رصدت الصور الفوتوغرافية مشاعر الحج بصياغة تعبيرية أقرب إلى الوجدان الإنساني، لتكون تسجيلا وحدثا قبل أن تصبح توثيقا لمجتمع، فما الذي يود المصور إبرازه لنا كمتذوقين لهذا الفن العريق؟أكد المصور الفوتوغرافي إبراهيم عبدالله السالم أن الصورة الفوتوغرافية لعبت دورا كبيرا في توثيق مناسك الحج عبر الزمن، إذ أبرزت التطور والاهتمام التي توليه حكومتنا الرشيدة لخدمة ضيوف الرحمن، وتحدث عن أهمية التوقيت الجيد، إذ يجب على المصور أن يكون مستحضرا لفكرة الصورة ومستعدا استعدادا كاملا في مخيلته للزمان والمكان، مشيرا إلى أن المصور يستطيع تحويل اللقطات العادية إلى اللقطات مميزة من خلال تجربته وخبرته، واستنطاق بعض الزوايا المعبرة التي تجد قبولا لدى المتلقي. ولتعبر الصورة عن الأحدث الأكبر في موسم الحج، يركز عادة المصور على الرمزية في الحج، وعادة تكون الرمزية بصرية مثلا في إبراز «الإحرام» أو رمزية مكانية مثلا «جبل الرحمة». وحول أهمية اللحظة ذكر السالم أنها تسجل تاريخا وتبرز جهود الحكومة الرشيدة في موسم الحج، وتستنطق المشاعر الإنسانية للحاج وهيبة المكان والشعيرة، ولفت إلى الفارق بين التصوير الفني والصحفي، وأن المصور الصحفي محدود بقوانين الصورة الصحفية، وهي نقل الواقع كما هو وعدم التلاعب في الأجزاء الرئيسية للصورة من إضافات ومعالجة، أما الصور الفنية فعادة يكون مسموحا فيها بالتعديلات التي لا تخرجها من الواقعية وتوصل الفكرة الفنية، أما بالصورة الصحفية فتكون التعديلات محدودة جدا، إما بالاقتصاص أو حتى تعديل محدود على الإضاءة. وأوضح أن فن التصوير عالم متخصص له مدارس متعددة مثل: البورتريه والتصوير الصحفي والتصوير الدعائي، وغيرها، لذلك يجب التركيز على الإمكانات الأكاديمية، فهي محدودة جدا لدينا ويجب تفعيلها بشكل أكبر في جميع أنواع التصوير الفوتوغرافي.
مشاركة :