وهـــج الـكـتــابـة: أشعار خالدة من البحرين

  • 7/9/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬الحلقة‭ ‬الماضية‭ ‬تساءلت‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬شاعر‭ ‬عظيم‭ ‬أم‭ ‬قصيدة‭ ‬عظيمة،‭ ‬وذكرتُ‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬الشعراء‭ ‬المعروفين‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬شعراء‭ ‬عظماء‭ ‬تشتهر‭ ‬لهم‭ ‬قصيدة‭ ‬أو‭ ‬قصيدتان‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭ ‬قليلًا‭. ‬تواصل‭ ‬معي‭ ‬أحد‭ ‬الأخوة‭ -‬من‭ ‬الذين‭ ‬أعزهم‭- ‬بعد‭ ‬نشر‭ ‬المقال‭ ‬وهو‭ ‬عاتب‭ ‬عليّ‭ ‬بأنني‭ ‬تطرقت‭ ‬إلى‭ ‬شعراء‭ ‬عرب‭ ‬وعالميين‭ ‬ولم‭ ‬أتطرق‭ ‬إلى‭ ‬شعراء‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬وأنا‭ ‬قبلت‭ ‬عتابه‭ ‬ووعدته‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬شعراء‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬قصائد‭ ‬تذكّر‭ ‬الناس‭ ‬بهم‭ ‬بمجر‭ ‬سماع‭ ‬أول‭ ‬بيت‭ ‬أو‭ ‬سطر‭ ‬منها‭. ‬ هناك‭ ‬بيت‭ ‬شعر‭ ‬اشتهر‭ ‬باسم‭ ‬صاحبه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وهو‭ ‬للشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المعاودة‭ (‬1911-1996‭). ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬يكرره‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناسبات‭:‬ يشقي‭ ‬بنوها‭ ‬والنعيم‭ ‬لغيرها وكأنها‭ ‬والحال‭ ‬عين‭ ‬عذاري انطلاقا‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الشهير‭ ‬كتب‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬مواله‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬شتهر‭ ‬وأصبح‭ ‬يعرف‭ ‬باسمه‭ ‬بمجرد‭ ‬سماعه‭: ‬ عذاري‭ ‬لي‭ ‬متى‭ ‬تسقين‭ ‬ذلك‭ ‬النخل‭ ‬البعيدْ عطاشِة‭ ‬نِنتخي‭ ‬يمج‭ ‬ونرفع‭ ‬صوتنا‭ ‬ونعيدْ نشوف‭ ‬القيظ‭ ‬عيّد‭ ‬بالنخل‭ ‬واحنا‭ ‬بليا‭ ‬عيد عذاري‭ ‬ليه‭ ‬متى‭ ‬بها‭ ‬الساب‭ ‬يجري‭ ‬الماي‭ ‬من‭ ‬دوني‭ ‬ نشف‭ ‬ريج‭ ‬العشب‭ ‬يا‭ ‬عيب‭ ‬تركج‭ ‬زرعج‭ ‬الدوني عجب‭ ‬عكس‭ ‬الوفا‭ ‬تعطين‭! ‬يا‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬ودوني‭ ‬ شَمالي‭ ‬العين‭ ‬كنت‭ ‬يمها‭ ‬وراحب‭ ‬تسقي‭ ‬اللي‭ ‬بعيد‭ ‬ ومن‭ ‬القصائد‭ ‬الشهيرة‭ ‬للشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬التي‭ ‬تذكّر‭ ‬الناس‭ ‬به‭ ‬عند‭ ‬سماعها‭ ‬قصيدة‭ ‬‮«‬ليل‭ ‬المحرق‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تقول‭: ‬ يا‭ ‬حبيبي‭ ‬سوف‭ ‬أحكي‭ ‬لكَ‭ ‬عن‭ ‬ليلِ‭ ‬المحرَّق حين‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬جموع‭ ‬تنزوي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مَفرق تقطعُ‭ ‬الوقتَ‭ ‬بأوهامٍ‭ ‬وأحلام‭ ‬ٍوتطرق كل‭ ‬بابٍ‭ ‬للدعابات‭ ‬وأشجان‭ ‬الحديث سوف‭ ‬أحكي‭ ‬لك‭ ‬عن‭ ‬ليل‭ ‬المحرق حين‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الناي‭ ‬المؤرّق في‭ ‬الليالي‭ ‬المقمرات يسكب‭ ‬اللحن‭ ‬العراقي‭ ‬الحزين هذه‭ ‬القصيدة‭ ‬انتشرت‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬عندما‭ ‬صدحت‭ ‬بها‭ ‬الفنانة‭ ‬الرائعة‭ ‬هدى‭ ‬عبدالله‭ ‬بصوتها‭ ‬الأوبرالي‭ ‬الشجي‭. ‬كما‭ ‬اشتهرت‭ ‬لعلي‭ ‬خليفة‭ ‬قصيدة‭ ‬‮«‬غني‭ ‬يا‭ ‬عصفورة‭ ‬شعر‮»‬‭ ‬التي‭ ‬غناها‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬أحمد‭ ‬الجميري‭. ‬ وإذا‭ ‬جئنا‭ ‬للشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬علي‭ ‬الشرقاوي‭ ‬–‭ ‬شافاه‭ ‬الله‭ ‬وعافاه‭- ‬فهناك‭ ‬عدة‭ ‬قصائد‭ ‬عامية‭ ‬اشتهرت‭ ‬له‭ ‬وأجملها‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬والتي‭ ‬غناها‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬خالد‭ ‬الشيخ،‭ ‬حيث‭ ‬كانا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬يشكلان‭ ‬‮«‬دويتو‮»‬‭ ‬متناغم‭:‬ جروح‭ ‬قلبي‭ ‬وتر وينك‭ ‬يا‭ ‬عازف‭ ‬عود اعزف‭ ‬نغم‭ ‬للبدر يمكن‭ ‬تراه‭ ‬يعود ويشوف‭ ‬حالي‭ ‬الذي من‭ ‬شوقه‭ ‬صاير‭ ‬عود كما‭ ‬اشتهرت‭ ‬له‭ ‬جماهيريا‭ ‬قصيدته‭ ‬الجميلة‭ ‬‮«‬في‭ ‬العالي‭ ‬ولا‭ ‬انطفى‭ ‬نورك‮»‬‭ ‬التي‭ ‬غناها‭ ‬الفنان‭ ‬خالد‭ ‬الشيخ‭ ‬أيضاً‭.‬ وإذا‭ ‬عرجنا‭ ‬على‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬فإن‭ ‬له‭ ‬قصائد‭ ‬رائعة‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تنتشر‭ ‬جماهيريا‭ ‬بسبب‭ ‬حداثيتها‭ ‬وعمقها،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬قصيدته‭ ‬الجميلة‭ ‬‮«‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬للحب‮»‬‭ ‬نالت‭ ‬حظها‭ ‬من‭ ‬الشهرة‭ ‬باسمه‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غناها‭ ‬الفنان‭ ‬خالد‭ ‬الشيخ‭:‬ ماذا‭ ‬سيبقى عندما‭ ‬تنهال‭ ‬جمرتنا‭ ‬الخفية‭ ‬في‭ ‬هواء‭ ‬الليل ماذا‭ ‬يختفي‭ ‬فينا‭ ‬ وهذا‭ ‬ماؤنا‭ ‬الدموي‭ ‬يستعصي‭ ‬ وطير‭ ‬الروح‭ ‬ ينتظر‭ ‬احتمالًا‭ ‬واحدًا‭ ‬للموت‭ ‬ كنا‭ ‬نغني‭ ‬حول‭ ‬غربتنا‭ ‬الوحيدة كالعذارى‭ ‬في‭ ‬انتحاب‭ ‬الليل‭ ‬ كنا‭ ‬نترك‭ ‬النسيان‭ ‬يأخذنا‭ ‬على‭ ‬مهلٍ‭ ‬ لئلا‭ ‬نفقد‭ ‬السلوى‭ ‬ لم‭ ‬نعرف‭ ‬مكانا‭ ‬آمنًا‭ ‬للحب‭ ‬ ولا‭ ‬ننسى‭ ‬الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬–‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭- ‬وقصائده‭ ‬‮«‬ولهان‭ ‬يا‭ ‬محرق‮»‬‭ ‬و‮«‬يا‭ ‬الزينة‭ ‬ذكريني‮»‬،‭ ‬اللتين‭ ‬غناهما‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬الرائع‭ ‬أحمد‭ ‬الجميري،‭ ‬وتذكرنا‭ ‬بالراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬وبالبحرين‭ ‬أينما‭ ‬حللنا‭ ‬وتجعل‭ ‬كلماتها‭ ‬الشوق‭ ‬يعتصرنا‭ ‬إلى‭ ‬بحريننا‭ ‬الحبيبة‭. ‬ هناك‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬قصائد‭ ‬لشعراء‭ ‬البحرين‭ ‬بعضها‭ ‬انتشرت‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غناء،‭ ‬بأسماء‭ ‬مبدعيها،‭ ‬الذين‭ ‬بزغوا‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬أنجبت‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرائعين،‭ ‬فهذه‭ ‬الأرض‭ ‬ولّادة‭ ‬ونخيلها‭ ‬خضراء‭ ‬مثل‭ ‬قلوب‭ ‬أبنائها‭. ‬كان‭ ‬بودي‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬أمثلة‭ ‬أكثر‭ ‬ولكن‭ ‬ضيق‭ ‬المساحة‭ ‬المخصصة‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬فليعذرني‭ ‬أحبائي‭ ‬الشعراء‭ ‬والفنانون‭ ‬والقراء‭.‬ Alqaed2@gmail‭.‬com

مشاركة :