إجراءات أمنية مشددة وانقطاع الإنترنت قبيل مظاهرات مرتقبة في السودان

  • 6/30/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شددت السلطات السودانية إجراءاتها الأمنية في العاصمة الخرطوم والمدن المحيطة بها الخميس، فيما قُطعت خدمات في العاصمة السودانية الخرطوم استباقا لمليونية الثلاثين من يونيو. وأفادت وكالة رويترز بأن خدمات الإنترنت قطعت في العاصمة السودانية الخرطوم الخميس قبيل احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، وهي المرة الأولى منذ شهور التي يمنع فيها الوصول إلى الشبكة في الفترة التي تسبق المظاهرات. وتأتي الاحتجاجات في الذكرى الثالثة لمظاهرات ضخمة خرجت خلال انتفاضة 2019، والتي أطاحت بالحكم الاستبدادي طويل الأمد لعمر البشير، وقادت إلى ترتيب لاقتسام السلطة بين المجموعات المدنية والجيش. وأطاح قادة الجيش في أكتوبر الماضي بالحكومة الانتقالية في انقلاب، مما أثار احتجاجات حاشدة تدعو الجيش إلى الابتعاد عن السياسة، واستمرت لأكثر من ثمانية أشهر. وبعد سيطرة الجيش على السلطة كانت خدمة الإنترنت تقطع لفترات طويلة، في محاولة فيما يبدو لتعطيل الحركة الاحتجاجية. وقال عاملون بشركتين من القطاع الخاص تقدمان خدمة الإنترنت في السودان، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن السلطات أمرتهم بوقف الخدمة مرة أخرى الخميس. كما أغلقت قوات الأمن الجسور على نهر النيل بين الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي خطوة أخرى تتخذ في أيام الاحتجاجات الحاشدة لتعطيل حركة المتظاهرين. وحددت تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم القصر الرئاسي كوجهة مشتركة للتظاهرات، التي أطلقت عليها "مليونية فجر الخلاص"، لتحقيق خمسة أهداف على رأسها تشكيل حكومة مدنية. وحددت التنسيقيات خمس نقاط رئيسية للتجمع بمحليات الخرطوم المختلفة، حيث سيضطر متظاهرون، وفق بيانات، إلى عبور جسور "المك نمر، شرق النيل، السلاح الطبي"، وهي ضمن الجسور التي أعلنت السلطات إغلاقها. وعشية الاحتجاجات، قتلت قوات الأمن السودانية متظاهرا خلال مسيرات نظمت مساء الأربعاء. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المؤيدة للديمقراطية إن المتظاهر توفي بعد أن أصيب "برصاصة في الصدر" خلال مسيرات في شمال الخرطوم. وبذلك يرتفع إلى 103 عدد قتلى قمع الاحتجاجات منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر بقيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، حسب اللجنة. وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في العاصمة الخرطوم والمدن من حولها، على الرغم من رفع حالة الطوارئ التي فرضت عقب الانقلاب. وتشهد العاصمة السودانية والمناطق المجاورة لها احتجاجات شبه أسبوعية. وتعاني البلاد من أزمة سياسية واقتصادية تتفاقم باطراد منذ الانقلاب. وقالت قوى الحرية والتغيير، التحالف المدني الذي انقلب عليه البرهان، في دعوتها إلى تظاهرات الخميس إن "الثلاثين من يونيو طريقنا لإسقاط الانقلاب وقطع الطريق أمام أي بدائل وهمية"، داعية المحتجين إلى "المشاركة بفعالية" في التظاهرة. ودعا ناشطون مؤيدون للديمقراطية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى احتجاجات تحت وسم "مليونية زلزال 30 يونيو". وخرجت تظاهرات في الخرطوم وجوارها للدعوة إلى الاحتجاجات الحاشدة في هذا اليوم. ودعا فولكر بريتيس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، السلطات الثلاثاء إلى تجنب العنف في مواجهة الاحتجاجات. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر "لن يتم التسامح مع العنف ضد المتظاهرين". وتأتي احتجاجات الخميس وسط جهود مكثفة لكسر جمود الوضع السياسي منذ الانقلاب. وخلال الأسابيع الأخيرة، مارست الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية "إيغاد"، ضغوطا لإجراء حوار مباشر بين العسكريين وتحالف قوى الحرية والتغيير الذي رفض ذلك. ووصفت قوى الحرية والتغيير الحوار بأنه "حل سياسي مزيف يضفي شرعية على الانقلاب". كما غاب عن دعوة الحوار حزب الأمة، أكبر الأحزاب السودانية، إضافة إلى لجان المقاومة في الأحياء السكنية، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير بين 2018 و2019 ثم قادت التظاهرات ضد انقلاب البرهان. وقال محمد بلعيش، سفير الاتحاد الأفريقي لدى الخرطوم، الأسبوع الماضي إن "الحوار عملية غير شفافة وغامضة". وحذرت الأمم المتحدة من أن يهدد استفحال الأزمة السياسية والاقتصادية ثلث سكان البلاد بنقص في الغذاء.

مشاركة :