مهام تعليمية معقدة ووقت قصير للغاية للإصلاح - هاشم عبده هاشم

  • 12/22/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

•• أعرف أن وزير التعليم الجديد الدكتور (أحمد العيسى) لديه صورة واضحة عن المشكلات الحادة التي تكتنف العملية التعليمية بمستوييها العام والعالي وكذلك الفني والمهني والتقني بحكم انشغاله بمتابعتها لفترة طويلة.. وإصداره كتباً قيمة في هذا الاتجاه. •• لكنني أدرك أن الممارسة الفعلية ستضعه أمام حقائق أكثر تعقيداً تحيط بهذه العملية وتتطلب منه عملاً خارقاً وغير هين ولا سيما في الأشهر الثلاثة الأولى من عمله للتعرف على تلك المشكلات بصورة عملية ومباشرة. •• ولذلك.. فإن الوزير مطالب بأن يرتب أولوياته.. ولا يُغرق نفسه في حضور المناسبات التقليدية.. والذهاب في المجاملات إلى أبعد الحدود رغبة في تهيئة بيئة العمل بصورة ملائمة. •• أقول هذا الكلام بعد أن تابعت كغيري حضور الوزير لبعض تلك المناسبات التي درجت عليها الوزارتان قبل أن تندمجا في وزارة واحدة.. وكان ذلك ترفاً على حساب معالجة القضايا المستعصية التي تعاني منها العملية برمتها.. •• ذلك أن حاجة الوزير إلى ترتيب الأولويات بدقة.. ووضع برنامج زمني محدد للتعاطي مع كل أولوية تأتي في مقدمة المهام التي ستجعله يصرف وقته في الأمور الأكثر أهمية قبل غيرها. •• تلك مهمة أساسية.. أخال أن الوزير يدركها جيداً.. ويدرك معها أن الوقت مهم.. وأن إضاعة أي ساعة زمنية في غير هذا الاتجاه كفيل بأن يساعد على الحكم عليه.. وتوقع الكثير منه.. لأنه لا وقت لدينا للانتظار أكثر مما انتظرنا.. •• فعلى مستوى التعليم العام.. فإن الحاجة ملحة ليس فقط إلى غربلة المناهج الدراسية وإنما إلى تطوير مستوى العملية التعليمية بتحسين مستوى المعلمين وضمان القدر الكافي من التأهيل التربوي لدى كل منتم إليها.. وفرض النظام داخل المدرسة ابتدائية كانت أو متوسطة أو ثانوية وضمان تطبيق السياسات المعتمدة من قبل الدولة وحظر الاجتهادات الضارة.. كبداية مهمة لإعادة بناء الهرم الثلاثي للعملية التعليمية بالتعليم العام.. وتغييرها في اتجاه الدمج والاختصار والتدرج والربط مع التعليم العالي وذلك لا يمكن أن يتم إلا بإعادة هيكلة التعليم.. وتصميم مناهج تركز على المعارف الحديثة وتكشف عن المواهب والقدرات الخاصة وتستثمر عقل الإنسان وتحرره من الأساليب التعليمية التقليدية التي عطلت القدرات العقلية طوال السنوات والحقب الماضية، وصولاً إلى مرحلة التعلم وليس التعليم.. وأخذاً بأسباب التربية بعيداً عن الحفظ والتلقين وتراكم المعلومات المغلوطة في الأذهان. •• وليس عيباً أن نستعين بخبراء عالميين في مجالات التعليم ومستوياته المختلفة كما اقترح الوزير في كتبه وأطروحاته العلمية.. بهدف تحديد رؤية علمية واضحة تضع أساساً قوياً لاستراتيجية بعيدة المدى طالب بها.. وعانى من مطالباته كثيراً قبل أن يدخل الوزارة ويجد نفسه الآن أمام المسؤولية وجهاً لوجه.. لنرى منه الشيء الكثير بإذن الله عن كل ما تحدث عنه وطالب به.. وتطلع إليه. •• ولا شك أن الاختيار للوزير «الدكتور أحمد العيسى» لهذه المهمة في هذا الوقت بالذات قد صادف محله.. وذلك يؤكد أن الدولة تريد الفعل.. وتنتظر النتائج ولا تتردد في إيكال المهام لكل القادرين على التصدي لها بالكفاءة المطلوبة.. •• كما أن الاختيار اختبار لأصحاب الرؤى والأفكار وترجمة للرغبة الصادقة لدى الدولة للارتقاء بهذا الوطن والتمكين لأبنائه بتقلد أخطر المهام وأصعبها.. وعليهم أن ينجحوا في هذا الاختبار ويثبتوا أنهم في مستوى المسؤولية.. •• ولكي ينجح وزير التعليم في أداء مهامه على الوجه الأكمل فإن عليه أن يُحسن اختيار من يعينوه على أداء هذه المهمة بالغة الصعوبة بأن يصل إلى أصحاب القدرات والخبرات المعززة بالفكر المستنير والخلاق للإشراف على مؤسسات التعليم في إطار إعادة الهيكلة الجديدة للعملية برمتها.. •• وكل ما نستطيع أن نفعله أو نقوله لمعاليه هو أن الزمن قصير وان الوقت مهم وان العمل شاق وان المهمة أعقد من التصورات وان عليه أن يحسب حساباً لكل خطوة يخطوها في أرض ملغومة.. وفي زمن.. تتهدد فيه سلامة الأوطان بفعل الاختلالات العميقة في العملية التعليمية المخطوفة منذ زمن، بعيداً عن الأهداف العليا لوظائفها التي يرد في مقدمتها صناعة الإنسان المفكر.. والخلَّاق وذي الشخصية المستقلة.. والفاعلة.. والمنتمية بعمق وإدراك للوطن تربة.. وتاريخاً.. ورؤى نظيفة ومتجددة على الدوام.. ضمير مستتر: •• هناك من يحاربون النجاح.. ويتصيدون الأخطاء.. لإسقاط المتفوق في أقرب فرصة.. وعلى الإنسان المؤمن بأهدافه أن يكون عظيم الإيمان بربه.. وكبير الثقة بحكمته وقدراته..

مشاركة :