميم الهندسي، وبانوراميا من حيث المشهد، ومحتويا على وسائل الراحة كالتكييف المركزي، والسلالم، ومواقف السيارات تحت الأرض، والمصاعد الكهربائية الرابطة بين أدواره الثلاثة، وجامعا تحت سقف واحد لمتاجر تعرض مختلف السلع والبضائع والخدمات الملبية لكافة الأذواق والاحتياجات .وعلى الرغم من قيام مستثمرين آخرين باستنساخ هذه الفكرة في أماكن أخرى من البلاد خلال العقود الماضية وبطرق ووسائل أكثر فخامة، إلا أن مجمع يتيم التجاري لايزال له طابعه الخاص المستمد من عبق الماضي القريب، وعبق الماضي البعيد المتجسد في ما حوله من أزقة ومتاجر ومقاه شعبية عتيقة. وخلاصة القول إن كل النجاحات التي حققها الوجيه حسين يتيم في البحرين وخارجها لئن كانت بسبب طموحه وعزيمته وإرادته الصلبة وروح المغامرة والمبادرة اللصيقة بشخصه من جهة أولى، ثم بسبب تمسكه بمجموعة من القيم والمبادئ والتزامه بالعمل المتواصل دون كلل أو ملل أو تفكير في التقاعد من جهة ثانية فإنها كانت من جهة ثالثة بسبب انفتاحه على الثقافة الغربية والعلوم الحديثة في سن مبكرة، واتقانه للغة الانجليزية، لغة العصر والاتصالات والتواصل والمال والأعمال. ومما يُذكر في هذا السياق أن الرجل حينما رافق في عام 1951 المغفور له عظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البلاد الأسبق إلى بريطانيا للمشاركة في احتفالات تتويج الملكة إليزابيث الثانية، وبعد أن قلدته الحكومة البريطانية أحد أرفع أوسمتها، التقى برئيس وزراء بريطانيا الأشهر سير ونستون تشرتشل خلال اجتماع الأخير بالمغفور له الشيخ سلمان بن حمد. ويصف الوجيه حسين يتيم هذا اللقاء فيقول إن تشرتشل تقدم منه قائلا :إذن أنت الشاب البحريني الذي يتقن التحدث بالانجليزية. على أنّ تشرتشل لم يكن الوحيد من مشاهير التاريخ المعاصر الذين التقى بهم يتيم في سنوات شبابه. إذ التقى أيضا بالرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت في البيت الأبيض. وخلال مسيرته العملية الحافلة بالانجازات الباهرة وضع حسين يتيم خدمة وطنه البحرين دوما نصب عينيه، لذا نجد في سيرته الذاتية أدلة كثيرة على أنه كان من المشاركين الدائمين في الحياة العامة فإضافة إلى عضويته لنحو ربع قرن في المجلس البلدي للعاصمة المنامة على نحو ما أسلفنا، كان أحد مؤسسي غرفة تجارة وصناعة البحرين وأحد رؤسائها سابقا. كما كان أحد مؤسسي أول بنك وطني في البلاد وهو بنك البحرين الوطني الذي تولى فيه منصب نائب الرئيس .وأحد مؤسسي شركة البحرين للفنادق مالكة فندق الخليج الذي افتتح في عام 1967 كأول فندق من فئة الخمس نجوم في البحرين. وحسين يتيم من جهة أخرى هو أحد مؤسسي جمعية الهلال الأحمر البحرينية التي تولى رئاستها لمدة خمسة أعوام .هذا ناهيك عن أنه كان ضمن كبار الداعمين لمشروع تأسيس أكبر مكتبة عامة في البحرين ممثلة في مركز عيسى الثقافي وملحقاته من صالات وقاعات للمؤتمرات، كما انه أول من أنشأ وافتتح مصانع عديدة للغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون المستخدم في إنتاج المشروبات الغازية كالنامليت وسينالكو وذلك في عام 1954 ثم قام في عام 1960 بتأسيس مصانع أخرى للغازات الطبية والصناعية مثل الأوكسجين والنتروجين والأرغون. إلى ما سبق قام الرجل بإنشاء مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري على نفقته الخاصة .وهذا المركز تتولى إدارته جمعية نهضة فتاة البحرين التي أسستها المغفور لها حرم حسين يتيم عائشة يتيم. وإنْ كانت لنا كلمة نلخص بها كل ما سردناه عن الوجيه حسين يتيم فإنها لن تخرج عن وصفه بالرجل الذي خدم البحرين بكل جهد وإخلاص، وجعل حياة البحرينيين أكثر سلاسة ورفاهية وأقل صعوبة.
مشاركة :