وهج الكتابة: بعض من الضوء على الترجمة في البحرين

  • 11/28/2020
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقولون إن الترجمةَ هي عملية نقل نصٍ من لغة إلى لغة أخرى، هكذا ينظر الكثيرون إلى الترجمة، وكأنها عملية آلية، لا إبداع فيها. ولكن الواقع أن الترجمة هي عملية معقدة وفن قائم بذاته، وموهبة، وتتحول إلى عملية إبداعية عند ترجمة الشعر والأدب، وهنا يتضح المترجم الحقيقي من المترجم الجوجلي (أي الذي يعتمد في ترجمته على برنامج جوجل) ومنهم كثيرون هذه الأيام. الساحة مليئة بالمدّعين أنهم مترجمون وكتّاب. في حلقتين عن الترجمة، قدّم محمد المبارك، باسم أسرة الأدباء والكتّاب، أمسيتين عن الترجمة عبر العالم الافتراضي، استضاف في الأولى الصديق الدكتور محمد الخزاعي والذي يستحق ان يطلق عليه شيخ المترجمين في البحرين وهو أستاذنا جميعًا، وأيضا المبدع مهدي عبدالله صاحب الإنجازات الكبيرة في الترجمة وأيضا الدكتور عيسى أمين وهو غني عن التعريف فهو من كبار المهتمين بالتاريخ وترجم الكثير من الوثائق. لكن مقدم البرنامج تجاهل عمدًا أو جهلاً العديد من الاسماء التي لها إنجازاتها، أو مر مرور الكرام على ذكرهم. قائمة ليست بالقصيرة لم يتطرق لهم أخونا أو ذكر اسماءهم على استحياء وأحببت في هذا المقال أن ألقي بعض الضوء عليهم، مثل الكاتب المترجم نعيم عاشور مثلاً الذي ترجم عدة كتب مثل آرتو والمستحيل الأزرق للفنان المرحوم ناصر العزاز رسما والشاعرين قاسم حداد وعبداللطيف اللعبي شعرًا، وترجم رواية «الوردة» لغيوم دو لوريس بالمشاركة مع الشاعر التونسي نزار شقرون، ودراسات مسرحية: إعداد وترجمة ن وكتاب مسرح النوم والأخير كتاب ضخم يتناول أسرار عالم النوم وهو قيد النشر وكتب ودراسات أخرى عديدة، وأيضًا الروائي والكاتب المعروف أمين صالح الذي ترجم أكثر من 12 كتابا منها السينما التدميرية، السوريالية في عيون المرايا، جيوبي مليئة بالفصول، البحث في الزمن وأوديب ملكا والعديد من الكتب والمقالات الأخرى، وأيضا الكاتب عبدالقادر عقيل الذي ترجم الكثير من الفارسية وخاصة أشعار الشاعر الإيراني صمد بهرنجي والمرحوم المثقف يوسف يتيم الذي ترجم كثيرًا عن اللغة الروسية، والمرحوم الكاتب خالد البسام ترجم الكثير من المعلومات التي ادخلها في كتبه العديدة مستعينًا بمحتويات الكتب المتوافرة في المكتبة البريطانية والمتحف البريطاني. كما أن هناك العديد من الاسماء الأخرى التي لها بصماتها في مجال الترجمة مثل الشاعر علي الشرقاوي والدكتورة منيرة الفاضل التي ساعدتني في مراجعة ترجمة انطلوجيا الشعر البحريني إلى الإنجليزية.وبالنسبة لي فإن أهم أعمالي في مجال الترجمة هي انطلوجيا الشعر البحريني (اللؤلؤ وأحلام المحار) ورواية «نوران» للمرحوم الكاتب فريد رمضان على شكل كتاب جرافيك أبدع رسوماته الفنان جمال عبدالرحيم إضافة إلى ترجمة رسائل فإن جوخ وديوان الدكتورة انيسة فخرو «رسائل حب مبتورة» ومراجعة ترجمة ديوان للفنان خالد الرويعي «هدوءًا ليس إلاّ» إضافة إلى ترجمة قدر كبير من القصائد والنصوص والقصص والمقالات من الأدب الانجليزي والأمريكي والعالمي فضلا عن كوني صاحب مكتب ترجمة ومترجم قانوني محترف حيث ترجمت من خلال مكتبي الكثير من القصائد والأعمال للعديد من أصدقائنا الشعراء والأدباء عبر أكثر من خمس وثلاثين سنة. هذه اسماء نقشت بصماتها على التاريخ الإبداعي للترجمة ولا يمكن طمس إنجازاتهم أو تجاهلهم أو تهميشهم.ولا بد من الإشارة هنا إلى ان شاعرنا الكبير إبراهيم العريض ترجم رباعيات الخيام وكانت من أجمل الترجمات عن الفارسية التي كان يتقنها ولكن كتاب الرباعيات هو الكتاب الوحيد الذي ترجمه العريض في حياته وبحسب علمي أنه لم يترجم أي شيء آخر بخلاف عمله كمترجم لبعض الشركات وأرجو تصحيح معلوماتي إن كنتُ مخطئًا.كان على مقدم الفعالية محمد المبارك وهو يتحدث باسم أسرة الأدباء والكتّاب، صاحبة التاريخ الثقافي والإبداعي العريق الذي يبدو أن مقدم الفعالية يجهله أو يتجاهله، أن يطلع جيدًا على تاريخ الترجمة في البحرين وعدم تجاهل أساتذة الترجمة وروّادها أو تهميشهم عن قصد أو دون قصد. فالشفافية والنزاهة أمران ضروريان عند بحث أي موضوع جوهري كالترجمة مثلاً، ولكن مما يشفع للمبارك ربما أنه جديد على عالم الترجمة وليس لديه الخبرة والعمق اللازمان لبحث هذا الموضوع الحيوي وهو الترجمة، فالمترجم بالدرجة الأولى هو مثقف موسوعي وليس كل من ترجم عدة أوراق وقرأ كتابًا أو كتابين في الترجمة أصبح مترجمًا أو ينصب نفسه حكمًا في مجال ليس له دراية كافيه به. ولينظر الاخ المبارك إلى الاسماء التي ذكرتها في مقالي أعلاه سيجد أنهم كلهم مثقفون موسوعيون وأدباء لهم ثقلهم في الساحة ودخلوا عالم الترجمة مسلحين بقدرات وثقافة لا يمكن اكتسابها بسهولة.Alqaed2@gmail.com

مشاركة :