تحولت انتهاكات السجون إلى وصمة عار في جبين نظام الملالي، بعدما كشفت وسائل إعلام أمس أن قوات الأمن واصلت الضرب بسياط القمع، واقتحمت زنازين سجناء من مزدوجي الجنسية بسجن ايفن سيئ السمعة شمال العاصمة طهران.ونقل موقع «سحام نيوز» الإصلاحي عن مصادر مطلعة قولها إن القوات دخلت السجن، واقتحمت زنازين مكدسة بسجناء من الأكاديميين والناشطين في مجال البيئة تتهمهم السلطات بالتجسس، وآخرين من مزدوجي الجنسية، وصادرت بعض متعلقاتهم الشخصية ومخطوطاتهم الخاصة.وألحق الأمن أضرار جسيمة ببعض متعلقات السجناء، حيث أصيب عدد منهم بجروح خلال التشابك مع القوات المهاجمة، ولم يصدر أي موقف رسمي من السلطات الأمنية الإيرانية أو القضائية بشأن الحادثة وأسبابها بالسجن الخاضع لحراسة أمنية مشددة من قبل قوات الحرس الثوري.ويضم السجن المئات من المعارضين والناشطين السياسيين والصحفيين بالإضافة إلى الناشطين في مجال حقوق الإنسان والبيئة ومن مزدوجي الجنسية.وسائل ضغطوتعتقل السلطات الإيرانية العديد من الناشطين الذين يحملون جنسيات مزدوجة منهم أحمد رضا جلالي، ومراد طاهباز، وكامران قادري، وسيامك نمازي، ووالده باقر نمازي، بتهم مثل التجسس وتعطيل الأمن القومي، وتمتلك الولايات المتحدة وبريطانيا حاليا أكبر عدد من السجناء في إيران، كما يحتجز السجن مواطنين من النمسا وألمانيا وفرنسا والسويد في إيران.واتهمت إيران مرارا وتكرارا باحتجاز مزدوجي الجنسية أو رعايا أجانب واستخدامهم كوسيلة ضغط في مفاوضاتها مع الغرب، وفي السنوات الأخيرة، تبادلت رعايا أجانب أو جنسيات مزدوجة مسجونين في إيران مع إيرانيين مسجونين في دول أخرى، ولم تسمح حتى الآن لأي مقرر خاص معني بحقوق الإنسان بدخول البلاد ولم تعترف بتقاريرهم.انتهاكات فظيعةوتشهد السجون الإيرانية انتهاكات فظيعة ترتكبها السلطات الإيرانية بحق سجنائها، حيث وثقت منظمة العفو الدولية، في تقرير استقصائي صدر قبل شهرين، نحو 100 حالة وفاة متعمدة لسجناء مرضى في زنازين طهران.وأشار التقرير إلى أن 64 من أصل 96 معتقلا تحدثت عنهم منظمة العفو الدولية لقوا حتفهم داخل السجن، ولفت إلى أن «العديد منهم ماتوا في الحجز، ما يعني أنهم لم يتلقوا حتى رعاية طبية أولية في الساعات الأخيرة من حياتهم، فيما توفي آخرون أثناء احتجازهم في مرافق طبية بالسجن مزودة بمعدات أساسية».وبحسب التقرير، توفي 26 سجينا أيضا جراء تأخيرات متعمدة ومميتة من قبل الطاقم الطبي أو مسؤولي السجن، أثناء نقلهم إلى المستشفى أو بعد وقت قصير من دخولهم المستشفى.وقالت المنظمة الحقوقية «نقل ستة سجناء على الأقل إلى الحبس الانفرادي أو الحجر الصحي، من بين هؤلاء توفي أربعة بمفردهم في السجن، بينما حصل الاثنان الآخران في النهاية على إذن بالنقل إلى المستشفى، ولكن فقط بعد فوات الأوان»، وأشارت إلى أن المتبقيين «ماتا أثناء نقلهما إلى المستشفى أو بعد فترة وجيزة من دخولهما».حرمان مستمروفي الغالبية العظمى من الحالات المسجلة، كان السجناء القتلى صغارا أو في منتصف العمر، مشيرة إلى إلى أن «23 من السجناء القتلى تتراوح أعمارهم بين 19 و39 عاما، و26 آخرين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاما».وبحسب التقرير نفسه، فإن «الحصانة المنهجية لمنتهكي حقوق الإنسان من العقاب في إيران تشكل أحد العوامل التي تسمح لمسؤولي السجون بمواصلة عملية حرمان السجناء من الرعاية الطبية».ووصفت منظمة العفو الدولية الحصانة بأنها أزمة، مضيفة: «بالنظر إلى هذا الوضع نؤكد الحاجة الملحة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لإنشاء آلية دولية لجمع وتحليل وتخزين الأدلة ذات الصلة المتعلقة بالجرائم المرتكبة في إيران، بهدف تسهيل محاكمة جنائية عادلة في المستقبل».دعوة أمميةفي المقابل، دعت منظمة العفو الدولية بلجيكا أن تضمن أن إبرام معاهدة جديدة مع إيران لا يعزز الإفلات من العقاب، وقالت «يتعين على المشرعين البلجيكيين التأكد بشكل عاجل من أن مشروع قانون يسن معاهدة ثنائية بين إيران وبلجيكا متسق تماما، مع التزامات بلجيكا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، على وجه الخصوص، يجب أن يتضمن مشروع القانون القضائي المناسب ضمانات لمنع استخدام المعاهدة لمنح الإفلات من العقاب لمسؤولي الدولة وعملائها».وتأتي تأكيدات منظمة العفو الدولية بعد مظاهرات الغضب التي اندلعت بين المعارضة الإيرانية في أوروبا، خشية تسليم الدبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي المتهم بالشروع في تفجير مؤتمر للمعارضة في باريس قبل عدة سنوات.انتهاكات صارخة في سجون إيران 100 حالة وفاة متعمدة للسجناء في زنازين طهران. 64 ماتوا في الحجز نتيجة عدم وجود أساسيات الحياة. 26 ماتوا بسبب تأخير متعمد من الطاقم الطبي. 4 ماتوا في الحبس الانفرادي.
مشاركة :