حلّ «متحف المستقبل»، المنصة المعرفية العالمية المعنية بتعزيز مأسسة استشراف المستقبل وتصميم أفكاره، ضيفاً رئيسياً في القمة العالمية للمتاحف «ستيم - SITEM» التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس في متحف اللوفر، وذلك لما يمثله المتحف من إضافة نوعية جديدة لقائمة المتاحف العالمية، وتعزيزاً للمشهد الثقافي والمعماري العالمي. فعملية تصميمه وتشييده تعد من الأكثر تعقيداً، خصوصاً مع مراعاة أن يكون المتحف نموذجاً للبناء المستدام، بينما يتسم محتوى المتحف بأنه غير مألوف، ويمثل قفزة عالمية جديدة في التصور العالمي لدور المتحف وتأثيره المرتقب على المجتمعات والاقتصادات. وضم وفد متحف المستقبل خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، ولاث كارلسون، المدير التنفيذي لمتحف المستقبل، وماجد المنصوري، نائب المدير التنفيذي لمتحف المستقبل. وخلال القمة، قام فريق عمل المتحف بإلقاء كلمة افتتاحية رئيسية وعرض تقديمي لإبراز دور المتاحف في تعزيز التواصل بين الشعوب والثقافات وتوليد الأفكار وإلهام الجمهور بشكل عام بشكل يعود بالنفع على مختلف القطاعات، الفنون والثقافة والاقتصاد وريادة الأعمال. كما ناقش وفد متحف المستقبل مع قيادات المتاحف العالمية أبرز الاتجاهات الحديثة في مفهوم المتاحف العالمية والتطور السريع الذي يشهده مفهوم المتحف ودوره في المجتمع على إثر التغيرات التكنولوجية السريعة وغيرها من العوامل كذائقة الجمهور وما يتطلعون له من زيارتهم للمتاحف. ويتيح هذا الحدث العالمي لصناع القرار والخبراء والعاملين في مجال المتاحف، وضع تصورات جديدة لمفهوم المتاحف العالمية الحديثة من حيث الهندسة المعمارية وهيكلية التشغيل وأدوات العرض وارتباط المتاحف ببيئاتها الإنسانية الحاضنة، وسبل توظيفها كمشاريع رائدة تعود بالنفع على مستقبل المجتمعات والاقتصادات العالمية. وتعد المتاحف العالمية البالغ عددها أكثر من 95 ألف متحف، وسيلة مهمة لتواصل الثقافات وتعزيز ثقة المجتمعات بقدرتها على الصمود في وجه التحديات واستلهام توجهات المستقبل من دروس الماضي، وتعرضت المتاحف، كسواها من المرافق، لتداعيات جائحة «كوفيد 19» التي أثارت نتائجها تساؤلات محورية حول أهمية استثمار المدن في بنيتها التحتية الذكية لرفع مستويات استفادة كل شرائح المجتمع من المتاحف وما تقدمه من مقتنيات ومعروضات وأفكار تتناول تاريخ البشر وحاضرهم وإنجازاتهم، وتنطلق بهم نحو المستقبل الزاخر بالفرص. استشراف المستقبل وبهذه المناسبة، قال خلفان بالهول: «نؤمن في مؤسسة دبي للمستقبل ومتحف المستقبل بأن إيجاد الحلول لأي قضية، مهما كان حجمها ونطاقها، يكمن في توطيد أواصر العمل المشترك بين مختلف الجهات ذات المصلحة. ولذا فإن وجودنا هنا اليوم مع القيادات والمفكرين والعاملين في مجال المتاحف أتاح لنا مشاركة الآراء والرؤى البناءة والهادفة إلى تعزيز دور المتحف كمؤسسة أساسية في نسيج المجتمعات والاقتصادات العالمية. وأسعدنا ما رأيناه من إقبال واسع من المشاركين واهتمامهم بالتجربة الإماراتية وتجربة دبي الرائدة في تشييد متحف متفرد في نطاق ما يتيحه من تجارب غامرة ومنصات معرفية تغرس الإلهام لدى زواره في صنع مستقبل أفضل للإنسانية». وأضاف: «من المهم الإشادة بالدلالات البالغة التي تمثلها إقامة هذا الحدث بين جدران متحف اللوفر في باريس، العاصمة التي حملت سمة الوجهة الأمثل للثقافة والعلوم والمعارف عبر السنوات لما لها من تجارب ملهمة في تحويل الأيقونات الثقافية فيها إلى وجهات عالمية للسياحة والتعليم. ومن هذا المنطلق، شاركنا مع الحضور تجربتنا في تشييد متحف المستقبل، ليصبح - بالإضافة إلى كونه معلماً معمارياً رائداً - الوجهة العالمية الأحدث للمبتكرين والمبدعين وخبراء المستقبل في مختلف القطاعات وحاضنة للأفكار من كل مكان ليحولها إلى لبنات جديدة في طريق الإنسانية نحو المستقبل». وخلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها تحت عنوان «أين يكمن المستقبل؟» أكد خلفان بالهول أن دبي تعتبر وجهة مثالية لتوحيد الجهود العالمية في تصميم مستقبل أفضل للإنسانية، بظل تجربتها الرائدة في توظيف التكنولوجيا والابتكارات الحديثة في خدمة المجتمعات، والحد من الآثار السلبية للتحديات المؤثرة على مستقبل كوكب الأرض مثل تغير المناخ. كما شدد على دور المتحف الرائد في ربط المفكرين والمتخصصين والخبراء من كل أنحاء العالم لنشر المعرفة والأبحاث، وتسليط الضوء على أهم التغيرات والاكتشافات العلمية الجديدة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :